بارونز
بارونز

العريان: الاحتياطي الفيدرالي ارتكب الكثير من الأخطاء

يرى كبير المستشارين الاقتصاديين في أليانز للخدمات المالية، محمد العريان، أن الاحتياطي الفيدرالي ارتكب أخطاء في السياسة، حيث تصرف بعد فوات الأوان لترويض التضخم، ومن ثم لم يقم بفعل الكثير.

وأعرب العريان، في حوار مع مجلة بارونز، عن قلقه بشأن أن يكون محافظو البنوك المركزية قد وضعوا أنفسهم بخيارات سيئة قد تزيد من مخاطر وقوع حوادث مالية واقتصادية.

انخفاض الائتمان

وأشار العريان إلى أن أكثر ما يقلقه اليوم هو العدوى الاقتصادية أكثر من العدوى المالية، موضحا أن الهزات المصرفية التي شهدناها ستؤدي إلى انخفاض في الائتمان الممنوح للاقتصاد على مدار هذا العام، وأوائل العام المقبل، مما سيؤدي إلى زيادة الركود التضخمي.

وقال: "لدينا الآن الأدوات لاحتواء انتشار عدم الاستقرار المالي، لكنني قلق من انكماش الائتمان، بالإضافة إلى الرياح المعاكسة الأخرى التي تواجه الاقتصاد. وهذا من شأنه أن يجعل النمو الاقتصادي بعيد المنال وقد يؤدي إلى أزمة ائتمانية متجددة تؤثر على قطاعات الاقتصاد عالية الاستدانة أكثر من غيرها. لكنها يمكن أن تمتد حتى إلى الإقراض البسيط".

وشرح كيفية اختلاف ذلك عن الأزمة المالية العالمية، موضحا أن تلك الأزمة كانت أزمة أنظمة الدفع والخدمات، حيث لم تكن البنوك حينها تثق ببعضا، وتوقفت الوساطة المالية، وبالتالي توقف الاقتصاد الحقيقي بشكل مفاجئ.

وأضاف أن الاضطراب المصرفي مختلف تماما من حيث درجة الخطورة، حيث من المحتمل أن تكون تداعياته جزء صغير جدا من التداعيات التي تسببت بها الأزمة المالية في عام 2008.

أخطاء الفيدرالي

قال محمد العريان إنه سواء نظرنا إلى الوضع المصرفي أو الوضع الائتماني أو التضخم، فإن جميع المشاكل تعود إلى ذات السبب المشترك وهو "دورة أسعار الفائدة" التي أسيء التعامل معها بعدة طرق.

وأوضح العريان أن وصف التضخم بأنه كان مؤقتا لمعظم عام 2021 فقط، كان وصفا خاطئا، وحتى بعد أن اعترف بنك الاحتياطي الفيدرالي بأن التضخم لم يكن مؤقتا، لم يقم بفعل أي شيء حيال ذلك، واستمر في ضخ السيولة في الاقتصاد حتى مارس 2022، عندما وصل التضخم بالفعل لحوالي 7% على أساس سنوي، كما لم يقم الفيدرالي بتعزيز إشرافه المصرفي لتقييم تأثير دورة ارتفاع أسعار الفائدة المركزة للغاية.

ووصف العريان سياسة الاحتياطي الفيدرالي بأنه "يسير في طريق سريع ضبابي"، وأن "مجلس الاحتياطي الفيدرالي يستمر بإصدار أحكام بأن الضباب سيرتفع لذلك لا يرى أي سبب للإبطاء".

وأضاف أنه بمجرد أن يدرك الفيدرالي بأن الضباب يزداد سمكا، سيستمر في رفع أسعار الفائدة، ومن ثم سيتراجع مرة واحدة، موضحا أن هذا النوع من الإدارة يؤدي لبعض الأزمات المالية، ومن المتوقع أن يكون هناك قلق أكبر بشأن وقوع أزمة اقتصادية.

ولا يزال يتعين علينا استعادة الثقة بشكل كامل وسط ضبابية مستقبل الأصول في البنوك، حيث أصبحت الودائع أكثر تعقيدا، والقلق هو أن سوء تعامل البنوك مع مخاطر أسعار الفائدة سيزيد من مخاطر الائتمان، وفقا للعريان.

لقد كنت متشددا فيما يتعلق بالمكان الذي يحتاج بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الذهاب إليه فيما يتعلق بأسعار الفائدة. إلى أي مدى يحتاجون لرفع الأسعار؟

ويرى العريان أن استجابة الفيدرالي الأميركي الحالية للتضخم، ستكون واحدة من أكبر أخطاء السياسة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في التاريخ، لأنها لم تعد مجرد قضية تضخم مقبل النمو، بل التضخم مقابل النمو مقابل الاستقرار المالي.

النقص الكلي

وأكد العريان أننا في الوقت الحالي نعيش في عالم "يعاني من نقص العرض الكلي"، وذلك بسبب التغيير في العولمة وإعادة تشكيل العلاقات والحلفاء، وفي نفس الوقت تريد الشركات أيضا تنويع سلاسل التوريد الخاصة بها، وبالإضافة إلى ذلك تحول الطاقة، الذي هو بطبيعته تضخمي، ثم أداء سوق العمل، ونقص العمال.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com