جي بي مورغان.. الفيدرالي قد يتجاهل كل شيء ويصدم الأسواق

مستثمر في وول ستريت
مستثمر في وول ستريترويترز

هل يفعلها الفيدرالي ويصدم الأسواق كما فعلها في مطلع مارس الجاري، حينما أكد رئيس بنك الاحتياطي الأميركي جيروم باول أن البنك منفتح على رفع الفائدة بأعلى من التوقعات؟!.

منذ مطلع مارس الجاري، كان الجميع يتفق على أمر واحد بشأن قرار الفائدة، الذي سيصدره الفيدرالي خلال ساعة من لحظات كتابة ونشر التقرير، اليوم الأربعاء، حيث كان تسعير التجار يتوقع زيادة بنحو 25 نقطة أساس، بيد أن التوقعات انقلبت مرتين رأسًا على عقب..

اقرأ أيضًا..

مخزونات النفط والبنزين تفاجئ الأسواق.. والأسعار تتحرك

الطاولة تنقلب مرتين

المرة الأولى.. يوم 10 مارس حينما أدلى جيروم باول رئيس الفيدرالي الأميركي بشهادته، أمام مجلس الشيوخ الأميركي، وأكد حينها أن البنك مستمر في التصدي لخفض معدلات التضخم حتى الوصول إلى مستهدفات الـ2%.

ربما نرفع الفائدة بأكثر مما تتوقع الأسواق بناءً على متابعة البيانات الاقتصادية
جيروم باول

لترتفع توقعات الأسواق حينذاك بشأن زيادة معدلات الفائدة، من زيادة بواقع 25 نقطة إلى 50 نقطة أساس.

المرة الثانية.. جاءت بعد ذلك بأقل من أسبوع حينما تلقت الأسواق النبأ الصادم، بشأن انهيار بنك سيليكون فالي، والذي تبعه انهيار بنك سيغنتشر، ومن ثم توارد أنباء على التحاق بنك فيرست ريبابيلك بركاب الانهيارات.

لتعيد الأسواق تسعير قرار الفائدة، ما بين فريق عريض يرى التثبيت خيارًا إجباريًا، لمنع تفشي عدوى الانهيار، وفريق أقل تحفظًا يرى أن زيادة في حدود 25 نقطة أساس ستفي بالجمع بين الحسنيين، في إشارة إلى مواجهة التضخم وعدم توسيع الضغوط على البنوك، وفريق ثالث أقل عددًا يرى أن الخفض هو الوسيلة الأسلم، لمنع تكرار أحداث الأزمة العالمية عام 2008.

اقرأ أيضًا..

الدولار يتربص بالجميع.. الأسهم الأميركية تترنح قبل كلمة الفيدرالي

احتواء الأزمة

بيد أن تدخلات الفيدرالي وهيئة التأمين على الودائع، والجهود المنسقة بين البنوك المركزية، وتطمينات جانيت يلين وزيرة الخزانة الأميركية، جنبًا إلى جنب مع صفقة احتواء انهيار كريدي سويس، من جانب يو بي إس، عززت من احتواء سريع للأزمة، لتسقط الأسواق في حالة من عدم اليقين بشأن القرار المرتقب.

ما حدث في الأزمة المالية منذ 15 عاما لن يتكرر.. لن نرى انهيار الدومينو
جانيت يلين

الفيدرالي قد يفعلها؟

لن تنتظر الأسواق طويلًا للحصول على الإجابة النهائية.. حيث يتبقى من الزمن أقل من ساعة، على صدور قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.

الفيدرالي ربما يتجاهل مخاوف السوق، بشان انتشار عدوى انهيار المصارف، ليرفع الفائدة بأكثر من التوقعات
محللو جي بي مورغان

تجاهل الفزع

وفقًا للاستراتيجيين في JPMorgan Chase & Co، يمكن لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أن ينظر إلى ما وراء انخفاض السيولة، ويقول محللو جي بي مورغان: "في حين عانى أكبر سوق للسندات في العالم من ضعف السيولة مؤخرًا، فإن التأثير على الأسعار لم يكن بالحدة التي كانت عليها خلال بداية الوباء ".

وأضاف خبراء جي بي مورغان بقيادة جاي باري: " على هذا النحو فقد يرى الفيدرالي أن أزمة المصارف لا تؤثر على الاستقرار المالي، وهو ما قد يدفع البنك إلى التفرغ لحربه المقدسة على معدلات التضخم".

اقرأ أيضًا..

العملات المشفرة ترتبك.. الطمع يتراجع خوفًا من مفاجآت باول

ليست عنيفة

وكتب المحللون في جي بي مورغان، أنه رغم انخفاض العائد على السندات إلا أنها لم تهبط إلى مستويات جائحة كورونا، في إشارة إلى أن أزمة المصارف ليست بالعمق ذاته الذي تبنأت به الأسواق مع انهيار سيليكون فالي.

وتعرضت السندات الأميركية لضربة قوية هذا الشهر حيث أدت أزمة مصرفية عالمية إلى التشكيك في مسار السياسة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ونظرائه من البنوك المركزية.

وأشار محللو جي بي مورغان، إلى أن المقياس الذي تتم مراقبته عن كثب لتقلبات سندات الخزانة قد تجاوز ارتفاعه الوبائي، في الوقت الذي يشير خلاله مقياس ضغط السيولة في السوق، إلى أنه لم يخترق بعد أعلى مستوياته في عام 2020، ليؤكد هذا أن الأزمة قد يكون تم كبحها بالفعل.

اهتزاز الأسواق

وقال محللو جي بي مورغان: "إن الأسواق التي كانت تراهن على رفع الفائدة 50 نقطة أساس حتى الأسبوع الماضي، اهتزت بشدة عندما أثارت الأزمة المصرفية في البنوك الإقليمية الأميركية الشكوك حول سياسة البنك".

وأضاف المحللون أن التقلبات الشديدة في أسعار العقود الآجلة لأسعار الفائدة قصيرة الأجل يوم الأربعاء الماضي، أدت إلى توقف مؤقت في التداول في بعض العقود المستخدمة للمراهنة على مسار سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي.

اقرأ أيضًا..

روسيا والصين.. التخلص من هيمنة الدولار أولوية قصوى

تسعير الفائدة

تشير أسواق المقايضات الآن إلى احتمالات بنسبة 80 %، لزيادة ربع نقطة مئوية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهي المرة الأولى منذ بداية دورة التشديد الحالية، والتي لا يقوم فيها التجار بالتسعير بالكامل في خطوة واحدة كاملة على الأقل.

وانخفض العائد الحساس لأسعار الفائدة لأجل عامين إلى 4.12 % يوم الأربعاء، بعد أن تراجع من 5.08 % في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أن أثار انهيار بنك سيليكون فالي موجة من الاضطرابات المالية.

اقرأ أيضًا..

دويتشه بنك: الفيدرالي الأميركي يؤذي الدولار بشدة

توقعات جي بي مورغان

وكتب الاستراتيجيون في جي بي مورغان: "نتطلع إلى رفع الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 25 نقطة أساس، وقيام باول بالتمييز بين قرارات السياسة النقدية وإجراءات الاستقرار المالي في المؤتمر الصحفي".

وكتب فريق جي بي مورغان: "إن سندات الخزانة ذات آجال استحقاق تتراوح بين 7 و10 سنوات شهدت أكبر اضطرابات في السيولة ، مما يشير إلى أن الجزء الأكبر قد تم بالفعل".

وقال محللو البنك: "إن سيولة سوق الخزانة تدهورت وسط تقلبات عالية، لكننا لا نرى أن انخفاض مستوى السيولة مصدر قلق على الاستقرار المالي".

اقرأ أيضًا..

الجنيه الإسترليني يعكس الاتجاه.. بيانات التضخم تفوق التوقعات

تصريحات لاغارد تقفز باليورو.. حرب التضخم لم تنتهِ

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com