logo
اقتصاد

خبراء : الارتفاع المطرد للحرارة يهدد الإنتاجية العالمية

خبراء : الارتفاع المطرد للحرارة يهدد الإنتاجية العالمية
تاريخ النشر:29 يوليو 2023, 12:59 م
في عالم تشتد فيه الحرارة، يشكّل تغيّر المناخ بموجاته الحارة المتزايدة، تهديداً ملموساً لمئات الملايين من العمال، خصوصاً لهؤلاء الذين يعملون تحت أشعة الشمس مباشرة.

فالحرارة تجعل العمل أبطأ وبجودة أقل، وتؤدي إلى خسارة الاقتصاد العالمي، أكثر من 2000 مليار دولار كل عام، وفقاً لدراسات.

وحاول مختصون في حوار مع "إرم الاقتصادية"، الإجابة عما إذا كان النموذج الاقتصادي العالمي القائم على كثرة الإنتاج، يمكن أن يستمر، وإذا كانت الإنتاجية العالمية مهددة، في ظل الارتفاع المطرد في درجات الحرارة.

ويقدر العالم تورد كيلستروم، أنه بحلول نهاية القرن، وبمعدل الاحترار الحالي، ستضيع 15% من ساعات العمل. 

وقال كيلستروم: "إن تأثير المناخ الحار مروع على العمال، الذين يعانون من سرعة وتيرة أعمالهم، وهم غير محميين من درجات الحرارة الحارقة، فهم يشكلون الضحايا الرئيسيين لشدة الحرارة، ويتعرضون أحياناً للموت وأمراض الكلى الخطيرة والإغماء، والضحايا الرئيسيون هم عمال البناء".

وعلى سبيل المثال، في الهند، هناك عاملات يعملن في معامل النسيج، وهي غير مكيفة بشكل جيد، وهناك خياطات يعملن في المنازل، أو في الأحياء الفقيرة، حيث جدران الغرف مبنية بالإسمنت، والسطوح مغطاة بصفائح معدنية تلتقط الحرارة.

قطاع الزراعة

وأوضح أن هناك ضحايا آخرين، فالمزارعون، مثل قاطعي قصب السكر بأميركا الوسطى، يعملون في ظروف قديمة عفا عليها الزمن، حيث تؤدي درجات الحرارة المرتفعة المرتبطة بالعمل الجسدي المكثف، وقلة فترات الراحة، إلى الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض الكلى.

وهناك مثال صارخ آخر، وهو مثل سائقي شركة التوصيل "يو بي إس" في الولايات المتحدة، الذين تعرضوا للمضايقة أثناء العمل من قبل المديرين، الذين كانوا يتعقبون كل دقيقة ضائعة، وكان يتعين عليهم إجراء ما بين 130 و200 عملية توصيل يومياً، في شاحنة غير مكيفة، حيث يمكن أن ترتفع درجة الحرارة حتى 50 درجة.

وبعد أن تعرضت الشركة لانتقادات عديدة من قبل مفتشي العمل الأميركيين، ادعت أنها ستهتم بصحة موظفيها، عبر تزويد الشاحنات بأجهزة تهوية وموظفي التوصيل بزي جديد أكثر راحة.

ومن الواضح أن مثل هذه التدابير غير كافية في بلد يتضاعف فيه، عدد موجات الحر 3 مرات خلال 60 عاماً.

ووفقاً لمنظمة العمل الدولية، تنخفض الإنتاجية أكثر من 30% في مشاريع البناء، عندما تزيد الحرارة على 30 درجة، وبما أن الحرارة ترتفع بانتظام فوق 30 درجة منذ 3 أيام في العديد من الدول، فالعمال يمرون بظروف صعبة والإنتاجية تتأثر سلباً.

وعندما تكون حرارة الطقس عالية جداً، يصبح الجسد بلا قوة، وبالتالي تنتقل الكآبة إلى المعنويات، وتختفي روح الفضولية والمشاريع النبيلة والسخاء، لتحل محلها الميول السلبية والكسل، وهذا ما يؤدي إلى خسائر في الإنتاجية، وفقاً للباحثة كاثرين ساجيت.

وتوضح هذه الباحثة بقولها: "عندما ترتفع درجات الحرارة فوق 24-25 درجة، فإن الدراسات الفيزيولوجية، تُظهر أن الطقس يكون حاراً جداً للعمل بوتيرة طبيعية، والمهن التي تتطلب جهوداً جسدية، تتضرر أكثر من غيرها".

قطاع البناء

وأضافت أنه في قطاع البناء، تتراوح خسائر الإنتاجية بين 30 و40%، عندما تبلغ درجة الحرارة 30 درجة، وتقترب من 100%، عندما ترتفع الحرارة إلى 40 درجة.

أما بالنسبة للعاملين في المكاتب، الذين لا يستطيعون الوصول إلى أجهزة التكييف، فإن الخسائر الإنتاجية، وإن كانت أقل، لا تزال كبيرة.

ولتفادي التعب والصداع والجفاف، يُنصح على وجه الخصوص بترتيب ساعات العمل، حتى لا تتعارض ساعات العمل، في الأوقات الأشد حرارة، وأخذ المزيد من فترات الراحة، ويفضل أن يكون ذلك في الأماكن الباردة، بحسب الطبيب جيرار لوكاس.

وأضاف لوكاس: "يجب على الشركات أن تأخذ في الاعتبار الأعراض الشخصية للموظفين ومشاعرهم، وعلينا أن نثق بالموظفين، ونتقبّل أن مقاومة الحرارة تختلف من شخص إلى آخر".

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC