logo
اقتصاد

ارتفاع واردات أدوية التخسيس من أيرلندا يعمّق العجز التجاري الأميركي

ارتفاع واردات أدوية التخسيس من أيرلندا يعمّق العجز التجاري الأميركي
شعار شركة إيلي ليلي على أحد مكاتب الشركة في سان دييغو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة، 17 سبتمبر 2020. المصدر: رويترز
تاريخ النشر:20 يونيو 2025, 03:05 م

شهدت الولايات المتحدة ارتفاعاً غير مسبوق في وارداتها من المكونات الصيدلانية الهرمونية المستخدمة في أدوية التخسيس وعلاج السكري، ما تسبب في تعميق العجز التجاري الأميركي، وسط تصدّر أيرلندا، الدولة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 5.4 مليون نسمة، للمشهد كمصدر رئيس لهذا الخلل.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الولايات المتحدة استوردت خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري ما يُقدّر بـ36 مليار دولار من الهرمونات الصيدلانية من أيرلندا، أي أكثر من ضعف ما تم استيراده خلال عام 2024 بأكمله.

وعلى الرغم من أن الشحنات بلغ وزنها 23,400 رطل فقط، إلا أن قيمتها الفائقة تعكس الأهمية الكبيرة لهذه المواد المستخدمة في تصنيع أدوية من فئة GLP-1، مثل «زيبباوند» و«مونجارو» من إنتاج شركة «إيلي ليلي».

هذا الارتفاع الحاد في الاستيراد جعل من أيرلندا ثاني أكبر مصدر للعجز التجاري الأميركي في السلع بعد الصين.

أخبار ذات صلة

شركة "لويال" تطلق شبكة شراكات عالمية في الولايات المتحدة و بريطانيا

شركة "لويال" تطلق شبكة شراكات عالمية في الولايات المتحدة و بريطانيا

وتشير بيانات الجمارك الأميركية إلى أن نحو 50% من إجمالي واردات السلع من أيرلندا، والتي بلغت 71 مليار دولار في الفترة المذكورة، كانت مكونات دوائية متجهة في معظمها إلى ولاية إنديانا، حيث يقع المقر الرئيس لشركة «إيلي ليلي».

وامتنعت شركة «إيلي ليلي» عن التعليق على الأمر، في حين يرى مراقبون أن هذا الاندفاع في الاستيراد جاء نتيجة تداخل عاملين رئيسين: زيادة الطلب العالمي على أدوية التخسيس، واستباق الشركات لاحتمال فرض رسوم جمركية ضمن سياسات الحماية التجارية التي يتبنّاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وتحولت أيرلندا إلى مركز عالمي لصناعة الأدوية بفضل سياساتها الضريبية الجاذبة، حيث تستضيف مصانع تابعة لشركات أميركية مثل «أبفي» و«ميرك».

وتشمل صادراتها مركبات ببتيدية وبروتينية تدخل في تصنيع أدوية GLP-1، والأنسولين المعدل، وبعض علاجات الخصوبة وهشاشة العظام.

أخبار ذات صلة

تردد ترامب يُحير الأسواق.. هل تتدخل الولايات المتحدة في الحرب؟

تردد ترامب يُحير الأسواق.. هل تتدخل الولايات المتحدة في الحرب؟

وقال مات موران، المستشار الصناعي والمدير السابق لمجموعة «بيوفارماكيم أيرلندا»، إن الشركات تسعى إلى بناء مخزون آمن تحسباً لأي اضطرابات، وأضاف «الوضع غير مستقر حالياً، وهناك طلب ضخم على هذه المنتجات».

وتسببت الطفرة في الصادرات الأيرلندية في إدراج البلاد على «قائمة المراقبة» التي تصدرها وزارة الخزانة الأميركية، والتي تُعد أداة سياسية للضغط على الدول المتهمة بالمساهمة في اختلال موازين التجارة العالمية عبر ما يُشتبه بأنه تلاعب في العملة، وفق الصحيفة.

وفي تقرير حديث، أكد البنك المركزي الأيرلندي أن افتتاح مصانع جديدة لإنتاج مكونات أدوية التخسيس ساهم برفع حجم الصادرات، ما انعكس على نمو اقتصادي بلغ نحو 10% خلال الربع الأول من العام مقارنة بالربع السابق.

بدوره، علّق دان أوبراين، كبير الاقتصاديين في «معهد الشؤون الدولية والأوروبية» في دبلن، قائلاً: «هذا النوع من الاهتمام الأميركي ليس موضع ترحيب، جزء كبير من العجز الأميركي مع الاتحاد الأوروبي سببه أيرلندا وحدها، وترامب لا يحب العجز».

وأصدر البيت الأبيض في أبريل الماضي أمراً بفتح تحقيق بموجب المادة 232 من قانون التجارة الأميركي، ما قد يؤدي إلى فرض رسوم جمركية على الأدوية المستوردة ومكوناتها، بما فيها الهرمونات.

ومن المتوقع أن تصل مبيعات «إيلي ليلي» من أدوية «مونجارو» و«زيبباوند» إلى نحو 30 مليار دولار خلال هذا العام، وفقاً لتقديرات «بنك أوف أميركا»، في ظلّ الطلب المتزايد على أدوية التخسيس.

كما تخطط الشركة لتقديم طلب للموافقة على دواء جديد يُتناول عن طريق الفم، يُدعى «أورفورغليبرون»، في وقت لاحق من العام الجاري.

وتعتمد شركات الأدوية على النقل الجوي لشحن هذه المواد خفيفة الوزن وعالية القيمة، حيث أظهرت بيانات شركة (WorldACD) أن شحنات الأدوية من أيرلندا إلى الولايات المتحدة تضاعفت خلال شهري مارس وأبريل.

وقالت شركة «كوهين وناجل» السويسرية إن فرقها عملت لساعات إضافية لمعالجة حجم الطلب غير المعتاد.

وأشار أناند كولكارني، رئيس الأسواق العالمية لدى «لوفتهانزا» للشحن، إلى أن بعض الشحنات كانت تُنقل عبر الطائرات التجارية في الحاويات الخاصة بدرجة الحرارة، بينما كانت شحنات أخرى تُخصص لها طائرات شحن كاملة، مضيفاً أن حجم الشحن بدأ بالتراجع في أبريل مع امتلاء المخازن الأميركية.

وفي وقت تسارع فيه شركات الأدوية إلى الاستجابة لهذا الطلب الكبير، يواجه القطاع تحديات مرتبطة بتوسيع الطاقة الإنتاجية.

وقال موران: «لا يمكن تشغيل الآلات بين عشية وضحاها، تحتاج إلى الوقت والتجهيز والموافقات التنظيمية قبل البدء بالإنتاج».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC