Barrons
Barronsرويترز

هل تهدد الأوضاع الاقتصادية بايدن وسوناك بالانتخابات المقبلة؟

يخوض الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس وزراء بريطانيا، ريتشي سوناك هذا العام سباقا انتخابيا في ظل أجواء اقتصادية مليئة بالتحديات وعدم اليقين. وعلى الرغم من تحسن المؤشرات الاقتصادية فإنها لم تكن مرضية بشكل كافٍ للناخبين في كلتا القوتين الاقتصاديتين.
انتخابات بريطانيا

يتعين على رئيس وزراء المملكة المتحدة ريتشي سوناك أن يدعو لإجراء انتخابات هذا العام، وصرح سابقًا بأنه من المحتمل أن يتم في النصف الثاني من العام، ويعتقد محللون أن ذلك قد يحدث في نوفمبر المقبل، مثل الانتخابات الأميركية.

ووعد سوناك العام الماضي بخفض التضخم إلى نصف المعدل الذي كان عليه في ذروته وتحقيق نمو اقتصادي. وقد حقق سوناك بالفعل تلك الأهداف، من الناحية الفنية، مع انخفاض التضخم، وتجنب الاقتصاد البريطاني الركود.

وتشير المراجعات الأخيرة للبيانات إلى أن معدل البطالة أصبح حوالي 4% أقل مما كان متوقعا في الأشهر الأخيرة، ورغم ذلك لم تصل الرسالة للناخبين بعد حيث يتخلف حزبه المحافظ عن حزب العمال بحوالي 20 نقطة في استطلاع إبسوس موري الذي نُشر في 30 يناير.

وأحد التفسيرات المحتملة هو أن الناس لا يزالون يشعرون بسوء أوضاعهم المعيشية بعد ارتفاع التضخم في عامي 2021 و2022 الذي بلغ ذروته عند 11% والذي فاق متوسط نمو الأجور في الفترة من أكتوبر 2021 حتى يونيو 2023.

والجدير بالذكر أن الأجور الحقيقية، أو الزيادات في الأجور المعدلة حسب التضخم، كانت إيجابية منذ ذلك الحين، لكنها ليست كبيرة بما يكفي ليلاحظها الناس كثيرًا.

يقول جورج موران، الخبير الاقتصادي في بنك نومورا في لندن: "القضايا الاقتصادية التي يستهدفها سوناك ليست في مقدمة أذهان الناخبين.. يشعر الناس بالقلق إزاء العبء الضريبي الأعلى منذ 70 عاما، وارتفاع أسعار الطاقة، وارتفاع معدلات الرهن العقاري".

ويضيف:" لقد بدأنا نرى أجورًا حقيقية إيجابية، لكن هذا قد أتى متأخرًا بعض الشيء، والمشكلة أن الزيادات في الناتج المحلي الإجمالي وانخفاض معدلات البطالة لن تساعد في إعادة انتخاب سوناك إذا شعر الناخبون أنهم أصبحوا أكثر فقراً".

وعلى الرغم من تباطؤ نمو الأسعار إلى حد كبير، إلا أن الأسعار أعلى بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات وما زالت ترتفع، لذلك لا يزال الناس يشعرون بوطأة القوة الشرائية المتضائلة ما دفع سائقي القطارات والأطباء والممرضين والمعلمين للإضراب من أجل زيادة الأجور.

الحالة الأميركية

يخوض الرئيس الأميركي جو بايدن هذا العام الانتخابات في ظل معدلات بطالة قريبة من مستوى قياسي منخفض، ونمو مرتفع للأجور، وعودة التضخم مجددًا تحت السيطرة.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة 2.1% هذا العام بعد توسع قوي بنسبة 2.5% في عام 2023. وهذا أسرع بكثير من اقتصاد المملكة المتحدة، الذي يتوقع صندوق النقد الدولي نموه بنسبة 0.6% في عام 2024 بعد نمو فاتر بنسبة 0.5% العام الماضي.

بلغ معدل البطالة في الولايات المتحدة 3.7% في يناير، وهو أدنى مستوى له منذ أوائل عام 2020. وتنمو الأجور بوتيرة أسرع من التضخم منذ مارس من العام الماضي ورغم ذلك، فاق التضخم بشكل كبير نمو الأجور لمدة عامين قبل ذلك.

وانخفض متوسط دخل الأسرة، المعدل حسب التضخم، من عام 2019 إلى عام 2022. وأظهر استطلاع أجرته شبكة "سي إن إن" في وقت سابق من هذا الشهر أن ما يقرب من نصف الأميركيين يعتقدون أن الاقتصاد في حالة ركود استنادًا إلى ارتفاع تكاليف المعيشة.

ووفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة بيو في 25 يناير، قال 65% من الأميركيين إنهم لا يوافقون على أداء بايدن الوظيفي، مقارنة بـ 33% يوافقون عليه. وفي هذا السياق، أوضح نيل شيرينغ، كبير الاقتصاديين في كابيتال إيكونوميكس، "إن ضعف نمو الدخل يمثل مشكلة، إذ ينتابك شعور بأن العمل لا ينجح أبدًا".

وسيكون المفتاح بالنسبة لبايدن وسوناك هو ما إذا كان الجمهور يأخذ في الاعتبار القوة الاقتصادية قبل الإدلاء بأصواتهم ولذلك، قد يرغب كلا السياسيين في التحدث عن أشياء أخرى، على الرغم من أن سجلاتهما الاقتصادية تبدو جيدة على الورق.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com