logo
اقتصاد

رؤساء تنفيذيون: لا نستطيع تحمل حرب باردة بين أميركا والصين

رؤساء تنفيذيون: لا نستطيع تحمل حرب باردة بين أميركا والصين
تاريخ النشر:1 أغسطس 2023, 12:26 م
يتزايد قلق قادة الأعمال بشأن حالة العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وأصيب الرؤساء التنفيذيون الذين تحدثت معهم بالدهشة والاستياء من الطريقة التي افترض بها الخطاب في الولايات المتحدة حتمية الصراع أو حتى الحرب.
أي "فصل" قسري عن الصين سيكون له تأثير مدمر على الشركات والاقتصاد العالمي

الرحلات الأخيرة إلى الصين التي قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين ووزيرة الخزانة جانيت يلين هي بالطبع مؤشرات مطمئنة على أن القوتين العظميين قد تكونان مستعدتين للانخراط في الدبلوماسية وإيجاد أرضية مشتركة. وهذا تغيير مرحب به من خطاب المواجهة والسلوكيات الاستفزازية التي ميزت الكثير من علاقاتهما الثنائية على مدى العقد الماضي (ولكن بشكل أكثر خطورة في السنوات الأخيرة).

لكن الأعمال التجارية لا تزال في طليعة التوترات بين هذين البلدين، في معركة غير مناسبة لخوضها.

لا يوجد بديل قوي

يشير المصنعون إلى أنه لا يوجد بديل حقيقي للصين في كثير من الحالات على المدى القصير والمتوسط، نظراً لاقتصاديات الحجم وسلاسل التوريد المتكاملة التي تتمتع بها الصين. في غضون ذلك، يشعر المستثمرون بالقلق من فقدان القدرة على الوصول إلى ما كان محرك النمو العالمي على مدار العشرين عاماً الماضية، والجميع يريد أن يكون قادراً على بيع المنتجات والخدمات للطبقة المتوسطة المتنامية في الصين.

ويشير معظم الرؤساء التنفيذيين، إلى أنه يمكنهم "التخلص من المخاطر" ولكن لا يمكنهم الانفصال تماماً عن الصين. انتقادات "الحرب الباردة الجديدة" التي سمعتها من الرؤساء التنفيذيين تنقسم إلى قسمين: 1. العملي و 2. الفلسفي.

على المستوى العملي، لاحظ الرؤساء التنفيذيون أن الصين متشابكة للغاية مع الاقتصاد العالمي، حيث إن الفصل ليس واقعياً ولا مرغوباً فيه. وأصبحت القيمة المضافة من التصنيع الصيني الآن أكثر من القيمة المضافة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مجتمعين.

وييشكل المستهلك الصيني أيضا سوقاً كبيرة متزايدة للعديد من الشركات العالمية، والتي تمثل، على سبيل المثال، حوالي 50% من مبيعات "فولكس فاغن" و 20% شركة "أبل". كما تواصل مجموعة "إل في إم إتش مويت هينيسي" العملاقة للسلع الفاخرة افتتاح متاجر جديدة في الصين وهي "متفائلة" بشأن آفاق النمو هناك. في عام 2022، على الرغم من القيود المستمرة المتعلقة بكوفيد، كانت آسيا باستثناء اليابان أكبر سوق لشركة LVMH، وتمثل 30% من الإيرادات العالمية.

الصين متشابكة للغاية مع الاقتصاد العالمي، حيث إن الفصل ليس واقعياً ولا مرغوباً فيه

إن أي "فصل" قسري عن الصين سيكون له تأثير مدمر على الشركات والاقتصاد العالمي. أكثر من 40% من النمو الاقتصادي العالمي كان مدفوعاً من الصين منذ عام 2010، وبينما من المرجح أن يتضاءل هذا التأثير الضخم بمرور الوقت، ستظل الصين واحدة من أهم المساهمين في الناتج الاقتصادي العالمي.

على الجبهة الفلسفية، يشعر الرؤساء التنفيذيون بالقلق من أن الصين متشابكة للغاية مع الاقتصاد العالمي، بحيث إن الفصل ليس واقعياً ولا مرغوباً فيه. ومن الواضح أنه يمكن أن يؤدي إلى حرب ساخنة - وهو ما لا يريده أحد، ولكن يمكن أن يؤدي أيضاً إلى قرارات بنتائج صفرية (مثل حرب تجارية متسارعة).

بطبيعة الحال، فإن تصرفات الصين في العديد من المجالات، بما في ذلك حقوق الإنسان والملكية الفكرية، مثيرة للقلق ويجب أن تستدعي الانتباه. وهذا ما يجده العديد من الرؤساء التنفيذيين الأكثر تحدياً - إيجاد التوازن الصحيح بين مصالحهم العملية والتجارية، وقيمهم التنظيمية وأصحاب المصلحة.

حدت القيود التنظيمية والقيود المتعلقة بالأمن القومي من نشر بعض التقنيات الصينية، في الولايات المتحدة وأوروبا. وأدت مخاوف حقوق الإنسان إلى مقاطعة العديد من العلامات التجارية الغربية للقطن المزروع في شينجيانغ، مما أدى بدوره إلى إجراءات انتقامية من قبل الحكومة الصينية.

الصين متشابكة للغاية مع الاقتصاد العالمي، حيث إن الفصل ليس واقعياً ولا مرغوباً فيه

إننا نمر بمرحلة حرجة لا تحتمل الأخطاء. انظر إلى قرار "سيكويا كابيتال" Seqouia Capital الأخير بفصل أعمالها الصينية عن تلك الموجودة في بقية العالم. قد تختار المزيد من الشركات اتباعها، لكنني أظن أنها ستثبت أنها الاستثناء وليس القاعدة في غياب تصعيد في الصراع بين البلدين.

هل سيؤدي عزل الصين، وفصلها (من حيث الاقتصاد، والسفر والسياحة، والتعليم، والأفكار) عن الغرب، إلى نتيجة مرغوبة؟ معظم الرؤساء التنفيذيين الذين تحدثت معهم لا يعتقدون ذلك. بدلاً من ذلك، لنقل، سيؤدي ذلك إلى مجموعة أسوأ من الشاكل لجميع الأطراف المعنية.

ماذا عن احتمال نشوب حرب على تايوان؟ الرأي المتفق عليه من مناقشاتي هو أن هذا غير مرجح للغاية في غياب الاستفزاز الأميركي. وهذا لا يعني أن بكين لن تستمر في السعي لتحقيق هدفها المتمثل في إعادة توحيد تايوان مع البر الرئيسي، لكن الصراع العسكري الكامل يبدو غير محتمل. وعندما أطلب من الرؤساء التنفيذيين سرد المخاوف التي تبقيهم مستيقظين في الليل، فإن الغزو الصيني لتايوان ليس في قائمة العشرة الأوائل.



ويتمثل التألق المركزي للتجارة والميزة النسبية - اليد الخفية لآدم سميث - في أنه يمكن للجميع أن يصبحوا أفضل حالاً، ليس بالضرورة بشكل متساوٍ ولكن إن توسعت الكعكة الشاملة التي نتشاركها جميعاً فهو شيء يستحق التقدير ويستحق تحقيقه.

وتعتبر الخطوات التي اتخذتها الحكومتان الأميركية والصينية لتجديد التعاون هي علامات إيجابية. وقول الوزيرة يلين إن الولايات المتحدة لا تحاول فصل اقتصادها عن الصين، هو اعتراف مفيد بالواقع. بالطبع، كان الرؤساء التنفيذيون مثل جيمي ديمون من جيه بي مورغان تشيس وإيلون ماسك من تسلا، هم من مهدوا الطريق في رحلاتهم الأخيرة إلى الصين.

وربما يعيد رجال الأعمال إدخال صوت العقل - والفطرة السليمة - في هذه المناقشة، لأن الحرب الباردة الجديدة لن تكون مفيدة لأحد.

نبذة عن الكاتب*

سايمون فريكلي هو الرئيس التنفيذي لشركة "أليكس بارتنرز" AlixPartners، وهي شركة استشارية عالمية متخصصة في إعادة الهيكلة والتحولات.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC