وأوضحت الصحيفة: "في مطعم سانسان تشيكن في لونغ آيلاند سيتي، في منطقة كوينز، تبتسم الموظفة (الفلبينية) ابتسامة عريضة ثم توصي بشطيرة من الدجاج المقلي أو تونكاتسو، ولم يكن من السهل تحديد توصياتها لأن اتصال الإنترنت من منزلها في الفلبين كان متقطعاً أحياناً".
ورومي هي موظفة على صندوق الصرافة بين 12 موظفاً يرحبون بالعملاء في مطاعم نيويورك، وهم يعيشون على بعد 13000 كيلومتر واثنتي عشرة منطقة زمنية مختلفة.
وتتساءل المراسلة الصحفية لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" في مانيلا: "هل استقبال العملاء وتسجيل طلباتهم عبر الفيديو علامة ابتكار في سوق العمل أم مستقبل بائس مبني على استغلال العمالة الأجنبية؟"
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن البعض يعتبر أن هذه الطريقة هي مفهوم جديد رائد لقطاع المطاعم الذي يعاني من التضخم. ويرى آخرون أنه نموذج مرادف للاستغلال، فالموظفون في الفلبين يتقاضون 3 دولارات في الساعة أو أقل، فيما يتقاضى الموظف كحد أدنى 16 دولاراً في نيويورك و20 دولاراً في كاليفورنيا.
وفي تعليق لها، قالت إحدى الصحفيات في المكتب الأميركي لصحيفة "سيبو ديلي نيوز": "هذا هو الخيار الذي تسعى إليه الشركات التي تريد أن تكسب المزيد بموارد أقل".
ولكن يبدو أن إدخال هذه الشاشات في المطاعم، يترك الكثير من الناس في حيرة من أمرهم. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن العملاء الذين قابلتهم لم يكونوا متحمسين قط لهذه الطريقة.
وقالت الشابة شانيا اورتيز: "نسمع كلمة هيلو ونتساءل ما هذا الشيء ونحن أمام شاشة مسطحة داخل إطار ذهبي، موضوعة عند مدخل المطعم ومحاطة بكاميرا موجهة للأشخاص الذين يدخلون". ويشاركها هذا الانطباع الزبائن الذين تمت مقابلتهم من قبل "فوكس 5".
وكتبت صحيفة "سيبو ديلي نيوز" الفلبينية أن وراء هذا المفهوم، تختبئ شركة "هابي كاشير" التي أسسها "تشي زانغ" وعمره 34 عاماً.
وتشير صحيفة سيبو إلى أن 1.3 مليون فلبيني يعملون لدى شركات تقدم خدمات الاستعانة بمصادر خارجية (مراكز الاتصال، على سبيل المثال)، وأن هذا القطاع جلب أكثر من 32 مليار دولار للاقتصاد الفلبيني في عام 2023.
ولأولئك الذين يتحدثون عن الاستغلال، يرد تشي زانغ بأن المكافأة المقدمة لموظفيه هي ضعف ما يتم دفعه في الفلبين، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز. ويأمل تشي زانغ في توسيع مفهومه ليشمل حوالي مائة مطعم بحلول نهاية هذا العام.