دخل الأطباء في الخارج يشكل المصدر الرئيسي للاقتصاد الكوبي

إحدى المدن الكوبية
إحدى المدن الكوبية Shutterstock
تشكل المبالغ التي تدخل كوبا من الدول التي تستقبل الأطباء ومهنيي الرعاية الصحية من جزيرة كاسترو مدخولا مهما جدا للبلاد، وفقاَ لتحقيق لصحيفة لو موند الفرنسية.

وفي طرف الواجهة البحرية الطويلة في هافانا، تقع عيادة "اميلو يانفواغوس" المتخصصة بمعالجة أمراض العيون وهي ليست بعيدة عن سفارة الولايات المتحدة .

وفي هذه العيادة شاب من الإدارة يتعصب على حاسوبه القديم، الذي يتباطأ برنامجه في إصدار فاتورة.

فتبلغ تكلفة استشارة طبيب العيون هنا 45 دولاراً تدفع بالعملة الصعبة فقط. ولكن يتعذر على الغالبية العظمى من الكوبيين دفع هذا المبلغ.

وتدهورت الرعاية الصحية كثيرا في السنوات الأخيرة، بسبب الأزمة الاقتصادية، والوباء، وعدم حسن إدارة النظام، وكذلك بسبب الحصار القوي المتزايد الذي تفرضه الولايات المتحدة على البلاد.

وقالت ممرضة هافانية بسخط: "حتى بالنسبة لنا نحن الكوبيين، إذا أردنا أن نحظى برعاية جيدة، فعلينا أن نقدم "ريجاليتو" (هدية صغيرة) للطبيب، بينما يفترض أن تكون الرعاية الصحية مجانية في كوبا. لكي تخضع والدتي لعملية جراحية بسبب الفتق، يجب أن أدفع للجراح 100 دولار. ولن يكون هذا الطبيب هو الأفضل لأن الأطباء الجيدين في مهمة في الخارج".

ولجميع الكوبيين طبيب في عائلته أو ابن عم طبيب أو ممرضة يعملون كلهم في الخارج أو قام بذلك سابقا.

وتعتبر خبرة العاملين الكوبيين في المجال الصحي، والذين أرسلوا إلى أكثر من 160 دولة وذلك مدة ستة عقود، بمثابة واجهة للنظام، ومصدر رئيسي لدخل الاقتصاد الوطني.

وتقدر المديرية العامة للخزانة الفرنسية أن تصدير الخدمات الطبية جلب إلى كوبا 4.4 مليار دولار في عام 2021 مع أن البلاد عانت في السنوات الأخيرة من إغلاق أحد مصادرها الرئيسية في البرازيل ومن الأزمة في فنزويلا". وتشير مصادر أخرى إلى عائدات تراوحت بين 6 و 8 مليارات دولار.

ولا تزال الأرقام غامضة في الجزيرة الشيوعية، لكن وفقاً لمكتب الإحصاء الوطني الكوبي، استحوذ قطاع الصحة على 58.1% من صادرات الخدمات في البلاد في عام 2021. وبالمقارنة، بلغت صادرات السيجار الكوبي 545 مليون دولار.

وتسلط الشركة المسؤولة عن تسويق الخدمات الطبية في الداخل والخارج الضوء على موقعها الإلكتروني على ما تعتبره "عاملا مهماً للتنمية الاقتصادية" الذي يمثله هذا للبلدان.

"ويمكن تصدير القوى العاملة إما لثلاث سنوات، أو عن طريق إرسال فرق متنقلة من فروع الطب المختلفة حسب طلب العميل"، وأشارت وزارة الخارجية الكوبية مؤخرا على حسابها على تويتر إلى أن "حاليا هناك 23792 طبيباً كوبياً منتشرين في 56 دولة".

ويمثل هذا الدخل أهمية كبيرة في سياق انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الوطني بنسبة 10.9% في عام 2020، قبل أن يتعافى بنسبة 1.3% في عام 2021 و 3.2% العام الماضي.

وجميع الأطباء في كوبا يعملون باسم الحكومة لعامة الشعب ولا يوجد طبيب حر، ووفقاً للجريدة الرسمية لكوبا، فإنهم يكسبون 5810 بيزو كوبانوس (46 يورو) شهريا للمتخصص و 4610 بيزو (37 يورو) للطبيب العام.

وتتلقى الممرضة 3110 بيزو (25 يورو). ناهيك عن مكافأة لمكاتب الأطباء الموجودة في المناطق الريفية أو التي يصعب الوصول إليها.

وهناك يحصلون على أربعة بيزو (ثلاثة سنتات يورو) للساعة مقابل ساعات العمل من الساعة 7 مساءً حتى 7 صباحا ومبلغ بيزو واحد للممرضات.

وإذا ذهب الأطباء الكوبيون اليوم إلى مكان آخر في مهمة، فذلك لأن وضع رواتبهم هو أكثر ولو قليلاً مما هو عليه في الجزيرة.

ولكن، هنا أيضا، لا يزال الغموض الكامل قائماً بشأن الأجور التي يتلقونها عندما يقومون بمهمة، لأن مبلغ كل عقد يختلف عن الآخر.

فدفعت البرازيل بقيادة ديلما روسيف للدولة الكوبية 4300 دولار لكل أربعة آلاف طبيب تم نشرهم في البلاد.

وتدفع المكسيك حاليا 39 ألف بيزو مكسيكي (2280 دولارا أميركيا) مقابل خدمات 610 أطباء كوبيين.

ومن ناحية أخرى، تتفق معظم المصادر على أن هافانا تدفع لكل طبيب 25% فقط من الراتب الذي يتلقاه من الدولة المضيفة.

ومنذ الانهيار الاقتصادي لفنزويلا، حيث كان 30 ألف عامل صحي لا يزالون يعملون قبل عقد من الزمن، كان نظام كاسترو يبحث عن دول أكثر ثراءً لإرسال الأطباء إليها. لقد أتيحت له الفرصة مع جائحة الفيروس التاجي، الذي شكل فرصة هائلة لتصدير الكوادر الصحية الكوبية.

وطلبت حوالي أربعين دولة، بما في ذلك إيطاليا وأندورا والمكسيك وجنوب أفريقيا، المساعدة من الألوية الطبية الكوبية لمحاربة كوفيد-19.

وإذا كان قد تم قبول الأطباء الكوبيين بشكل سيئ للغاية من قبل زملائهم في المارتينيك، حيث مارسوا مهمتهم في عام 2020 وعالجوا 4000 مريض، فإن إيطاليا قدًرت احترافهم.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com