يشهد سوق أشباه الموصلات تباطؤاً ملحوظاً، مع انخفاضه بنسبة 9% في الربع الأول من هذه السنة، وهو الربع الخامس على التوالي الذي يسجل انخفاضا، ولكن بعض الشركات مثل "انفيديا" نجت من هذا التباطؤ وفقاً لما نقلته صحيفة لو فيغارو.
فبعد فترة من الطلب الزائد في نهاية عام 2020 وبداية عام 2021، والذي تسبّب باضطرابات العرض في قطاعات كثيرة من الاقتصاد، شهدت صناعة أشباه الموصلات دوامة هبوطية واضحة في الأشهر الأخيرة من هذه السنة.
ووفقاً لبيانات شركة "اومديا"، تراجعت مبيعات هذه المكونات التي تمثّل الفيتامينات الأساسية للتحول الرقمي، مرة أخرى بين يناير ومارس 2023، وهذا هو الربع الخامس من التراجع على التوالي وذلك للمرة الأولى منذ عام 2002.
وبعد أن كانت المبيعات بلغت 120.5 مليار دولار، تراجعت بنسبة 9% عن الربع السابق، وانخفضت إلى مستويات لم تسجلها منذ الربع الثالث من عام 2020 وارتفاع الطلب بشكل هائل في أعقاب فترات الحجز.
وفي سوق التجزئة، فإن رقائق الذاكرة التي تسمح بتخزين البيانات بشكل مؤقت أو دائم على الأجهزة هي التي تشهد أكبر الإنخفاضات.
وهذه الرقائق تُستخدم في صناعة أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، وهي التي تشهد انخفاضاً حاداً منذ عدة أشهر. ونتيجة لذلك، في غضون عام، انهار السوق بنسبة 65 % تقريباً. وتشعر شركات مثل "اس كاي هاينكس" الكورية وشركة "أميركان ميكرون" المتخصصتين بهذه المنتجات، بالضيق من هذا الوضع.
وفي أوائل فبراير، أعلنت الشركة الأولى عن أول خسارة تشغيلية لها منذ 2012، بعجز قدره 1.27 مليار يورو، وفي الأرباع الثلاثة الأولى من السنة المالية 2023، تتوقع ميكرون خسائر قدرها 4.4 مليارات دولار.
أما بالنسبة لشركة "سامسونغ" التي ترددت لفترة طويلة قبل خفض إنتاجها من رقائق الذاكرة، فقد تراجعت أرباحها التشغيلية بنسبة 95% في الربع الأول من عام 2023، متأثرةً بعجز قدره 3.1 مليارات في قسم أشباه الموصلات.
وقال رئيس المجموعة الأميركية، الذي يأمل في استئناف مبيعات الأجهزة الإلكترونية: "نظن أن صناعة رقائق الذاكرة قد تجاوزت قاع الموجة من حيث الدخل".
ويتوقع المحللون انتعاشاً في عام 2024، وهو ما يكفي لتحريك أحجام الطلبات على المكونات في نهاية عام 2023.
ولا شك في أن المشهد العام مظلم، ومع ذلك، هناك العديد من الفاعلين الذين تمكنوا من التغلب على هذا الوضع، وهذه هي حالة شركة "اس تي مايكرو الكترونيكس" التي تراجعت إيراداتها بنسبة 4% في الربع الأول من عام 2023، مقارنة بالربع السابق، ولكنها ظلت على مدار عام واحد مرتفعة بنسبة 19.8%.
وتجني هذه الشركة الفرنسية الإيطالية فوائد استراتيجيتها المتوازنة مع مراكز قوية في قطاعي السيارات والطاقة، وهما قطاعان أقل معاناة، على خلاف ما هو الحال يالنسبة للإلكترونيات الاستهلاكية.
وفي أعقاب تطور الذكاء الاصطناعي، تشهد شركة "إنفيديا" نمواً هائلاً، وسجلت هذه الشركة المختصة بمعالجة الأجهزة الضرورية لتشغيل برامج الذكاء الاصطناعي نمو إيراداتها بنسبة 19% بين الربعين الماضيين.
