تشهد الولايات المتحدة موجة حرّ هي الأشد خلال صيف 2025، تمتد عبر نحو نصف البلاد، ما تسبب في ارتفاع حاد في استهلاك الكهرباء، وتباطؤ في حركة النقل، وتهديدات مباشرة لسلامة الصحة العامة.
وقالت وكالة «بلومبرغ» في تقرير صدر عنها إن «التحذيرات من موجات حر خطرة تشمل مناطق واسعة من نبراسكا حتى لونغ آيلاند، ومن نيوهامبشر حتى شمال شرق تكساس، حيث يُتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 94 فهرنهايت (34 مئوية) في نيويورك، وقد يشعر السكان بدرجات حرارة تفوق 100 فهرنهايت بسبب الرطوبة العالية».
ودفع هذا الارتفاع في درجات الحرارة مشغلي شبكات الكهرباء إلى إطلاق تحذيرات من ضغط غير مسبوق على البنية التحتية للطاقة.
كما أصدرت شركة «PJM إنتركونكشن»، أكبر مشغل لشبكة الكهرباء في الولايات المتحدة، تنبيهات طارئة في المناطق الممتدة من ولايات الأطلسي الأوسط حتى الجنوب، وشملت كامل نطاق تغطيتها يوم الاثنين، وسط مخاوف من اضطرابات محتملة في الإمدادات.
وذكرت الشركة أنها قد تضطر إلى تقليص الصادرات الكهربائية إلى شبكات مجاورة في حال تصاعد الطلب المحلي.
كما طُلب من محطات الطاقة أن تكون في «أقصى حالات الجاهزية» تجنباً لأي أعطال أو انقطاعات.
وتُظهر بيانات «وكالة معلومات الطاقة الأميركية» أن استهلاك الكهرباء قد يرتفع هذا الأسبوع بنسب تصل إلى 15% فوق المعدلات الموسمية المعتادة، ما قد يؤثر على أسعار الجملة للطاقة في الأسواق الفورية، ولا سيما في ولايات نيويورك وبنسلفانيا وشيكاغو.
من جهة أخرى، أبطأت موجة الحر حركة القطارات، نتيجة تمدد قضبان السكك الحديدية تحت درجات الحرارة المرتفعة، ما أثر على جداول الشحن والبضائع في ولايات الوسط.
صحياً، حذّرت «وكالة حماية البيئة الأميركية» من أن موجات الحر الشديدة تمثل أحد أبرز المخاطر المناخية المتزايدة، مشيرة إلى أن أكثر من 14 ألف وفاة سُجلت بين عامي 1979 و2022 بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وأن هذا الرقم مرشح للارتفاع مع تكرار الظواهر الجوية المتطرفة.
ورغم عدم تحطيم أرقام قياسية كثيرة حتى الآن، إلا أن مدينة «تامبا» سجلت درجة حرارة تاريخية بلغت 100 فهرنهايت، ما يعكس تغيرات مناخية غير معتادة في أنماط التبريد الساحلي للمدينة.
وتتوقع مراكز الأرصاد استمرار الأجواء الخانقة في عدة مناطق حتى منتصف الأسبوع، مع إمكانية تجدد التحذيرات اليومية نتيجة لعدم انخفاض درجات الحرارة ليلًا بالقدر الكافي لتخفيف الضغط على البنية التحتية.