البنوك المركزية في آسيا تسير على خطى الفيدرالي
يبدو أن البنوك المركزية في آسيا ستسير على خطى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وفق الاقتصاديين في أحد أكبر البنوك الأميركية مورغان ستانلي، وذلك في إشارة جديدة إلى تأجيل المركزيين حول العالم لخطوة تحويل السياسة النقدية.
ومن المنتظر أن يقوم صناع السياسة في البنوك المركزية في الصين وكوريا الجنوبية وإندونيسيا والفلبين وتايوان بتأجيل تخفيضات أسعار الفائدة، في حين تحتفظ الهند وماليزيا بأسعار الفائدة لبقية العام، حسبما كتب الاقتصاديون بقيادة تشيتان أهيا في مذكرة بحثية حديثة.
وقال الاقتصاديون في مورغان ستانلي: "كنا نتوقع دورة خفض أسعار الفائدة في آسيا، ولكن مع التغييرات في توقعاتنا بشأن مسار سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، سيكون هذا الآن أقل عمقا".
3 تخفيضات
وفي غضون ذلك نقلت الخبيرة الاقتصادية إلين زينتنر توقعاتها للتحرك الأول لبنك الاحتياطي الفيدرالي إلى يوليو بثلاث تخفيضات فقط هذا العام مقابل أربع سابقة.
وقال تشيتان أهيا: "تتضاءل احتمالات تخفيض أسعار الفائدة على مستوى العالم، إذ تشير البيانات إلى ضغوط التضخم المستمرة في الولايات المتحدة".
وأضاف تشيتان أهيا: "ارتفعت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة هناك أكثر من المتوقع في مارس، مدعومة بسوق عمل ضيق".
اقرأ أيضًا- أثرياء العالم يتنافسون على العقار الفاخر في دبي
وأظهرت بيانات صدرت في الولايات المتحدة أمس الاثنين زيادة مبيعات التجزئة 0.7% الشهر الماضي، مقارنة مع ارتفاع 0.3% توقعه اقتصاديون.
وجرى تعديل بيانات شهر فبراير أيضا بالرفع لتظهر انتعاش المبيعات 0.9%، وهي أكبر زيادة فيما يزيد قليلا عن عام، بدلا من 0.6% المعلن عنها سابقا.
غير مرجح
و يرى الاقتصاديون في مورغان ستانلي أنه من غير المرجح أن تقوم البنوك المركزية الآسيوية بتخفيض أسعار الفائدة قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي لحماية عملاتها، والتي يمكن أن تضعف مقابل العملة الأميركية عند تخفيف السياسة.
ولفت خبراء مورغان ستانلي إلى أن إجمالي أسعار الفائدة الحقيقية من المرجح أن تظل حوالي 30 نقطة أساس فوق مستويات ما قبل كوفيد حتى الربع الأول من عام 2025 على الأقل.
وقال تشيتان أهيا: "دفعت أشهر من البيانات الساخنة تسعير السوق لتخفيض بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى سبتمبر من يوليو، إذ ينتظر صناع السياسة علامات أوضح على التباطؤ".
اقرأ أيضًا- رغم العلاقة العكسية.. الذهب والدولار يرتفعان بقوة
أسعار الطاقة
وأشار خبراء مورغان ستانلي إلى أن هناك العديد من المخاطر التي تحيط بالتوقعات، إذ أن ارتفاع أسعار النفط وأي ضغط تضخمي آخر قد يؤدي إلى تأخير تخفيضات أسعار الفائدة بنحو أكبر.
وقال اقتصاديون في البنك: "إن ارتفاع أسعار الطاقة من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط التضخم الرئيس وقد ينقل مخاطر صعودية على توقعات التضخم".
توقعات الفائدة
وفي تأكيد لرهانات السوق، قالت ماري دالي رئيسة بنك الاحتياطي الاتحادي في سان فرانسيسكو في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين إنه "ما من حاجة ملحة" لخفض أسعار الفائدة الأمريكية.
وتتوقع الأسواق الآن فرصة 41% لأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في يوليو، مقارنة بنحو 50% قبل صدور بيانات التجزئة.
وحسب بيانات أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي. زاد احتمال أن يكون التخفيض الأول في سبتمبر إلى ما يقرب من 46%.