الأرز في اليابان.. هل يكون القشة التي تقصم ظهر إيشيبا؟

عمقت أسعار الأرز من معاناة الأسر في اليابان، والتي تعاني من تراجع حاد في مستويات الإنفاق مع ارتفاع الأسعار فوق مستهدفات البنك المركزي الياباني لأكثر من ثلاث سنوات، ما قد يفاقم الضغوط على رئيس الوزراء الياباني شينغرو إيشيبا الذي يعتزم تقديم استقالته قبل نهاية الشهر وفق تقارير إعلامية محلية.

ومع تجاوز التضخم الأساسي هدف بنك اليابان البالغ 2% لأكثر من ثلاث سنوات، قد يمنح البنك مجالاً لرفع أسعار الفائدة، إذ إن الاستهلاك الضعيف يضاف إلى الجغرافيا السياسية والتعريفات الجمركية كخطر اقتصادي مستمر.

أرقام

◄ أظهرت بيانات حكومية اليوم الجمعة، انخفاضاً بـ5.2% في إنفاق الأسر اليابانية على أساس شهري معدل موسمياً، وهو الأسرع منذ يناير 2021.

◄ يأتي ذلك مقارنة بانخفاض 3%، ومقابل نمو الإنفاق 4.6% في الشهر السابق، وفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الوطني في اليابان.

◄ ارتفع إنفاق المستهلكين 1.3% في يونيو مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وفقاً لبيانات وزارة الداخلية والاتصالات.

◄ جاء نمو الإنفاق في يونيو هذا أقل من متوسط توقعات السوق البالغة 2.6%، ودون النسبة في يونيو من العام الماضي عند 4.7%.

◄ وفقاً للبيانات في يونيو، انخفض الإنفاق على الغذاء مقارنة بالعام السابق للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر، 2.1%.

تحول

قال مسؤول وزارة الداخلية والاتصالات في إفادة صحفية: «فيما يتعلق بالأرز، أدت ارتفاعات الأسعار إلى انخفاض حجم الشراء والتحول نحو شراء المنتجات ذات الأسعار المنخفضة».

وأضاف أنه ارتفع إنفاق الأسر اليابانية في يونيو بمعدل أبطأ مما توقعه المشاركون في السوق على أساس سنوي حيث أدى ارتفاع الأسعار وخاصة أسعار المواد الغذائية إلى تثبيط المشتريات وإضافة ضغوط على اتجاهات الاستهلاك الأوسع.

تعد اتجاهات الاستهلاك والأجور من بين العوامل الرئيسية التي يراقبها بنك اليابان لتحديد توقيت تحرك أسعار الفائدة، إذ إن الزيادات الكبيرة في الأجور ضرورية لمواجهة الزيادات في تكاليف المعيشة الناجمة عن التضخم.

الأجور

وافقت الشركات اليابانية على زيادة الأجور 5.25% هذا العام، وهي أكبر زيادة في 34 عاماً، ومع ذلك، انخفضت الأجور الحقيقية في يونيو  للشهر السادس على التوالي مع تجاوز التضخم لنمو الأجور.

عمق التراجع الكبير في الأجور الحقيقية، وفقاً لبيانات صدرت يوم الأربعاء، من زيادة المخاوف بشأن التعافي الذي يقوده الاستهلاك في رابع أكبر اقتصاد في العالم.

في حين خفضت الحكومة أمس، توقعاتها للنمو الاقتصادي للسنة المالية الحالية بسبب الرسوم الجمركية الأميركية التي أدت إلى إبطاء الإنفاق الرأسمالي والتضخم المستمر الذي يؤثر على الاستهلاك الخاص.

كتب الخبير الاقتصادي في «معهد سومبو بلس» ماساتو كويكي: «إذا تعرضت أرباح الشركات لضغوط كبيرة (بسبب الرسوم الجمركية الأميركية)، فقد يكون لهذا تأثير سلبي على مكافآت الشتاء ومفاوضات العمل الربيعية في عام 2026، ما قد يؤدي إلى تباطؤ في زيادات الأجور».

الأسرع

◄ انخفض الإنفاق على الأرز، وهو عنصر رئيسي يدفع التضخم في أسعار المواد الغذائية، بأسرع معدل منذ مايو  2022، بنسبة 12.1%، مع ارتفاع الأسعار  100.2% على أساس سنوي، وهي أكبر زيادة في نصف قرن.

◄ ارتفعت أسعار الأرز في البلاد بشكل حاد في النصف الثاني من العام 2024 وتسارعت بشكل أكبر في النصف الأول من العام الحالي، ويرجع ذلك أساساً إلى ضعف الحصاد في عامي 2023 و2024.

استقالة

تحدثت وسائل إعلام محلية عن نية رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، أن يعلن هذا الشهر عزمه الاستقالة من منصبه، إلا أن إيشيبا نفى هذه التقارير.

وفقاً للتقارير، أعلن إيشيبا بالفعل قراره للمقربين منه، ومن المرجح أن يعلن قراره قبل نهاية هذا الشهر، بعد أن خسر ائتلافه الحاكم أغلبيته في مجلس المستشارين.

وتتزايد الضغوط من داخل الحزب الحاكم حتى الآن، على رئيس الوزراء لتقديم استقالته، في محاولة لامتصاص غضب المواطنين الذي قاد إلى الهزيمة القاسية.

الأرز

في الأول من يوليو، استهدف الرئيس الأميركي دونالد ترامب قطاع الأرز في البلاد، حيث نشر على منصة «تروث سوشيال»: «لن تأخذ اليابان أرزنا رغم نقص الأرز في البلاد، للضغط على البلاد لتوقيع اتفاق تجاري».

أصدر إيشيبا حينذاك قرار فتح الواردات الزراعية للأرز، ما أدى إلى غضب المزارعين، الذين يُنظر إليهم تقليدياً على أنهم قاعدة دعم للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم. 

استوردت اليابان ما يزيد قليلاً عن 350 ألف طن من الأرز في العام الماضي من الولايات المتحدة، حيث أصبحت الولايات المتحدة أكبر مصدر للأرز إلى اليابان في ذلك العام.