هونغ كونغ تستبدل المغتربين بالصينيين وتفقد عولمتها
أصبح الوافدون الجدد إلى هونغ كونغ من جميع أنحاء الصين، يحلون تدريجياً محل المغتربين الغربيين وفقاً لصحيفة "ذي إيكونوميست" التي تدعم خبرها بالأرقام.
وذكرت الصحيفة أن حملة "الحصول على المواهب" التي أطلقها جون لي كا تشيو، رئيس السلطة التنفيذية في هونغ كونغ، والتي تهدف إلى عكس هجرة الأدمغة الناجمة عن الأزمة الصحية، أعطت النتائج المتوقعة. فبين يناير ونوفمبر 2023، منحت المدينة 8000 تأشيرة فقط للغربيين، فيما منحت عشرة أضعاف للمواطنين الصينيين.
وينطبق هذا التغيير بنحو خاص على المستفيدين من برنامج "توب تالنت باس"، وهو برنامج تأشيرات مخصص لأصحاب الدخل المرتفع وخريجي أفضل الجامعات في العالم. ومن أصل 60 ألف تأشيرة "توب تالنت" جرت الموافقة عليها بين يناير ونوفمبر من العام الماضي، تم منح 95% منها لأشخاص من القارة الصينية.
ورأت "ذي إيكونوميست" أن الأجانب يغادرون وسكان القارة يأخذون مكانهم. وأضافت أن بطء التعافي الاقتصادي ومتطلبات اللغة لا يسهلان الحياة بالنسبة للغربيين الذين يرغبون في الاستقرار في هونغ كونغ.
وأوضحت صاحبة مهنة تدرّبت عليها في بريطانيا أن جميع الوظائف التي تقدمت لها كانت تتطلب إتقان لغة الماندرين، خاصة في المجال القانوني. والآن تركزت كل أعمال الشركات في بكين.
وفي حين أصبحت لغة الماندرين على نحو متزايد هي اللغة المفضلة سواء في العمل أو في الشارع، فإن المدينة التي يبلغ عدد سكانها 7.5 ملايين نسمة تشبه أكثر فأكثر مدينة صينية ذات تركيبة سكانية سريعة التغير. وفي حين جاءت الموجات السابقة من المهاجرين الصينيين من جنوب البلاد، وهم غالباً ما يتحدثون الكانتونية ويندمجون بسرعة، فإن التدفق السكاني الأخير يأتي من جميع أنحاء القارة، كما يقول إريك فونغ من جامعة هونغ كونغ.
وهونغ كونغ تضمُّ إحدى أكبر الكثافات السكّانيَّة في العالم، ويُشكل الصينيون 93.6% من سكانها، والباقون من عرقيَّات متعدّدة، وغالبية السكان هم من قومية الهان الذين تعود أصولهم إلى مدينتي غوغانغزو وتايشان في مقاطعة قوانغدونغ المجاورة.
وتُعَدُّ هونغ كونغ واحدةً من المراكز الاقتصادية الرَّئيسة في العالم، إذ تمتاز باقتصادٍ رأس ماليٍّ مزدهر يقوم على الضرائب المنخفضة والتجارة الحرَّة، وتعد عملة المدينة -دولار هونغ كونغ- العملة الثامنة الأكثر تداولاً على مستوى العالم.
والمزايا الرئيسة لهونغ كونغ تكمن في إطارها التنظيمي القوي، والبنية التحتية ذات المستوى العالمي، مع وسائل النقل العام الجيدة ومطار متصل بنحو جيد.