قالت ماريا بيلوفاس، سفيرة أستونيا في دولة الإمارات، إن بلادها على وشك إطلاق إستراتيجية تجارية جديدة مع الإمارات العربية المتحدة الشهر المقبل في العاصمة الإستونية تالين، إذ ستشارك مؤسسات من الإمارات في هذا الحدث.
وأضافت السفيرة في تصريحات لموقع «إرم بزنس» أن التعاون الاقتصادي بين إستونيا والإمارات العربية المتحدة يمثل أولوية قصوى للبلاد، مشيرة إلى أهمية تعزيز هذا التعاون من خلال شراكات قوية بين القطاعين العام والخاص.
وأوضحت السفيرة أن إستونيا لديها سفارة وحيدة في منطقة الخليج تقع في الإمارات؛ ما يعكس اهتمام إستونيا الكبير بهذا السوق الحيوي.
وقالت: "شركاتنا مهتمة بالدخول إلى السوق الإماراتي، ليس فقط للعثور على فرص استثمارية، ولكن أيضاً لجلب استثمارات جديدة إلى إستونيا".
كما أكدت أن هناك نمواً مستمراً في حجم التجارة بين البلدين، وأن هذا الاتجاه سيستمر بفضل التعاون الوثيق مع الحكومة الإماراتية.
واعتبرت السفيرة أن قصة النجاح الرئيسة لإستونيا تكمن في تحولها الرقمي على مدار العقود الثلاثة الماضية. وقالت: «بدأنا من الصفر في التسعينيات، دون أي بنية تحتية رقمية، وقمنا ببناء بنيتنا الرقمية من جديد». وأكدت أن إستونيا أصبحت اليوم إحدى أكثر الدول تقدماً في تقديم الخدمات الحكومية عبر الإنترنت، حيث إن 99% من خدمات الحكومة الإستونية متاحة إلكترونياً.
وأضافت: «يمكن للمواطنين في إستونيا الوصول إلى الخدمات الحكومية من منازلهم؛ ما يوفر الوقت والجهد، ويزيد الشفافية، ويقلل من الفساد». وأشارت إلى أن التحول الرقمي لا يقتصر على تحسين الكفاءة الحكومية، بل يعزز من جودة حياة المواطنين بشكل كبير.
الخطوة التالية: "الحالة الشخصية"
في إطار الخطوات المستقبلية، أوضحت السفيرة أن إستونيا تسعى إلى تنفيذ مفهوم «الحالة الشخصية»، الذي يهدف إلى جعل الحكومة قادرة على تلبية احتياجات المواطنين قبل أن يطلبوها. وأعطت مثالاً حول ولادة طفل جديد، حيث سيتم تقديم المزايا والحقوق المتعلقة بالطفل تلقائياً دون الحاجة إلى تقديم طلبات إضافية.
وقالت السفيرة: «نحن نؤمن بأن التحول الرقمي يمكن أن يجعل الحياة أسهل وأبسط للمواطنين، وهذا هو المستقبل الذي نسعى لتحقيقه».
أشارت السفيرة إلى أن صغر حجم إستونيا كان ميزة كبيرة في مسيرة التحول الرقمي، حيث قالت: «نحن دولة صغيرة، وهذا يسمح لنا بأن نكون أسرع وأكثر مرونة في تجربة وتطبيق الأفكار الجديدة». وأضافت أن بلادها تعتبر نفسها مشروعاً تجريبياً للعالم في مجالات الابتكار الرقمي، حيث يمكن للآخرين التعلم من نجاحات وأخطاء إستونيا.
واختتمت السفيرة حديثها بالتأكيد أن إستونيا ستحافظ على مسارها في تقديم الابتكار الرقمي والاستفادة من «موارد العقول» لتحقيق نجاحات مستقبلية، مع التركيز على الشراكات العالمية التي تعزز الاقتصاد الرقمي، وتوفر فرصاً جديدة للنمو والتطوير.