هكذا تفاعلت الأسواق مع رفع أسعار الفائدة الأميركية

الاحتياطي الفيدرالي الأميركي
الاحتياطي الفيدرالي الأميركي

بعد إعلان مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي في اجتماعه الذي عقد الأربعاء، رفع أسعار الفائدة بواقع 50 نقطة أساس، تفاعلت أسواق الأسهم العالمية والنفط والذهب مع القرار بشكل متفاوت.

وقرر الاحتياطي الاتحادي الأميركي مع نهاية اجتماعه، زيادة معدل الفائدة إلى نطاق بين 4.25% و4.5% ، وهذه هي المرة السابعة على التوالي التي يرفع فيها الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة خلال العام الجاري 2022.

وكان الاحتياطي الاتحادي الأميركي رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في نوفمبر الماضي ومثلها في سبتمبر ويوليو ويونيو الماضيين في أكبر زيادة منذ عام 1994، إضافة إلى رفع بمقدار 50 نقطة أساس في مايو، وهي أكبر زيادة منذ 22 عاماً، وزيادة بواقع 25 نقطة أساس في مارس من العام نفسه.

الأسهم الأميركية

تخلت الأسهم عن مكاسبها السابقة وانخفضت، الأربعاء حيث استوعب المستثمرون قرار رفع سعر الفائدة الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في إطار جهوده لسحق التضخم.

وهبط مؤشر داو جونز الصناعي 327 نقطة أو 0.96%. كان مؤشر داو جونز أعلى بمقدار 287 نقطة في وقت سابق من الخميس ، وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.12%، بينما فقد مؤشر ناسداك المركب 1.44%.

وتوقع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أيضا رفع أسعار الفائدة إلى 5.1%، وربما أعلى قليلاً مما توقعه المستثمرون.

الأسهم الأوروبية

تراجعت الأسهم الأوروبية عند الإغلاق الأربعاء بعد أن وصلت بالقرب من أعلى مستوياتها في أسبوع واحد في الجلسة السابقة، حيث خطا المستثمرون بحذر قبيل قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن سعر الفائدة والذي جاء برفعها نصف نقطة مئوية.

وأغلق المؤشر ستوكس 600 لعموم أوروبا دون تغير يذكر، وصعد المؤشر بأكثر من واحد بالمئة الثلاثاء بعد أن رفعت بيانات التضخم الأميركية التي جاءت أضعف من المتوقع الآمال في تحول المركزي الأميركي إلى زيادات أقل في أسعار الفائدة ،فيما تراجعت أسهم التكنولوجيا 0.9 في المئة، بينما هبطت أسهم البنوك 0.5 في المئة.

الأسهم الآسيوية

وسعت أسواق الأسهم في آسيا خسائرها في تعاملات الخميس، بعدما رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة، الأمر الذي أضعف شهية المستثمرين نحو المخاطرة.

وتراجعت مؤشرات الأسواق في اليابان وكوريا الجنوبية والصين وأستراليا الخميس، مع انخفاضات ملحوظة في شركات التكنولوجيا المدرجة في هونغ كونغ.

سندات الخزانة

ارتفعت عوائد سندات الخزانة بعد أن أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه سيواصل رفع أسعار الفائدة لمحاربة التضخم.

وارتفع العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات بأكثر من 3 نقاط أساس إلى 3.538%، بعد أن انخفض إلى ما دون المستوى 3.5% في وقت سابق من الخميس.

ومن المتوقع أن يظل التضخم أعلى من هدف البنك المركزي وهو اثنين بالمئة على الأقل حتى نهاية عام 2025، وسيظل أعلى من ثلاثة بالمئة بحلول نهاية العام المقبل.

كما من المتوقع أن يرتفع متوسط معدل البطالة إلى 4.6 بالمئة خلال العام المقبل من 3.7 بالمئة حاليا، وهي زيادة تتجاوز المستوى المرتبط تاريخيا بالركود.

النفط

استقرت أسعار النفط إلى حد كبير في المعاملات الآسيوية المبكرة، الخميس، مع تقييم المستثمرين للتفاؤل المرتبط بتوقعات الطلب في الصين، على خلفية رفع محتمل لأسعار الفائدة في بنوك مركزية في أنحاء العالم.

وبحلول الساعة 01:21 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت سنتاً واحداً إلى 82.71 دولار للبرميل، في حين انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط أربعة سنتات إلى 77.24 دولار للبرميل.

وتلقت السوق دعماً من توقعات من وكالة الطاقة الدولية بتعافي الطلب في الصين في العام المقبل، بعد انخفاضه 400 ألف برميل يومياً في 2022. ورفعت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2023 إلى 1.7 مليون برميل يومياً إلى 101.6 مليون برميل يومياً.

وتوقع بنك مورغان ستانلي، الأربعاء ارتفاع أسعار خام برنت إلى نحو 110 دولارات للبرميل بحلول منتصف عام 2023، مشيراً إلى تلقي الأسعار دعماً من ارتفاع الطلب واستمرار شح المعروض من الخام.

وقال البنك الاستثماري في مذكرة: "ما زلنا نتوقع ارتفاع أسعار النفط بدعم من تعافي الطلب (بعد تخفيف الصين قيود كورونا وتعافي قطاع الطيران) وسط نقص المعروض بسبب انخفاض مستويات الاستثمار والمخاطر التي تواجهها الإمدادات الروسية وانتهاء عمليات السحب من احتياطي البترول الاستراتيجي وتباطؤ (إنتاج) النفط الصخري الأميركي".

الذهب

تراجعت أسعار الذهب بما يقارب واحد بالمئة الخميس بعد أن قال جيروم بأول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) إن العام المقبل سيشهد المزيد من رفع سعر الفائدة.

وهبط الذهب في المعاملات الفورية 0.9 بالمئة إلى 1791.23 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0550 بتوقيت جرينتش، ليزداد تراجعا عن ذروة أكثر من خمسة أشهر التي سجلها الثلاثاء.

 ونزلت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.9 بالمئة مسجلة 1802.10 دولار.

ويعرف عن الذهب أنه وسيلة تحوط ضد التضخم، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تميل إلى إضعاف جاذبيته لأنها تزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن الذي لا يدر عائدا.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، هبطت الفضة 2.7 بالمئة إلى 23.24 دولار للأوقية ونزل البلاتين 1.1 بالمئة إلى 1017.25 دولار، بينما تراجع البلاديوم 0.7 بالمئة إلى 1903.18 دولار.

الدولار

حقق الدولار مكاسب كبيرة الخميس بعدما رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية بالتماشي مع أغلب التوقعات، وتوقع صناع السياسة به المزيد من الارتفاعات والإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول مما كان يؤمل في وقت سابق.

وأشار رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم بأول إلى تصميم لجنة السوق المفتوحة على تهدئة التضخم بالرغم من مخاطر الركود، وقال إنه من المتوقع أن تتجاوز الفائدة خمسة بالمئة.

وهبط اليورو 0.29 بالمئة إلى 1.0651 دولار، فيما نزل الجنيه الإسترليني 0.34 بالمئة إلى 1.2386 دولار.

وتراجع الدولار النيوزيلندي 0.3 بالمئة إلى 0.6440 دولار، وأمام الين الياباني، ارتفع الدولار 0.17 بالمئة إلى 135.705.

ومقابل سلة من العملات، ارتفع مؤشر الدولار الأميركي 0.22 بالمئة إلى 103.89. لكنه لا يزال غير بعيد عن أدنى مستوى له في ستة أشهر الذي سجله في الجلسة السابقة.

وانخفض الدولار الأسترالي 0.55 بالمئة إلى 0.6826 دولار ،وتراجع اليوان الصيني في المعاملات الخارجية 0.3 بالمئة إلى 6.9643 للدولار.

 البنوك المركزية

رفع معظم دول الخليج أسعار الفائدة الرئيسية نصف نقطة مئوية الأربعاء، في أعقاب قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) زيادة أسعار الفائدة بنفس القدر.

وعادة ما توجه قرارات الاحتياطي الاتحادي سياسة البنوك المركزية في الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي نظرا لارتباط معظم عملات المنطقة بالدولار.

ورفعت السعودية والإمارات، أكبر اقتصادين في المنطقة، أسعار الفائدة 50 نقطة أساس. ورفع البنك المركزي السعودي أسعار إعادة الشراء إلى خمسة بالمئة وإعادة الشراء العكسي إلى 4.5 بالمئة. كما رفعت الإمارات سعر الفائدة الأساسي إلى 4.4 بالمئة، اعتبارا من الخميس.

وأعلن بنكا البحرين وقطر المركزيان رفع أسعار الفائدة الرئيسية 50 نقطة أساس. ورفعت الكويت سعر الخصم 50 نقطة أساس الأسبوع الماضي، من ثلاثة بالمئة إلى 3.50 بالمئة، اعتبارا من السابع من ديسمبر.

وأعلن المركزي العماني الخميس رفع سعر فائدة إعادة الشراء (الريبو) 50 نقطة أساس لتصل إلى خمسة بالمئة.

ويراهن المستثمرون على مواصلة "البنك المركزي الأوروبي" رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه الخميس في فرانكفورت وإن كان ذلك بوتيرة أبطأ، مع توقعات باقتراب التضخم من الذروة، في وقت يتطلع فيه إلى تقليص حيازته الضخمة من السندات الحكومية.

وقد يؤدي التشديد الكمي إلى تقليص البنك المركزي الأوروبي لمحفظة السندات الضخمة الموجودة في ميزانيته العمومية بعد سنوات من شراء الديون الحكومية والتحفيز النقدي.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com