صناع السياسة النقدية يتوقعون خفض الفائدة نصف نقطة مئوية هذا العام
ثبّت مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، أسعار الفائدة، اليوم الأربعاء، كما كان متوقعاً، للمرة الرابعة على التوالي، وسط تصاعد حالة عدم اليقين بشأن آفاق الاقتصاد، وأبقى على النطاق المستهدف للفائدة ما بين 4.25% و4.50%.
وأكد «الفيدرالي»، أنه لا يزال يتوقع خفضاً للفائدة خلال هذا العام بمقدار 50 نقطة أساس، مثلما كان متوقعاً في مارس وديسمبر، لكنه أبطأ الوتيرة قليلاً إلى خفض واحد بربع نقطة مئوية في كل من عامي 2026 و2027، في مواجهة ارتفاع التضخم المتوقع نتيجة خطط إدارة الرئيس دونالد ترامب الخاصة بالرسوم الجمركية.
وأظهرت التوقعات الاقتصادية الجديدة للبنك المركزي صورة قاتمة نسبياً للاقتصاد الأميركي، تتّسم بنوع من «الركود التضخمي المعتدل»، إذ يتوقع صانعو السياسات نمواً ضعيفاً عند 1.4% هذا العام، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.5% بنهاية 2025، في حين يُنتظر أن يبلغ معدل التضخم 3%، وهو مستوى أعلى بكثير من المعدل الحالي ومن هدف البنك البالغ 2%.
ووفقاً لهذه التقديرات، من المرتقب أن يظل التضخم عند 2.4% حتى عام 2026، قبل أن ينخفض إلى 2.1% في 2027، وسط استقرار نسبي في سوق العمل.
وقالت لجنة السوق المفتوحة في بيانها إن «مستوى عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية قد تراجع، لكنه لا يزال مرتفعاً»، في تعديل طفيف عن لغة مايو الماضي حين اعتبرت أن مخاطر ارتفاع التضخم والبطالة تزايدت.
وتأتي هذه التوقعات في ظل تقديرات الفيدرالي بأن السياسة التجارية لإدارة ترامب ستؤثر بشكل مباشر على مجريات الاقتصاد الأميركي. فقد خفض البنك توقعاته للنمو من 1.7% إلى 1.4%، ورفع توقعات البطالة من 4.4% إلى 4.5% بحلول نهاية العام، علماً أن المعدل الحالي يبلغ 4.2%.
مع ذلك، أشار البيان إلى أن «سوق العمل لا تزال قوية ومعدلات البطالة منخفضة»، وهو ما دعم قرار الإبقاء على الفائدة دون تغيير بالإجماع.
ولم يتطرّق البيان إلى التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران أو تداعياته المحتملة على أسواق الطاقة العالمية، غير أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يُتوقع أن يتناول هذا الملف خلال مؤتمره الصحفي لاحقاً.
تتوافق التوقعات الحالية للفائدة مع ترجيحات الأسواق، التي تُراهن على خفض أول بمقدار ربع نقطة خلال اجتماع الفيدرالي المقبل يومي 16 و17 سبتمبر. ويستمر الفيدرالي في تجاهل دعوات دونالد ترامب لخفض فوري للفائدة، معتبراً أن مثل هذه الخطوة لا تتماشى مع أهدافه في ظل الغموض المحيط بالرسوم الجمركية وأثرها المحتمل.
وفي وقت كان المجلس مجتمعاً، شنّ ترامب هجوماً جديداً على باول، واصفاً إياه بـ«الغبي»، وقال إن على الفيدرالي أن يخفض الفائدة إلى النصف، وهو ما يُعدّ تدبيراً يُتخذ عادة في أوقات الأزمات الحادة فقط.
يُذكر أن الفائدة الحالية للفيدرالي، التي حُددت في ديسمبر بين 4.25% و4.50%، لا تزال دون جدول زمني واضح للخفض، في ظل الحذر من آثار السياسة التجارية الأميركية وصعوبة تحديد الجهات التي ستتحمل عبء الرسوم الجديدة.