فمنذ 10 سنوات، ذهب البريطاني جيمس هاول إلى الفراش قلقاً وهو يفكّر في الكيس الأسود للقمامة الذي القى فيه قبل بضع ساعات قرصاً صلباً ظنه قديماً ومستعملاً. فراح يتساءل وهو يتقلّب في السرير "هل قمت برمي القرص الصحيح؟"
هذا ما كان يدور في رأس هذا الشاب الذي كان يبلغ من العمر حينئذ 28 عاماً وهو متخصص بعلوم الكمبيوتر. وبعد أن وعد نفسه بالتحقق من هذا السؤال صباح الغد، تمكّن جيمس هاول من النوم.
وعندما نهض، لاحظ أن خطيبته رمت الكيس الأسود في صندوق القمامة عندما غادرت المنزل. وكانت تظن أنها تقوم بخدمته، دون علمها بما جرى، وفي الواقع كانت هذه الخدمة سبب مواجهة صعبة تستمر منذ 10 سنوات.
فقبل عشر سنوات، وفي ذلك اليوم، فقد جيمس هاول الطريقة الوحيدة للوصول إلى ما أصبح حالياً ثروة كبيرة، وفي الشهر الماضي وحده، زادت قيمة عملاته المشفّرة المفقودة وعددها 8000 عملة، بنسبة 40% تقريباً.
وتبلغ قيمتها الآن أكثر من 450 مليون جنيه استرليني أي نحو نصف مليار دولار. ويمكن أن تزيد قيمتها في الأشهر المقبلة، لتصبح بحسب الخبراء 1.5 مليار دولار. وقال جيمس هاول لصحيفة "ديلي ميل" إن قرصه الصلب، الذي تخلصت منه خطيبته، "لإسداء معروف له" ولكن دون "إذن منه"، موجود في المكب العام للنفايات في مدينته نيوبورت (ويلز) منذ عشر سنوات. وطيلة هذه المدة، كان هاول يتوسّل إلى مجلس المدينة للسماح له بالبحث في مكب النفايات.
ولكن ومنذ البداية، وفي عدة مناسبات، أجاب المجلس البلدي بأنه لا مجال للسماح بالتفتيش في المكب لأن عملاً من هذا النوع سيكون له "أثر بيئي سلبي كبير على المنطقة المحيطة". وفي معركته الشرسة، كان عالم الكمبيوتر محاطاً بجمهور من المحامين، تقوم صناديق التحوّط بتمويلهم وسيتم الدفع لهم بعملة البيتكوين إذا تم استردادها بالكامل.
ويتساءل جيمس:"لماذا يجب أن أستسلم؟ فكل ما أريده هو الحصول على فرصة لاستعادة ممتلكاتي".