وكالة الطاقة تحذر من حرب "المعادن الاستراتيجية"

مدير الوكالة الدولية للطاقة، فاتح بيرول
مدير الوكالة الدولية للطاقة، فاتح بيرول

حذر مدير الوكالة الدولية للطاقة، فاتح بيرول، من تزايد استخدام السيطرة على مواد خام نادرة ومهمة لممارسة ضغوط جيوسياسية.

ونقل عدد الأربعاء، من صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية الاقتصادية، عن بيرول قوله، إن الدول الصناعية تحتاج إلى الاستعداد وفقا لهذا، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأضاف بيرول: "من وجهة نظري، يؤكد الوضع الراهن، حقيقة أن أنظمة الطاقة معرضة لأخطار كبيرة، إذا اعتمدت كثيرا على مورد واحد للمواد الخام الرئيسة".

حرب نفوذ

وأشار مدير الوكالة الدولية للطاقة، إلى أن مواد الوقود مثل الغاز الطبيعي ليست الموارد الوحيدة ذات الأهمية الاستراتيجية، يمكن أيضا استخدام معادن نادرة ضرورية، من أجل التحول إلى استخدام الطاقة المتجددة، كمصدر للنفوذ في المستقبل.

وأوضح بيرول: "اليوم (تشمل المواد الاستراتيجية) النفط والغاز، وقد تكون شيئا آخر غدا، مثل الليثيوم، لذلك أدعو الحكومات إلى التصرف الآن لمواجهة تحديات أمن الطاقة لليوم وغد".

وأشار بيرول إلى أن من المنطقي بالنسبة لبعض الدول أن تنشئ مخزونات استراتيجية من موارد محددة، خاصة معادن ضرورية معينة، لا توجد إلا في عدد صغير من الدول.

 ما هي المعادن الاستراتيجية والنادرة؟

وفق معهد المعادن والأتربة النادرة، فإن المعادن الاستراتيجية تشمل الكروم والليثيوم والزئبق والمغنيسيوم والسيليكون والأنتيمون، الزرنيخ، البزموت، الكادميوم، الكالسيوم، الكوبالت، الغاليوم، الجرمانيوم، الإنديوم، الموليبدينوم، النيوبيوم، السيلينيوم، الرينيوم، التنتالوم، التيلوريوم، الإلمنيوميت، التيتانيوم، التنغستنوم".

 أما المعادن النادرة، وفق المعهد، فتتضمن 17 عنصرًا رئيسيًا، وتحظى بخصائص كهروكيميائية ومغناطيسية فريدة، وتتضمن عناصر الغادولينيوم، اللانثانوم، السيريوم، البروميثيوم، الديسبروسيوم، الأوروبيوم، الإربيوم، الهولميوم، اللوتيتيوم، النيوديميوم، السماريوم، البراسيوديميوم، السكانديوم، التربيوم، الثوليوم، الإيتربيوم والإيتريوم.

 وتأتي أهميتها من كونها تدخل في إنتاج عقاقير علاج السرطان، والهواتف الذكية، وتقنيات الطاقة المتجددة، ومصافي تكرير النفط، وصناعة الزجاج.

 وكذلك هناك معادن عالية التقنية وتشكل مصدرًا مضمونًا للدخول، وأحد روافد الاقتصاد للدول المنتجة لها، بينها الذهب، الألومنيوم، النحاس، النيكل، الأنتيمون، البريليوم، البزموت، الكادميوم، السيزيوم، السيريوم الكوبالت، الديسبروسيوم، سبيكة اليوروبيوم، سبيكة الغاليوم، الجرمانيوم، الهولميوم، الإنديوم، الايريديوم، الأوسيميوم، أوران.

هيمنة صينية

ويشهد سوق المعادن خاصة النادرة منها غيابا للتوازن، حيث تهيمن الصين على أكثر من 90% من تلك العناصر الاستراتيجية والنادرة، لا سيما معدن السيزيوم الحيوي جدًا في الصناعة، فلا يوجد إلا 3 مناجم فقط في العالم لإنتاج هذا العنصر تحت سيطرة بكين.

وعلى الرغم من أن الصين تعد أكبر منتج لهذه المعادن، فإنها أيضا أكبر مستورد لها، حيث تؤدي دورًا محوريًا في استراتيجية وخطط الصين المستقبلية، الرامية من خلالها إلى تعزيز صناعاتها التكنولوجية عالية الجودة، بما يخدم تحوّلها نحو اعتماد الطاقات المتجددة والسيارات الكهربائية، وغيرها من الصناعات المتطورة التي تنافس فيها أميركا.

وبحسب إحصائيات لمعهد "المسح الجيولوجي الأميركي" فإن إجمالي إنتاج تلك المعادن النادرة في 2019، كان يبلغ سنويًا 170 ألف طن، بينها 120 ألفا تحتكرها الصين، فيما تنتج أميركا 20 ألفا مقارنة بـ15 ألف طن لأستراليا، أما الجزء الباقي فموزع على بعض الدول الأخرى ميانمار 5000 طن، وروسيا 2600 طن، والهند 1800 طن، والبرازيل 1000 طن، وبوروندي 1000 طن، وتايلاند 1000 طن، وفيتنام 400 طن، وماليزيا 200 طن.

فيما يبلغ الاحتياطي العالمي منها نحو 120 مليون طن، بينها 44 مليون طن للصين و22 مليون طن للبرازيل، و22 مليون طن لفيتنام، و12 مليون طن لروسيا، و6.9 مليون طن للهند،  و3.4 مليون طن لأستراليا، و1.4 مليون طن للولايات المتحدة، و8.3 مليون طن لدول أخرى.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com