يشهد قطاع التذاكر الإلكترونية في السعودية تباطؤاً نسبياً بعد سنوات من النمو القوي المزدوج الرقم، في وقت بدأت السوق تدخل فيه مرحلة النضج بعد طفرة ترافقت مع انفتاح المملكة على أنماط الترفيه الجماهيري.
وفقاً لما أورده موقع AGBI نقلاً عن منصة «بلاتينيوم ليست» (Platinumlist)، وهي شركة تذاكر مقرها دبي وتنشط في السوق السعودية، سجّل القطاع نمواً سنوياً تراوح بين 30 و40% خلال السنوات الثلاث الماضية، تزامناً مع التوسع الكبير في الفعاليات الترفيهية منذ العام 2018، حين بدأت المملكة في تخفيف القيود المفروضة على الأنشطة العامة.
تتوقع الشركة أن يتراوح معدل النمو في عام 2024 بين 10% و15% فقط. وأرجع الرئيس التنفيذي، كوزمين إيفان، هذا التباطؤ إلى تطور طبيعي يعكس نضج السوق، ولا يرتبط بعوامل جيوسياسية في المنطقة. وقال: «ما زال هناك نمو، لكن من المتوقع أن تستقر الإيرادات بعد سبع سنوات تقريباً من انطلاق السوق، وبدأنا نشهد نوعاً من التوازن الطبيعي».
كما لاحظت الشركة انخفاضاً كبيراً في متوسط أسعار التذاكر، بمقدار 80%، حيث تراجعت من أكثر من 1,400 ريال سعودي (373.2 دولاراً) في عام 2018 إلى نحو 250 ريالاً في عام 2024. وعلّق إيفان على ذلك بالقول: «هذا متوسط صحي جداً يعكس توازن العرض والطلب مع القدرة الشرائية للأفراد الذين يستطيعون تحمل تكاليف الخروج والترفيه».
شهد قطاع الفعاليات والترفيه في المملكة تحوّلاً جذرياً خلال الأعوام الأخيرة. فحتى عام 2018، لم تكن هناك دور عرض سينمائي عامة، لكن إنشاء «الهيئة العامة للترفيه» وإطلاق مبادرات حكومية متنوعة أسهما في تنمية هذا القطاع وظهور طيف واسع من الفعاليات، مثل: الحفلات والمهرجانات والأنشطة الرياضية والمؤتمرات التجارية.
في عام 2016، كانت الفعاليات تقتصر على الحفلات الموسيقية العربية فقط، وكانت السوق تعاني تشبّعاً واضحاً، بحسب إيفان. أما اليوم، فقد أصبحت السوق أكثر تنوعاً؛ حيث مثّلت التذاكر المخصصة للفعاليات الترفيهية والتجارب، كالمهرجانات، 24% من مبيعات «بلاتينيوم ليست» في عام 2024، بينما شكّلت الحفلات الموسيقية 23%، وتوزعت النسبة المتبقية على الفعاليات الرياضية والمؤتمرات والنشاطات الثقافية المتخصصة.
يتماشى هذا التوسع مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، وتحديداً برنامج «جودة الحياة» الذي يسعى إلى تعزيز الثقافة والترفيه والرياضة والسياحة داخل المملكة.
كما شهدت الشركة تغيراً لافتاً في التركيبة الديموغرافية لعملائها، إذ ارتفعت نسبة النساء من أقل من 2% من إجمالي المشترين في 2017 إلى 43% العام الماضي.
وتبقى التوقعات المستقبلية إيجابية، حيث أفاد تقرير صادر عن شركة «ريسرش أند ماركتس» (Research and Markets) الإيرلندية بأن حجم قطاع الفعاليات في السعودية قد يتضاعف أكثر من مرتين، ليرتفع من 2.5 مليار دولار في عام 2023 إلى 6 مليارات دولار بحلول عام 2033.
وفي حين يواصل القطاع السعودي نموه، لا تزال الإمارات تمتلك أكبر سوق فعاليات في المنطقة، بقيمة تقديرية تبلغ 14 مليار دولار، وفقاً لشركة «موردور إنتليجنس» (Mordor Intelligence).
أما في مؤشر آخر على تطور السوق السعودية، أعلنت شركة «وي بوك» (Webook)، ومقرها الرياض وتعد أكبر منصة حجز للفعاليات والتجارب في المملكة، عن خطط للتوسع في الأسواق الخارجية.
الشريك المؤسس ومدير العمليات في الشركة، فاروق باندي، قال: إن «التوسع العالمي مهم للغاية»، مشيراً إلى أن «وي بوك» تستهدف الطرح في السوق المالية خلال ثلاث إلى خمس سنوات.