الأعلى على الإطلاق.. تفوق كاسح لبكين على واشنطن
بعيدًا عن إشارات التعافي الاقتصادي التي تخبو أحيانًا وتزدهر أحيانًا أخرى بناءً على تدفق البيانات الاقتصادية، فقد منحت أحدث البيانات الصادرة، اليوم الخميس، عن إدارة الجمارك الصينية لبكين فوزًا ساحقًا على واشنطن، وبحسب البيانات التي صدرت منذ قليل، فقد سجل الميزان التجاري الصيني الأميركي أعلى فائض منذ بدا رصد وتسجيل البيانات وفقًا لـ "إس أند بي غلوبال".
الميزان التجاري
وفي غضون ذلك كشفت بيانات إدارة الجمارك الصينية، ارتفاع فائض الميزان لتجاري بين بكين وواشنطن لصالح الأولى إلى 125 مليار دولار دولار وهو الأعلى منذ رصد البيانات.
وجاءت بيانات الفائض التجاري بأعلى من توقعات الخبراء المحللين والتي رجحت تسجيل 110 مليارات دولار وأعلى من القراءة السابقة عند 75 مليار دولار.
ويحدد الميزان التجاري الفرق المُعدَل موسميًا بين قيمة السلع والخدمات المصدرة والمستوردة في الصين، ويشير الميزان التجار الإيجابي إلى أن السلع والخدمات المصدرة هي أكثر من السلع والخدمات المستوردة خلال نفس الفترة.
اقرأ أيضًا- أكبر حكومة بالعالم تبتعد خطوة عن الإغلاق
بيانات إيجابية
وفي إشارة على التعافي الاقتصادي ارتفع الناتج المحلي الإجمايل خلال فبراير ليسجل مستويات قياسية عند 891 مليار يوان متجاوزًا التوقعات والقراءة السبقة.
ورجحت توقعات المحليين أن رتفع الناتج الإجمالي المحلي السنوي إلى 620 مليار يوان بينما سجلت القراءة السابقة 541 مليار يوان.
زيادة قوية
وزادت الصادرات الصينية خلال أول شهرين لتتخطى توقعات المحللين والأسواق، جنبًا إلى جنب وزيادة الواردات في إشارة إلى تحسن أوضاع التجارة العالمية في ظل دورة التشديد النقدي.
ووفقًا لبيانات إدارة الجمارك الصينية ارتفعت الصادرات بنسبة 7.1% على أساس سنوي خلال شهري يناير وفبراير، مقابل توقعات نموها بنسبة 1.9% ومقابل النمو السابقة عند 2.3%.
وفي الوقت ذاته ارتفعت الواردات الصينية بنسبة 3.5%، مقارنة بالتوقعات عند نمو 1.5% خلال نفس الفترة، ومقابل نمو فعلي خلال الفترة السابقة بنسبة 0.2%.
اقرأ أيضًا- "البيج بوك" وشهادة باول.. هل انقلبت التوقعات؟
استدامة الزخم
وترى وانج تسيتشون المحللة لدى كابيتال إيكونوميكس أنه بعد استبعاد التغيرات الموسمية وتغيرات الأسعار، فإن التقديرات تشير إلى نمو الصادرات الصينية بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين.
وفي الوقت ذاته شككت المحللة لدى كابيتال إيكونوميكس في مدى استدامة هذا الزخم، نظرًا لأن الطفرة التي حدثت تزامنت واحتفالات بداية وفترة قضاء العطلات خلال يناير.
وبحسب بيانات إدارة الجمارك ارتفعت صادرات الصين في أول شهرين من 2024 بنسبة 1.7% ، بما يفوق التوقعات وسط إشارة إيجابية مبكرة على تعافي الطلب.
وعن مجمل العام الماضي 2023، انخفضت الواردات بنسبة 5.5%، وفقا للبيانات الجمركي الصينية، بينما انخفضت الصادرات بنسبة 4.6% .
الطلب العالمي
ويرى كارلوس كازانوفا، المحلل الاقتصادي الأول لاقتصادات آسيا بمؤسسة "يونيون بانكير بريفي" في هونغ كونغ أن الطلب العالمي ارتفع إجمالًا بفضل قوة النشاط الصناعي في الولايات المتحدة.
وأكد كازانوفا أنه رغم أن الطلب القوي فإنه لن يعوض الضغوط المحلية الصينية الناتجة عن تباطؤ قطاع الإسكان، إلا أنه لن يشكل عبئاً على عاتق البلاد في 2024.
وأعلن رئيس الوزراء لي كه تشيانغ الثلاثاء الماضي أن النمو المستهدف لعام 2024 يبلغ 5% ووعد بتحويل نموذج التنمية الاقتصادية بالبلاد.
اقرأ أيضًا- الدولار يترنح خوفاً من انقلابات الكابيتول هيل
ليست متينة
وقال تشنغ شانجي، رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين: "إن هدف النمو الاقتصادي لعام 2024 يتماشى مع الإمكانات الاقتصادية، ومن المُرجح أن يشهد اقتصاد الصين بداية جيدة بالربع الأول من العام الجاري".
وفى الوقت ذاته أعلن رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ أن بلاده حددت هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5% لعام 2024.
وأضاف تشيانغ: "أسس الانتعاش الاقتصادي في البلاد ليست متينة بعد، والطلب المحلي داخل الصين ليس قويا والتوقعات الاجتماعية ضعيفة نسبيا".
وتابع تشيانغ: "بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة تواجه صعوبات التشغيل، لكن ستعمل الحكومة على توسيع الاستثمار الخاص".
تحذير جدي
وفي غضون ذلك حذر رئيس الوزراء الصيني، لي كيانغ، من التركيز على السيناريو الأسوأ الذي يواجه اقتصاد الصين، وتعهد بتنفيذ خطة إصلاح اقتصادي قوية تدعم النمو من خلال أهداف بعيدة المدى هذا الأسبوع.
ولفت رئيس الوزراء الصيني إلى أن تحقيق الصين هدف النمو الاقتصادي هذا العام لن يكون بالمهمة السهلة، حيث يتطلب خلق فرص عمل جديدة وتقليل حجم المخاطر التي يواجهها اقتصاد الصين.
وتستهدف الصين خلال 2024 الوصول بمدفوعات التحويلات من الحكومة المركزية إلى الحكومات المحلية إلى 10.2 تريليون يوان، وخلق أكثر من 12 مليون فرصة عمل جديدة في المناطق الحضرية.