فقد العراق نحو 5000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية نتيجة أزمة حادة في إمدادات الغاز المستورد من إيران، والتي تفاقمت بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وأكدت وزارة الكهرباء العراقية، اليوم السبت، أن الطاقة المنتجة حالياً تصل إلى 23 ألف ميغاواط، فيما عزت تراجع التجهيز إلى تراجع إمدادات الغاز المستورد، وتراجع إمدادات الغاز من إيران وكذلك توقف إمدادات الكهرباء من هناك جرّاء العقوبات تسبب بفقدان 5000 ميغاواط من الطاقة.
فيما قال المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد موسى، «إن معالجة الأزمة الحالية في منظومة الكهرباء تستوجب دراسة دقيقة لأسبابها، والتمييز بين ما تتحمله الوزارة من التزامات وما لا يدخل ضمن مسؤولياتها»، وفق وكالة الأنباء العراقية (واع).
أوضح أن «أزمة الكهرباء التي يشهدها العراق تعود بشكل أساسي إلى تناقص إمدادات الغاز الإيراني المستورد بسبب تعثر سداد المستحقات جرّاء العقوبات؛ ما أدى إلى توقف عدد من وحدات توليد الطاقة الكهربائية، وخسارة ما يقارب 4000 ميغاواط من الطاقة، تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على الكهرباء».
أشار إلى أن «محطات الكهرباء تعمل بجزء منها على الغاز الوطني، والجزء الآخر على الغاز المستورد، ومع تراجع كميات الغاز الإيراني، تأثرت المنظومة بشكل كبير، رغم الاستعدادات المسبقة التي اتخذتها الوزارة لضمان استقرار تجهيز الطاقة».
بيّن موسى أن «الطاقة المنتجة حالياً تصل إلى 23 ألف ميغاواط، في حين أن المنظومة كانت قادرة على توليد 27 ألف ميغاواط إذا ما توفرت كميات الوقود الكافية»، مؤكداً أن «ساعات تجهيز الكهرباء تختلف بين المحافظات والمناطق، بحسب توافر الوقود ودرجات الحرارة وشبكات التوزيع».
نبه إلى أن «الوزارة تسعى لتوفير الطاقة بشكل عادل، لكنها تواجه محددات خارجة عن إرادتها تؤثر على عمل محطات الكهرباء».
كما لفت إلى أن «العراق وقّع قبل أكثر من ثمانية أشهر اتفاقية مع تركمانستان لتوريد الغاز بواقع 20 مليون متر مكعب صيفاً و10 ملايين متر مكعب شتاءً عبر الأراضي الإيرانية، إلا أن العقوبات المفروضة على إيران حالت دون تحويل الأموال وفتح الاعتمادات؛ ما أدى إلى تعثر تنفيذ الاتفاقية».
أضاف أن «وزير الكهرباء زار مؤخراً تركمانستان لبحث آلية جديدة لتعويض هذا النقص، وتجري حالياً مخاطبات رسمية لمكتب رئيس الوزراء لاستحصال الموافقات اللازمة».
أما فيما يخص الربط الكهربائي مع إيران، فقد أوضح موسى أن «هناك توقفاً لأربعة خطوط نقل بالكامل بسبب العقوبات المفروضة؛ ما أفقد العراق أكثر من 1000 ميغاواط من الطاقة، كما أثر بشكل خاص على محافظة ديالي، وهذا يُضاف إلى الـ 4000 ميغاواط الأولى التي فُقدت من جراء تراجع إمدادات الغاز».