هجوم جديد على منشآت إيران النووية إذا حاولت إعادة تشغيلها
فشل الاتفاق بين واشنطن وأوروبا كان يهدد ثلث التجارة العالمية
رغم البداية الإيجابية التي استهلت بها أسواق النفط تعاملات اليوم الثلاثاء، إلا أن الأسعار ما لبثت أن غيّرت دفتها صوب المنطقة الحمراء، متجاهلة سيلاً من المحفزات الإيجابية للأسواق، على رأسها تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لروسيا وإيران.
كانت أسعار النفط ارتفعت أمس الاثنين، بعد توصل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري، وإعلان ترامب عزمه تقليص المهلة النهائية المحددة لروسيا لإنهاء حربها على أوكرانيا، أو مواجهة رسوم جمركية عالية جداً.
◄ انخفضت العقود الآجلة، تسليم سبتمبر، لخام برنت القياسي 0.3 دولار للبرميل، أو ما يعادل 0.4% وصولاً إلى مستويات قريبة من 69 دولاراً للبرميل، بحلول الساعة 08:00 صباحاً بتوقيت غرينتش.
◄ تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم سبتمبر نحو 0.3 دولار للبرميل أو ما يعادل 0.42% وصولاً إلى مستويات 65.4 دولار للبرميل.
◄ في وقت سابق من الجلسة، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.3 دولار، بما يعادل 0.34% إلى 70.28 دولار للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 66.93 دولار للبرميل بزيادة 0.22%.
◄ عند نهاية تعاملات أمس، أغلق كلا العقدين على ارتفاع بأكثر من 2%، حيث لامس برنت أعلى مستوى له منذ 18 يوليو، فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.60 دولار، أو ما يعادل 2.3% لتصل إلى 70.04 دولار للبرميل عند التسوية.
◄ في الوقت ذاته، أنهت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي التعاملات على ارتفاع 1.55 دولار، أو 2.4% إلى 66.71 دولار للبرميل.
◄ هبطت العقود الآجلة لخام برنت 0.75 دولار أو 1.1% يوم الجمعة الماضي، وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس 0.87 دولار أو ما يعادل 1.3%، ليسجل خام برنت بذلك انخفاضاً بنحو 1% في الأسبوع، وخام غرب تكساس الوسيط تراجعاً بنحو 3%.
فرض الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رسوم استيراد 15% على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، إلا أنه حال دون اندلاع حرب تجارية شاملة بين الحليفين الرئيسين، والتي كانت ستؤثر على ما يقرب من ثلث التجارة العالمية، وتقلل من توقعات الطلب على الوقود.
وتلقّت أسعار النفط الدعم كذلك من أنباء عن احتمال تمديد الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إذ التقى مسؤولون اقتصاديون كبار من كلا البلدين في العاصمة السويدية ستوكهولم، وأجروا محادثات استمرت لأكثر من 5 ساعات يوم الاثنين، ومن المتوقع أن تُستأنف هذه المناقشات في وقت لاحق اليوم الثلاثاء.
تزامناً، حدد ترامب أمس الاثنين، مهلة جديدة تتراوح بين 10 إلى 12 يوماً لروسيا من أجل إحراز تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، أو مواجهة عقوبات، مهدداً بفرض عقوبات على كل من روسيا ومشتري صادراتها ما لم يتم إحراز تقدّم.
من ناحيته، كتب كبير محللي شؤون السلع لدى «إيه إن زد» دانيال هاينز في مذكرة: «أشعلت تصريحات ترامب المخاوف من تأثر تدفقات النفط الروسي»، مشيراً إلى أن ذلك يأتي أيضاً على خلفية حزمة العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا في الآونة الأخيرة، بما في ذلك خفض السقف السعري على خامها، واستيراد المنتجات المكررة المصنوعة من نفط موسكو من بلدان أخرى.
بدوره، رأى المحلل لدى «آي جي ماركتس» توني سيكامور، أن الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، واحتمال تمديد فترة تعليق الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين يدعمان الأسواق المالية العالمية، وأسعار النفط.
وكان ترامب قال على هامش توقيع الاتفاق مع المفوضية الأوروبية، إن الاتفاق ينص على أن يشتري الاتحاد الأوروبي طاقة أميركية بما يصل إلى 750 مليار دولار في السنوات المقبلة.
أما كبير المحللين في مجموعة «برايس فيوتشرز» فيل فلين، فقال: «ستضطر أوروبا إلى التخلي عن نسبة كبيرة من كل ما تحصل عليه من روسيا»، معتبراً أن الاتفاق التجاري مع أوروبا لا يمنح المنتجين الأميركيين دفعة قوية بهذا الالتزام فحسب، وإنما يفرض أيضاً مزيداً من الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
في ما يتعلق بالمعروض، قالت «أوبك» في بيان، إن لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة لتحالف «أوبك+» شدّدت على ضرورة الالتزام الكامل باتفاقيات إنتاج النفط خلال اجتماعها يوم أمس.
ورأى خبراء بنك «آي إن جي» في مذكرة، أنه ينبغي أن يستكمل تحالف «أوبك+» الإلغاء الكامل لتخفيضات الإمدادات الطوعية الإضافية البالغة 2.2 مليون برميل يوميا بنهاية شهر سبتمبر المقبل.
وعكس تحالف «أوبك+» مساره العام الجاري لاستعادة حصته في السوق، وبدأ الأعضاء الثمانية في رفع الإنتاج في شهر أبريل الماضي، ومنذ ذلك الحين سرّعوا وتيرة الزيادات لتقترب من مليون برميل.
أفضى أحدث قرار لـ«أوبك+» إلى زيادة إنتاج النفط بمقدار 548000 برميل يومياً في أغسطس، بعد أن قلص تحالف «أوبك+» الذي يضخ نحو نصف النفط العالمي، الإنتاج لسنوات عدة بهدف دعم السوق.
في سياق متصل، حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الاثنين، من أنه سيأمر بشنّ هجمات جديدة على منشآت إيران النووية في حال حاولت طهران إعادة تشغيل المنشآت، التي قصفتها الولايات المتحدة الشهر الماضي.
وفي حين تنفي طهران سعيها إلى صنع سلاح نووي، وتصر على أنها لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم على الرغم من قصف 3 مواقع نووية، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس، إن بلاده تُدرك تماماً تأثير ما وصفه بالعدوان الأميركي الإسرائيلي على كلا الجانبين، محذّراً من أن معاودة شنّ مثل هذه الهجمات ستؤدي إلى «رد حاسم».