ومنذ العام الماضي، غدا أكثر من 10 آلاف صيني يقيمون في باك نينه، وهي مركز صناعي شمال شرق هانوي، عاصمة فيتنام.
ولتلبية احتياجات المغتربين الصينيين، أقيمت هناك مطاعم وفنادق ومتاجر، في حي أصبح يسمى "الحي الصيني"، وإلى جانبه تنتشر علامات تجارية كورية، انتقلت إلى المكان منذ 10 أعوام.
وتقع باك نينه، حيث توجد محلات لشركة سامسونغ وأبل، في مقاطعة باك جيانغ المجاورة، التي تعد موطناً لمصانع فوكسكون. وجذبت هذه المقاطعة أكثر من مليار دولار، من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، خلال عام 2023، أي أكثر من 3 أضعاف، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2022.
وخلال الأشهر الـ11 الأولى من عام 2023، بلغت حصة الصينيين 22% من المشاريع الجديدة في فيتنام.
وأدى توسع صناعة الإلكترونيات، إلى تدفق المهندسين والمديرين التنفيذيين الصينيين، وذلك برفقة عائلاتهم.
وبالنسبة للصناعيين العالميين، تعدّ فيتنام بديلاً جيداً للصين، نظراً لانخفاض تكاليف العمالة فيها، وقربها من الصين، واتفاقيات التجارة الحرة الست عشرة، بما في ذلك ثلاثٌ في مسار التفاوض.
وبدأت شركة فوكسكون الصناعية في فيتنام، أوائل عام 2007، واستثمرت سامسونغ ما لا يقل عن 18 مليار دولار، في المصانع في البلاد منذ عام 2008.
وفي بداية جائحة كوفيد-19، نقلت شركة أبل جزءاً من عملياتها إلى هناك، لإنتاج لوحات "أي باد" و"أبل واتش" و"ماك بوك".
وقال إيفان لام، كبير المحللين في شركة كاونتربوينت للأبحاث، إن إنشاء المصانع الصينية في فيتنام، يساهم بتوسيع وقبول مفهوم العلامات التجارية، التي تحمل علامة صنع في الصين، والتي كانت تقتصر على المنتجات المصنوعة أو المجمعة في الصين فقط، وأصبح هذا الإعلان الآن يشمل سلسلة توريد عالمية واسعة.
ورجح أن يزداد هذا الاتجاه، خاصة بعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى هانوي في ديسمبر الماضي، إذ إن هذه الرحلة تظهر اهتمام الحكومة الصينية، بتعزيز التجارة والتعاون الثنائي بين البلدين.