ماركت واتش
ماركت واتش

تأثير حرب أوكرانيا يتواصل.. والأسواق تحت الضغط

مرّت الأسواق المالية العالمية بأوقات عصيبة منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، ومن المتوقع أن تواصل هذه الحرب التأثير سلباً في الأسواق بالمستقبل القريب.

وقال خبير استراتيجي في دويتشه بنك: "بعد عام من الحرب، واندلاع الصراع الأكثر دموية في أوروبا، منذ الحرب العالمية الثانية، يبدو أن الأسواق المالية العالمية، لم تعد تعاني صدمات دائمة يومياً، لكن العواقب وكافة التداعيات لم تأت بعد".

وعندما بدأت الحرب في 24 فبراير 2022، تراجعت الأسهم الأميركية، وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 700 نقطة، أي بنسبة 2.2%، في حين انخفض المؤشر الأوسع نطاقاً "إس آند بي 500" بنسبة 1.8%، بعد ساعات من بدء العمليات العسكرية.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار النفط، مع تقدم مؤشر خام غرب تكساس الأميركي، إلى 100 دولار للبرميل في بورصة نيويورك، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2014.

وكان مؤشر "داو جونز" الصناعي، وفقاً لإغلاق يوم الجمعة، منخفضاً بشكل طفيف مقارنة مع العام الماضي، بعد هبوط في 2022، ليرتد في أوائل 2023، من أدنى مستوياته  المسجلة في أكتوبر 2022.

وخلال الـ 12 شهراً الماضية، انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 7.4%، بينما انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 15.5%، وفقاً لبيانات سوق داو جونز.

وفي غضون ذلك، اختتمت السندات أسوأ عام لها على الإطلاق في 2022، وبدلاً من الصمود مع تهاوي الأسهم، سجّلت كل أنواع السندات تقريباً، بدءاً من السندات الحكومية الأميركية والأوروبية، إلى سندات الشركات ذات التصنيف الأعلى، خسائر مضاعفة في العام الماضي .

وأدّت عمليات البيع الحادة لسندات الخزانة الأميركية، إلى ارتفاع العائدات، فارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عامين، 3.67 نقطة مئوية خلال عام، في حين قفز عائد السندات لأجل 10 سنوات، بمقدار 2.33 نقطة مئوية، وهو أكبر ارتفاع على الإطلاق، استناداً إلى البيانات التي تعود إلى عام 1977.

ووفقاً  لأرقام سوق داو جونز، يشار إلى أن أسعار السندات والعوائد تتحرك في اتجاهين متعاكسين.

 وجاء التراجع الذي ضرب الأسواق الأميركية وغيرها من الأسواق، بعد رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بقوة، في جهوده لتهدئة التضخم المتصاعد، الذي صاحب الانتعاش الاقتصادي. وكان الاقتصاد تعافي بقوة في أعقاب صدمة كوفد الأولية. وبدأت سلسلة من الارتفاعات في الفوائد، في مارس من العام الماضي.

 وكتب جيم ريد ، المحلّل الاستراتيجي في دويتشه بنك، في مذكرة للعملاء يوم الجمعة الماضي: "معظم التراجع في أسعار السندات، في السنوات الثلاث الماضية، جاء في العام الذي تلا الحرب الأوكرانية".

وأضاف ريد أن الحرب في  أوكرانيا، بدأت قبل أسابيع قليلة فقط من بدء الولايات المتحدة دورة رفع الفوائد، لتقود عمليات التقييد الائتماني في الأسواق العالمية  المتقدمة. وعلى الرغم من بيع السندات نتيجة التحفيز المالي الشديد، الناتج عن كوفيد، لم ينكسر سد السندات إلا بعد أن بدأت البنوك المركزية في رفع الفوائد".

ومنذ فبراير 2022، سحب المستثمرون العالميون ما مجموعه 135 مليار دولار من صناديق السندات، وفقاً للمحللين في بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش، نقلاً عن بيانات "إي بي إف آر غلوبال" في مذكرة أسبوعية. وفي غضون ذلك، احتفظ المستثمرون بسيولة قدرها 354 مليار دولار، بدلاً من الاستثمار في الأسهم منذ الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقال مايكل هارتنت، كبير محللي الاستثمار في "بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش"، إن صناديق الأسهم شهدت تدفقات إجمالية، بلغت 40 مليار دولار، وشهد الذهب تدفقات خارجية بقيمة 12 مليار دولار.

وعلى عكس ما كان يتوقعه الكثيرون، تفوقّت الأسهم الأوروبية على الأسهم الأميركية، على مدار العام الماضي، رغم قرب أوروبا من الحرب، حيث حول المستثمرون أموالاً من الأسهم الأميركية إلى  أسواق الأسهم الدولية ، و راهنوا على الأسواق الأوروبية، حيث يمكن الاستفادة من ضعف الدولار.

 وارتفع مؤشر "إم إس سي آي يورو"، وهو مقياس ذو نطاق واسع لـ 15 سوقاً متقدماً في أوروبا، بأكثر من 8% خلال الاثني عشر شهراً الماضية، بينما انخفض مؤشر إم إس سي آي الأميركي بنسبة 7.2%، وفقاً لبيانات السوق.

وبعد الارتفاع في معظم عام 2022، تراجعت خلال الأشهر الماضية قيمة الدولار، بالنسبة للعملات الأخرى بعد أن تحدث مجلس الاحتياطي الفيدرالي، عن إحراز تقدم في خفض ضغوط التضخم. ومع ذلك، ساعد تقرير التضخم لشهر يناير، الذي جاء أعلى من المتوقع على دعم الدولار، وعكس خسائر الدولار. وقفز مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 3.2% إلى 105.20 هذا الشهر.

 في غضون ذلك، أغلق سعر الخام الأميركي القياسي، يوم الجمعة نحو 17% دون المستوى الذي شوهد قبيل الحرب في أوكرانيا.

 ومن المفارقات، في ضوء الحرب بأوكرانيا، أن النفط أحد أسوأ القطاعات أداءً خلال العام الماضي.

وقال ريد: "حتى أسعار الغاز الأوروبي، أقل بأكثر من 50% مما كانت عليه قبل عام، وإن كان ذلك بعد ارتفاعها 200% في نهاية أغسطس الماضي".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com