الجمعة 9 مايو 2025 ص
ففي سوق العقود الآجلة في نيويورك، يتم تداول رطل السكر الخام بسعر 27.2 سنتا، مقارنة بنحو 12.5 سنتا في عام 2020، أي بزيادة نسبتها أكثر من 100%. ومنذ بداية العام، ارتفعت نسبة المسحوق الأبيض بنسبة 35%.
واعتبر محللو رابوبانك أن هذا الارتفاع في الأسعار كان بالدرجة الأولى مدفوعاً بالمحاصيل المخيبة للآمال في تايلاند والهند لموسم 2023-2024، وذلك بسبب ظاهرة النينيو. ويؤكد الخبراء أن ارتفاع درجة حرارة مياه المحيط الهادئ عادة ما يجلب الطقس الجاف إلى معظم أنحاء جنوب شرق آسيا.
ففي النصف الأول من شهر نوفمبر، على سبيل المثال، انخفض إنتاج السكر الهندي بنسبة 37% على أساس سنوي، وفقاً لبيانات من الاتحاد الوطني لتعاونيات ومصانع السكر.
وقد أدت الظروف الجوية السيئة إلى تدهور الإنتاج، كما يؤكد المحللون في البنك الهولندي "آي إن جي". وحتى 15 نوفمبر الجاري، كان هناك 263 مصنعا للطحن تشتغل لا غير مقارنة بـ 317 خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وهناك عامل آخر من عوامل التوتر: ففي مواجهة ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية في الهند في الفترة التي تسبق الانتخابات في أوائل عام 2024، قررت الحكومة تهدئة ارتفاع الأسعار من خلال فرض سلسلة من القيود على الصادرات.
وعلى سبيل المثال، منعت تصدير أصناف معينة من الأرز الأبيض غير البسمتي. كما تتم مراقبة صادرات القمح والسكر عن كثب من قبل السلطات المحلية.
وفي مثل هذه الظروف، لم يصنع المحصول البرازيلي معجزة رغم أنه جيد. وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في آخر نشرة لها عن أسعار المواد الغذائية إن المخاوف المستمرة بشأن تشديد التوقعات العالمية للإمدادات خلال حملة 2023-2024 والتي بدأت للتو، وكذلك التأخير في الشحنات من البرازيل بسبب القيود اللوجستية، أدت إلى الحد من انخفاض أسعار السكر.
ومع ذلك، من المتوقع أن تتراجع الأسعار في عام 2024، وفقاً لتوقعات محللي رابوبنك الذين يتوقعون انخفاض أسعار السكر بنسبة 11% بسبب الحصاد الممتاز في البرازيل وانخفاض الطلب على الإيثانول، وذلك بفضل انخفاض أسعار النفط الذي يؤثر على جميع أسعار الطاقة. ويتم تشجيع البرازيليين على تحويل قصبهم إلى سكر بدلا من الإيثانول.
