المدير الإقليمي: لا تراهنوا على كل التوكنات.. السوق باتت انتقائية
في مقابلة خاصة مع «إرم بزنس»، كشف المدير الإقليمي لشركة «بينانس» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بدر الكالوتي، عن رؤى استراتيجية تتعلق بمستقبل العملات الرقمية، مشدداً على أهمية المنطقة كأحد أبرز الأسواق العالمية نمواً وتطوراً في مجال Web3.
وأكد أن الإمارات تلعب دوراً محورياً في رسم ملامح الاقتصاد الرقمي العالمي، مشيراً إلى طفرة متوقعة في مجال ترميز الأصول، وإلى تحولات في سلوك السوق يقودها دخول المؤسسات المالية الكبرى إلى قطاع الكريبتو.
أوضح الكالوتي في حديثه مع «إرم بزنس» أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تمثّل سوقاً حيوية لصناعة العملات الرقمية، نظراً لتركيبتها السكانية الشابة، وانتشار استخدام الهواتف الذكية، واهتمام الحكومات والشركات بتقنيات البلوكتشين (Blockchain).
كما أشار إلى أن العملات المشفرة تُستخدم في الدول ذات الدخل المرتفع كأداة لتنويع الأصول، بينما تُعد في الدول الأقل دخلاً وسيلة لتجاوز ضعف النظام المصرفي، بالإضافة إلى أهمية المنطقة كمركز رئيس للتحويلات المالية، ما يجعلها بيئة خصبة لتبني Web3 (الجيل الجديد من الإنترنت القائم على البلوكتشين، حيث يملك المستخدمون بياناتهم ويتحكمون بها دون وسطاء).
واعتبر أن دولة الإمارات تُشكّل نموذجاً عالمياً في تنظيم وتبني الأصول المشفرة. وقال إن نسبة تبني العملات الرقمية تصل إلى 30%، وهي من الأعلى عالمياً. وأضاف أن الإمارات لا تكتفي بدعم هذه التكنولوجيا بل تستخدمها فعلياً على مستوى الحكومة لتطوير كفاءة الخدمات، ما يضعها في موقع الريادة ويحفّز دولاً أخرى على اللحاق بها.
أعرب الكالوتي في حديثه مع «إرم بزنس» عن حماسه الكبير تجاه قطاع «ترميز الأصول الواقعية» (Tokenization)، واصفاً إياه بأحد أقوى حالات الاستخدام التي ستقود المرحلة المقبلة.
وأوضح أن الترميز يعزّز السيولة، ويزيد الشفافية، ويتيح ملكية جزئية للأصول، ما يُفسح المجال أمام المستثمرين الأفراد للدخول في قطاعات كانت محصورة سابقاً على المؤسسات. كما يقلّل من التكاليف ويُسرّع التداول، مما يجعله موضع اهتمام الحكومات وأسواق المال الكبرى حول العالم.
رغم اعترافه بأن البيئة التنظيمية في المنطقة متقدمة نسبياً، شدد الكالوتي على أهمية توحيد القوانين بين الدول لتسهيل تجربة المستخدم وتقليل التشتت. وقال إن هذا المسار حدث في أسواق أخرى، ومن الطبيعي أن تتطور اللوائح بمرور الوقت لتتماشى مع سرعة تطور القطاع.
أكد الكالوتي في حديثه مع «إرم بزنس» أن الشركة تستثمر بشكل ضخم في أدوات الامتثال والتعاون مع الجهات الرقابية والجنائية لمكافحة الجرائم المالية. وأشار إلى أن نشاطات غسيل الأموال عبر العملات الرقمية انخفضت بشكل ملحوظ، وأن تقنيات البلوكشتين تتيح شفافية أكبر مقارنة بالأنظمة المالية التقليدية، حيث لا تتجاوز نسبة المعاملات المشبوهة على البلوكتشين 0.15%، مقابل 5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي يُقدّر أنه يُغسَل عبر العملات الورقية.
في السياق أوضح المدير الإقليمي لشركة «بينانس» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن الدورة الحالية مختلفة عن سابقاتها بسبب دخول رؤوس الأموال المؤسسية عبر صناديق ETF التي ركزت على «بيتكوين» تحديداً، ما أدى إلى بقاء السيولة محصورة بها وبالإيثريوم، دون أن تنتقل إلى العملات الأخرى كما كان يحدث في الدورات السابقة.
وأشار أيضاً إلى تزايد عدد التوكنات إلى أكثر من 30 مليوناً، ما أدى إلى تشتيت السيولة والانتباه، وبالتالي فإن صعود العملات البديلة سيكون انتقائياً وقائماً على الجودة والسردية الخاصة بكل مشروع.
في ختام المقابلة، شدد على ضرورة أن يتخلّى المتداولون عن الاعتماد على دورة الأربع سنوات التقليدية، وأن يكونوا أكثر استعداداً وسرعة في التفاعل مع السوق المتغيرة. ونصح باستخدام أدوات وقف الخسارة وعدم الجشع في جني الأرباح، فيما دعا المستثمرين على المدى الطويل إلى استخدام استراتيجية الشراء المنتظم (DCA) والاحتفاظ، مؤكداً أن المجال لا يزال في بدايته، وسينمو بسرعة خلال السنوات المقبلة.