شهدت محافظة الجيزة المصرية مساء أمس الأحد، أزمة طارئة في التيار الكهربائي، إثر خلل فني مفاجئ ضرب كابلين رئيسين يغذيان محطة محولات جزيرة الذهب بجهد 66 كيلوفولت؛ ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن مناطق العمرانية، الهرم، فيصل، جزيرة الدهب، والحوامدية، وتوقف محطة مياه جزيرة الذهب مؤقتاً، وانعكس ذلك على إمدادات المياه في عدد كبير من الأحياء.
وأكد المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة، منصور عبدالغني، أن مصر لا تعاني على الإطلاق أي أزمة في إنتاج أو توزيع الكهرباء، وأن ما حدث في الجيزة عطل فني محلي لا يمت بصلة لقدرة الشبكة القومية على توليد أو توزيع الطاقة.
قال منصور عبدالغني، في تصريحات خاصة لـ«إرم بزنس»: «الشبكة القومية للكهرباء أثبتت قدرتها الفائقة على تحمل أحمال تاريخية بلغت أكثر من 39.2 ألف ميغاواط خلال ذروة الاستخدام الأخيرة، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ مصر؛ ما يعكس صلابة البنية التحتية وقدرة الدولة على تلبية الطلب، حتى في أصعب الظروف المناخية أو الموسمية».
وأضاف أن الفرق الفنية باشرت عمليات الإصلاح بشكل فوري، منذ اللحظات الأولى للعطل، بتوجيه مباشر من وزير الكهرباء، محمود عصمت، الذي تواجد ميدانياً في موقع الحدث، مشيرا إلى أن عمليات استبدال الكابلات تتم وفقاً لمعايير قياسية عالمية، وأن الوزارة لن تترك موقع العطل قبل التأكد من استعادة الخدمة بشكل مستقر وآمن.
في تصريحاته، أشار عبدالغني إلى أن الوزارة دفعت بمولدات متنقلة لتأمين التغذية المؤقتة للمناطق الحيوية، خصوصاً المستشفيات ومحطات المياه، بالتنسيق مع شركة مياه الشرب التي كثّفت بدورها نشر سيارات مياه نقية لتلبية احتياجات المواطنين حتى عودة التشغيل الكامل.
وأوضح أن الوزارة تعمل حالياً على تأمين مصادر تغذية بديلة للمناطق المتضررة، لتقليل أثر الانقطاع على السكان، وأنه يتم التعامل مع الأزمة كأولوية قصوى، قائلاً: «هناك تعليمات واضحة بسرعة الإنجاز وعدم مغادرة الفرق الفنية للموقع إلا بعد معالجة العطل بالكامل».
شدد المتحدث باسم وزارة الكهرباء على أن التحدي الأكبر في الوقت الراهن يتمثل في ضبط الأحمال وترشيد الاستهلاك، خصوصاً في أوقات الذروة، منوهاً بأن أحد الأسباب غير المباشرة لتكرار الأعطال يتمثل في التحميل الزائد نتيجة سرقات التيار، حيث تم تحرير أكثر من 3 ملايين محضر سرقة كهرباء خلال العام الماضي فقط، بقيمة بلغت نحو 14 مليون جنيه.
وتابع: «الدولة تتحرك بخطط واضحة لتركيب العدادات الكودية لحماية الشبكة من التعديات وضمان عدالة التوزيع، ونعمل على تطوير المنظومة بالكامل من البنية الأرضية وحتى أساليب الإدارة والتحكم».
أكد عبدالغني أن مصر قطعت شوطاً كبيراً في بناء شبكة كهربائية مرنة ومستقرة، استطاعت خلال السنوات الأخيرة الانتقال من مرحلة العجز إلى مرحلة الفائض والتصدير، مشيراً إلى أن مواجهة الأعطال الطارئة لا تتطلب فقط إمكانيات فنية، بل أيضاً تعاون مجتمعي في ترشيد الاستخدام واحترام القانون.
وطمأن المتحدث باسم وزارة الكهرباء المواطنين بأن العمل يجري على مدار الساعة لإنهاء الأزمة بشكل نهائي، مؤكداً أن فرق الصيانة لن تغادر مواقعها قبل عودة التيار لكامل المناطق، وأن محطة المياه ستعود للعمل بطاقتها الكاملة فور استكمال إصلاح الكابلات المتضررة خلال وقت وجيز.