هل تتمكن أميركا من حظر تطبيق تيك توك؟

يواصل المشرعون الديمقراطيون والجمهوريون في العاصمة واشنطن، الضغط من أجل فرض حظر على تطبيق تيك توك على مستوى الولايات المتحدة الأميركية، مع تقديم مشروع قانون من الحزبين يستهدف تطبيق الفيديو الصيني والذي سيعاد تقديمه لمجلس الشيوخ يوم الجمعة.

ويدعم القانون الذي يحمل اسم CPP من قبل السناتور الجمهوري ماركو روبيو والسناتور المستقل أنجوس كينج من مين.

ويأتي ذلك بعد أن قال النائب الجمهوري مايكل ماكول من تكساس ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب قبل أسبوعين إن لجنته تعمل على مشروع قانون منفصل لحظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة وسيتم التصويت عليه خلال فبراير.

مخاوف الخصوصية

ويستهدف أعضاء الكونغرس التطبيق المملوك لشركة ByteDance. ومقرها بكين، بسبب مخاوف من إمكانية مشاركة بيانات المستخدم مع الحكومة الصينية.

وقال السيناتور كينغ، إن إمكانية الوصول إلى بيانات المستخدم واستغلال المعلومات الأميركية الخاصة تشكل خطراً غير مقبول على الأمن القومي.

وأضاف في بيان مشترك مع السيناتور روبيو صدر يوم الجمعة، أنه يتعين على الشركة إما سحب استثماراتها من الملكية الأجنبية الخطرة، أو سيتم اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية الأميركيين من عمليات التجسس والتضليل الأجنبية المحتملة.

وعلى الرغم من طرح العديد من التساؤلات حول إمكانية حظر تطبيق تيك توك، لكن في الوقت نفسه لا يرجح المحللون ذلك.

وعلى الرغم من وجود إجماع من كلا الحزبين في الكونغرس والبيت الأبيض حول هذه المسألة، فإن أكبر عقبة أمام العمل لا علاقة لها بتطبيق تيك توك، بل تتعلق بالجمود العام في واشنطن.

وقال مدير الأبحاث في شركة هايت كابيتال ماركتس، بنجامين سالزبوري، في مذكرة الأسبوع الماضي، إنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة مدى سهولة تمرير التشريع في الكونغرس.

ومن ناحية أخرى، أعرب كل من إسحاق بولتانسكي وإيزابيل باندوروف من شركة BTIG عن شكوكهما في مذكرة الشهر الماضي.

وقالوا:" نحن واثقون من أن تيك توك ستواجه وابلًا ثابتًا من المخاطر الرئيسية في العام المقبل، بما في ذلك الدعوات المستمرة لحظر التطبيق، لكننا نتوقع حظر تيك توك على المدى القريب نظرًا لسلسلة من العقبات الإجرائية والعملية".

وأضافوا "من الناحية العلمية يحظى تطبيق تيك توك بشعبية خاصة بين الناخبين الشباب الذين يمثلون ترسًا مركزيًا في الدائرة الانتخابية الديمقراطية".

شعبية تيك توك

ووصف تقرير حديث لصحيفة وول ستريت جورنال تطبيق تيك توك بأنه التطبيق الأكثر شعبية في العالم، ويستخدمه ثلثا المراهقين الأميركيين، وأشار إلى أن تنسيق الفيديو القصير الذي يسبب الإدمان قد ترك شركات وادي السيليكون تتدافع للحاق بالركب.

وذكرت تقارير الخريف الماضي أن الإدارة الأميركية تدرس اتخاذ إجراء تنفيذي ضد تطبيق تيك توك.

وفي عام 2021 ، أسقط مسؤولو الإدارة أوامر تنفيذية من عهد الرئيس السابق دونالد ترامب سعت إلى حظر تيك توك وتطبيق وي تشات الصيني، لكنهم أطلقوا مراجعة جديدة للتطبيقات التي يمكن أن تشكل مخاطر أمنية.

وانتقد المسؤولون في تيك توك الجهود المبذولة لحظر التطبيق، وأشاروا إلى أن التطبيق يتبع نهجاً نموذجيًا للأمن القومي ونهجًا مجددا لقضايا الصناعة الواسعة مثل أمان البيانات والخصوصية والأضرار عبر الإنترنت".

زيادة على ذلك، زادت الشركة الأم لـ TikTok من إنفاقها على الضغط في واشنطن، حيث دفعت 5.38 مليون دولار على الأقل في عام 2022 ، وفقًا لتحليل OpenSecrets للإفصاحات. هذا ارتفاع من 5.18 مليون دولار في عام 2021، و2.61 مليون دولار في عام 2020 و270 ألف دولار فقط في عام 2019.

ومن المقرر أن يظهر الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك، شو زي تشيو، لأول مرة أمام لجنة في الكونغرس في 23 مارس، عندما يدلي بشهادته أمام لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب، التي ترأسها النائبة الجمهورية كاثي ماكموريس رودغرز من ولاية واشنطن.