وتحتفي أميركا، مؤخرا، بنهاية "فترة الاهتزاز"، منذ شهر نوفمبر 2023، إذ قفز مؤشر ثقة المستهلك في جامعة ميشيغان بنسبة 29% - وهي أكبر زيادة على مدار شهرين منذ أكثر من 30 عامًا.
وأصبح الناس أكثر اقتناعا بأن التضخم سوف يستمر في الانخفاض، كما تحسنت توقعاتهم بشأن مواردهم المالية الشخصية، وبعبارة أخرى، يشعر المستهلكون أخيراً بقدر أقل من السوء تجاه كل شيء.
ومن ناحية البيانات، فإن المشهد الاقتصادي اليوم لا يختلف كثيرا، عما كان عليه قبل ستة أشهر، على سبيل المثال، لا يزال سوق العمل قوياً، والتضخم آخذ في الانخفاض، والإنفاق الاستهلاكي قوي، ويستمر نمو الناتج المحلي الإجمالي، وما إلى ذلك.
ولكن من حيث المشاعر، فقد تغير شيء ما في الأسابيع الأخيرة، إذ أصبح الأميركيون فجأة واثقين بالمستقبل الاقتصادي مرة أخرى.
وفي إجابة بسيطة في مقالها الاقتصادي، تعتقد إميلي ستيوارت، مراسلة بارزة في موقع "بيزنس إنسايدر" وكاتبة في الأعمال والاقتصاد، أن سبب تحسين المشاعر الاقتصادية في أميركا يرجع لثلاثة أشياء: ارتفاع سوق الأسهم، وانخفاض أسعار الغاز، والبيض.
وبداية بالأسهم، سجل كل من مؤشر داو جونز وستاندرد آند بورز 500، مستويات قياسية هذا الشهر.
وقالت إميلي إنه، حتى بالنسبة للأشخاص الذين ليسوا مستثمرين، فإن أخبار السوق الجيدة، تميل إلى أن تكون بمثابة تعزيز للمزاج في جميع المجالات، ففي الأساس، الجميع مدعوم قليلاً بالسوق الصاعدة.
وأشارت إلى ملاحظة غوردان وايزمان، من منصة "سيمافور" الإخبارية، والتي تقول إن مؤشر بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، الذي يتتبع معنويات الأخبار الاقتصادية، بدأ في الارتفاع في نفس الوقت تقريبًا الذي ارتفعت فيه سوق الأسهم في الخريف الماضي.
أما بشأن أسعار الغاز، فقالت إميلي إن الغاز هو السعر الوحيد الذي يتم عرضه بشكل بارز على اللافتات العملاقة في جميع أنحاء البلاد، إذ يبلغ المتوسط الوطني الحالي للغالون 3.096 دولار، مقارنة بـ 3.446 دولار قبل عام.
وتمثل أسعار الغاز حقيقة اقتصادية تضرب المستهلكين بشدة بشكل خاص، إذ أشار جيمس سوروفيكي، في مجلة The Atlantic، إلى أن أسعار الغاز المرتفعة، تجعل الناس أقل سعادة وأكثر عرضة لكراهية الرئيس.
وأخيرا البيض، على الرغم من غرابة ربط ثقة المستهلك بشيء عادي جدًا وغير مهم على ما يبدو مثل البيض، لكن تعتبر إميلي أن المشاعر الاقتصادية مرتبطة مباشرة بممر البيض في السوبر ماركت.
إذ لا يستطيع المستهلكون، تحديد سعر أكثر من عدد قليل من العناصر، التي يحصلون عليها بشكل منتظم، والبيض واحد من تلك العناصر.
وضربت إميلي مثالا، قائلة: "بلغ سعر اثنتي عشرة بيضة كبيرة الحجم من الدرجة الأولى حوالي 2.51 دولار، في ديسمبر الماضي؛ قبل عام، كان سعرها 4.25 دولار".
رغم ذلك، رأت إميلي أن المشاعر الاقتصادية أفضل، لكنها لا تزال غير رائعة، حيث لا يزال سعر البيض والغاز أغلى مما كان عليه في عام 2019، وكذلك معظم الأشياء الأخرى،
وقد يكون مؤشر ثقة المستهلك قد شهد ارتفاعًا تاريخيًا، لكن القراءة الأخيرة البالغة 78.8 ليست رائعة مقارنة بالفترة السابقة.
وأضافت أن هناك كل أنواع التهديدات الجيوسياسية، والمجهول الذي قد يؤدي إلى الفوضى في التجارة العالمية وأسعار النفط (وبالتالي أسعار الغاز).
وارتفع خطر أنفلونزا الطيور، إذ بدأ الدجاج يمرض بشكل جماعي مرة أخرى، مما يعني أن أسعار البيض سترتفع مرة أخرى، "وكما يذهب البيض تذهب الأمة".