logo
اقتصاد

من حليفين إلى عدويين.. كلفة تدهور العلاقة بين ترامب وماسك

من حليفين إلى عدويين.. كلفة تدهور العلاقة بين ترامب وماسك
صورة تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإيلون ماسك يتحدثان في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، 14 مارس 2025.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:7 يونيو 2025, 01:14 م

في معركة غير متوقعة بين السياسة والتكنولوجيا، تحوّل التحالف المحتمل بين دونالد ترامب وإيلون ماسك إلى صدام علني يهدد مستقبل كبرى شركات الملياردير المولود في جنوب إفريقيا.

وفقًا لتحليل أجرته صحيفة «واشنطن بوست»، فعلى مر السنين، حصل ماسك وشركاته على ما لا يقل عن 38 مليار دولار من العقود الحكومية والقروض والإعانات والإعفاءات الضريبية، غالبًا في أوقات حرجة؛ ما ساهم في نمو ثروته مما جعله أغنى رجل في العالم.

من «تسلا» إلى «سبيس إكس» و«إكس إيه آي»، باتت شركات ماسك تحت المجهر، وأسهمها تتراجع بشكل دراماتيكي فضلاً عن مخاوف خسارة عقود حكومية بالمليارات، وسط مخاوف من تسييس الاقتصاد واهتزاز ثقة المستثمرين.

تسلا.. تاج الإمبراطورية في خطر

تشكل شركة «تسلا» للسيارات الكهربائية حجر الأساس في امبراطورية ماسك التجارية وقد عانت كثيراً منذ انخراط أغنى أثرياء العالم، في السياسة.

وتراجع سعر سهم «تسلا» بأكثر من 20% منذ مطلع العام الحالي ما يعكس توتر المستثمرين إزاء شخصية ماسك العامة المثيرة للاستقطاب بشكل متنام.

وقد بلغ الضرر مستوى عالياً جداً، الخميس، عندما خرج السجال بين ماسك وترامب إلى العلن. ففي غضون ساعات خسرت «تسلا» أكثر من 150 مليار دولار من قيمتها السوقية ما أدى إلى تراجع ثروة ماسك 34 ملياراً.

وكان يفترض أن يكون التحالف مع ترامب فرصة ذهبية لـ«تسلا» حتى وإن كانت الإدارة الأميركية ستلغي تخفيضات ضريبية ساعدت في جعلها من كبرى شركات السيارات الكهربائية.

أخبار ذات صلة

بعد خلافه مع ماسك.. هل يفكر ترامب في التخلي عن سيارة «تسلا»؟

بعد خلافه مع ماسك.. هل يفكر ترامب في التخلي عن سيارة «تسلا»؟

والأهم أن ماسك كان بإمكانه من خلال هذا التحالف أن يعول على دعم ترامب في رؤيته المطلقة وهي وضع سيارات ذاتية القيادة بالكامل على الطرقات الأميركية.

وعرقلت الضوابط الحكومية هذا الطموح على مر السنين مع إبطاء السلطات للجهود المبذولة في هذا المجال بسبب مخاوف من أن هذه التكنولوجيا غير جاهزة للاستخدام على نطاق واسع على الطرقات. وكان يتوقع أن ترفع إدارة ترامب جزءاً من هذه القيود إلا أن هذا الوعد بات مهدداً على نحو جدي. 

وقال المحلل دان إيفز من شركة «ويدبوش سكيوريتيز»: «ماسك يحتاج إلى ترامب بسبب البيئة التنظيمية ولا يمكن أن تجعل ترامب ينتقل من صديق إلى خصم».

وتضع الإدارة الأطر التنظيمية لتصاميم السيارات وقد يؤثر ذلك على انتاج سيارات الأجرة الروبوتية (روبوت تاكسي) التي ينوي ماسك البدء بتسييرها على نحو تجريبي  في أوستن في ولاية تكساس خلال الشهر الحالي.

إلا أن مواقف ماسك السياسية اليمينية المتشددة أدت إلى ابتعاد الزبائن الرئيسيين الذين تحتاجهم وهم الأشخاص المدركون للمشاكل البيئية والليبراليون الذين كانوا يعتبرون في السابق أن هذه الماركة تراعي قيمهم.

وتظهر أرقام المبيعات الضرر الناجم عن ذلك. ففي أوروبا وفيما ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية بالإجمال، تراجعت حصة «تسلا» من السوق في أبريل الماضي بنسبة 50% فيما رُكزت الأنظار على نشاطات ماسك السياسية.

وأظهرت دراسة أجراها مصرف «مورغان ستانلي» قبل فترة قصيرة أن 85% من المستثمرين يعتبرون أن انخراط ماسك في السياسة يلحق الضرر الكبير في شركاته.

سبيس إكس

يطرح تمادي المعركة مع ترامب خطراً وجودياً على شركة «سبيس إكس» لاستكشاف الفضاء التي يملكها ماسك وتعد أكثر شركاء وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» أهمية.

وتتداخل نشاطات «سبيس إكس» و«ناسا» كثيراً. إذ تعول الأولى على العقود الحكومية البالغة قيمتها نحو 22 مليار دولار، فيما تعتمد «ناسا» على «سبيس إكس» في نقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية أو إطلاق الأقمار الاصطناعية خصوصاً.

وتتضمن محفظة «سبيس إكس» بعضاً من أكثر مشاريع الأمن القومي أهمية مثل صناعة أقمار اصطناعية لأغراض التجسس وتشغيل كوكبة «ستارلينك» للأقمار الاصطناعية.

وفي خضم السجال الناري، الخميس، هدد ترامب بالغاء كل العقود الحكومية مع ماسك فيما قال الأخير إنه سيبدأ بسحب مركبة دراغون الفضائية الحيوية لنقل رواد الفضاء والتي جاءت ضمن عقد حكومي بـ5 مليارات دولار، مع أنه تراجع بعد ذلك عن هذا الأمر.

إكس إيه آي

يضع ماسك خططاً هائلة لشركة الذكاء الاصطناعي «إكس إيه آي» ويطمح لجعلها تنافس شركة «أوبن إيه آي» منتجة نموذج «تشات جي بي تي» التي شارك ماسك في تأسيسها قبل عقد من الزمن ويديرها الآن خصمه الكبير سام آلتمان.

ويملك آلتمان قنوات أيضاً في البيت الأبيض حيث وقع مبادرة واسعة جداً بعنوان «ستارغيت بروجيكت» لإنشاء بنى تحتية للذكاء الاصطناعي توسعت لتشمل الرياض وأبوظبي.

أخبار ذات صلة

بعد أعطال «إكس».. ماسك يتعهد بالتركيز بشكل كبير على شركاته

بعد أعطال «إكس».. ماسك يتعهد بالتركيز بشكل كبير على شركاته

واستخف ماسك بمبادرة «ستارغيت» معتبراً أنه مشروع غير واقعي، إلا أنه عمل في الكواليس بعد ذلك لتقويض المشروع قائلاً للمستثمرين على ما يبدو أن ترامب لن يوافق على أي توسيع يستبعد «إكس إيه آي».

ولمزيد من التعقيدات دمج ماسك منصة «إكس»، بـ«إكس إيه آي» في وقت سابق من السنة الحالية. وقد حول شراء ماسك تويتر التي سماها لاحقا «إكس» بسعر 44 مليار دولار العام 2022، شبكة التواصل الاجتماعي هذه إلى المنصة المفضلة للمحافظين إلا أن ترامب لا يستخدمها كثيراً مفضلاً عليها شبكته الخاصة تروث سوشال.

مع كل تغريدة وكل تصريح، تتعقد العلاقة بين ماسك وترامب أكثر، ويزداد الغموض حول مصير شركات عملاقة يعتمد عليها الاقتصاد الأميركي وحتى مستقبل الفضاء، ويبدو أن التحدي الأكبر لماسك الآن ليس تقنيًا بل سياسيًا. 

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC