تقارير
تقاريرصورة تعبيرية لجندي بجوار حفار نفط - shutterstock

من يحرك الأسعار.. النفط يرصد إشارات سياسية؟

بايدن يرفض استمرار القتال في رمضان
بينما يتألم الكثيرون جراء تداعيات التوترات والصراعات الدائرة حول العالم، باتت الولايات المتحدة الأميركية أكثر الرابحين من تداعيات الحروب التي شهدتها العديد من البؤر الساخنة حول العالم في أوكرانيا وغزة، بعدما اندفعت المصافي وشركات النفط الأميركية لضخ ملايين براميل النفط لسد فجوة أوبك+ والنفط الروسي، وفي غضون ذلك وبين الحين والآخر يدلي الرئيس الأميركي ببعض التصريحات التي تفاعل معها أسواق الطاقة.

ودخلت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الثلاثاء في موجة من التأرجح والتذبذب الواضح تأثرًا بتناقض المحفزات التي تؤثر على حركة الأسواق، حيث لا يزال الحديث عن هدنة طويلة يحوم في الأفق، وفي المقابل ترقب لفشل وانهيار المفاوضات في أي لحظة.

إسرائيل وافقت على عدم القيام بأنشطة عسكرية في قطاع غزة خلال شهر رمضان
الرئيس الأميركي جو بايدن

ووفقًا لخبراء السوق باتت أسواق النفط حساسة للمؤثرات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط والتي تسيطر على يقرب من ثلث واردات النفط في العالم، مع توترات البحر الأحمر وتعثر الملاحة في قناة السويس بسبب هجمات الحوثيين.

وتتراوح أسعار تداول النفط بين 70 و90 دولارا للبرميل منذ نوفمبر، إذ بدد ارتفاع الإمدادات الأميركية والمخاوف من ضعف الطلب الصيني تخفيضات إمدادات أوبك+ على الرغم من الحروب المستعرة في أوكرانيا وغزة وتوترات البحر الأحمر.

ومع استمرار الصراع بين إسرائيل وحماس في الشرق الأوسط، لا تزال الأسعار تتأرجح بين هدنة تلوح وحرب تستعر، كما صرح مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان أنه جرى الاتفاق على الخطوط الأساسِ في محادثات باريس لكن المفاوضات لا تزال جارية.

تقلص صادرات الديزل الأميركية المرتفعة تاريخيا إلى أوروبا هذا الشهر، أدى إلى زيادة الطلب وارتفاع نسبي للأسعار
فيل فلين- برايس فيوتشرز غروب
النفط الآن

وتراجعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء قبل أن تعود لتسجل ارتفاعات محدودة في محاولة لمواصلة مكاسبها لليوم الثالث على التوالي، تزامنًا مع تزايد المخاوف بأن تؤدي اضطرابات الشحن إلى تعثر الإمدادات.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أبريل 20 سنتا أو 0.25% إلى 82.69 دولارا للبرميل، بعدما نزلت في وقت سابق إلى مستويات قرب الـ 82 دولارًا للبرميل، فيما ترتفع عقود مايو بالنسبة ذاتها عند مستويات 81.8 دولارا.

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي تسليم أبريل 25 سنتا أي 0.3% إلى 77.73 دولارا، وفي التعاملات المبكرة نزلت الأسعار إلى مستويات 77.48 دولارا للبرميل، بينما تنخفض عقود مايو بنحو واحد دولار.

اقرأ أيضًا- جنون البيتكوين.. ترفض التصحيح وتحلق صوب ذروة تاريخية
النفط أمس

وقال فلين: "من المتوقع أيضا أن تبدأ المصافي في استعادة قدرتها الإنتاجية في مارس بعد الانتهاء من عمليات الإصلاح المقررة في المصافي الأميركية".

وكشفت إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأسبوع الماضي أن معدل استخدام مصافي التكرير في الولايات المتحدة بلغ 80.6% من طاقتها في الأسبوعين الماضيين.

وارتفعت أسعار النفط أمس الاثنين بفعل زيادة الطلب الأوروبي على الديزل في سوق تعاني من نقص إنتاج مصافي التكرير الأميركية جراء عمليات صيانة مقررة.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 91 سنتا أو 1.11% إلى 82.53 دولارا للبرميل عند التسوية، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي 1.09 دولار أي 1.43% إلى 77.58 دولارا.

تقلص صادرات الديزل الأميركية المرتفعة تاريخيا إلى أوروبا هذا الشهر، أدى إلى زيادة الطلب وارتفاع نسبي للأسعار
فيل فلين- برايس فيوتشرز غروب
محفزات الأسعار

وقال فيل فلين المحلل لدى برايس فيوتشرز غروب: "أدى تراجع نشاط التكرير في الولايات المتحدة واضطرابات الشحن العالمية إلى تقلص إمدادات الديزل في الأسابيع القليلة الماضية".

وأضاف فلين: "تقلص صادرات الديزل الأميركية المرتفعة تاريخيا إلى أوروبا هذا الشهر، أدى إلى زيادة الطلب وارتفاع نسبي للأسعار".

وارتفعت أسعار الديزل في الولايات المتحدة لفترة وجيزة إلى أعلى مستوى منذ أربعة أشهر لتتجاوز 48 دولارا للبرميل هذا الشهر، ما يحد من فرص المراجحة لشحن الوقود إلى أوروبا.

اقرأ أيضًا- أكبر لغز في موازنة مصر.. قصة الصناديق الخاصة
توترات ملاحية

وقالت القيادة المركزية الأميركية: "إن الحوثيين كادوا أن يصيبوا ناقلة ترفع العلم الأميركي، وتُركت سفينة أخرى هاجمها الحوثيون الأسبوع الماضي في البحر الأحمر، وشوهدت والوقود يتسرب منها".

وقال فيل فلين المحلل لدى برايس فيوتشرز جروب: "إن التداول المبكر اليوم حفزته مخاوف من أن يحد التضخم المستمر من الطلب، لكن التركيز انتقل إلى قضية أكثر أهمية، وهي العرض والطلب".

وأضاف فيلين: "نعود على ما يبدو إلى التركيز على العرض المحدود، بينما بات الطلب قويا جدا، وفي نهاية المطاف، يتعلق الأمر بالعرض والطلب".

معنويات المخاطرة تبدو في تراجع، توقعات أسعار الفائدة رفعت الدولار وضغطت أسعار السلع الأساسية والنفط
تينا تنغ
هدنة أم حرب

ووفقًا لوسائل إعلام دولية تلقت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مسودة مقترح من محادثات باريس بشأن الهدنة في غزة، يتضمن وقفا لجميع العمليات العسكرية لمدة 40 يوما ومبادلة معتقلين فلسطينيين برهائن إسرائيليين.

وفي الوقت ذاته قال الرئيس الأميركي جو بايدن: "إن إسرائيل وافقت على عدم القيام بأنشطة عسكرية في قطاع غزة خلال شهر رمضان، محذرا من أن إسرائيل تخاطر بفقد الدعم من بقية العالم مع استمرار سقوط قتلى فلسطينيين بأعداد كبيرة".

وقال بايدن في تصريحات إعلامية: "هناك اتفاق من حيث المبدأ على وقف إطلاق النار بين الجانبين أثناء إطلاق سراح الرهائن"، مشيرًا إلى أن شهر رمضان يقترب، وكان هناك اتفاق بين الإسرائيليين على عدم القيام بأي أنشطة خلال شهر رمضان.

وفي مقابل أحاديث الهدنة قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من الأسبوع الجاري: "إن مجلس الوزراء الأمني سيقر خططا عسكرية في رفح تشمل إجلاء أكثر من مليون نازح فلسطيني هناك يثير مصيرهم قلق القوى العالمية".

اقرأ أيضًا- الفيدرالي يشعل الأسواق.. ويحذر من الخطر الأكبر
توجهات السوق

وترى محللة أسواق النفط تينا تنغ أن معنويات المخاطرة تبدو في تراجع، إذ أدت توقعات أسعار الفائدة المرتفعة على المدى الطويل إلى رفع الدولار الأميركي ما ضغط على أسعار السلع الضرورية والنفط.

وفي الوقت ذاته يرى محللو (ANZ) أن أسعار النفط الخام تنخفض بسبب عدم وجود محركات جديدة، إذ وقع النفط بين عوامل صعودية مثل انخفاض إنتاج أوبك وارتفاع المخاطر الجيوسياسية والمخاوف السلبية بشأن ضعف الطلب في الصين.

وتوقع محللو (إيه إن زد) أن تبدأ مخزونات النفط في الانخفاض خلال الأسابيع المقبلة مع عودة المصافي من الصيانة؛ ما قد يقدم بعض الدعم لأسعار النفط الخام.

علاوة المخاطر الجيوسياسية الناجمة عن هجمات الحوثيين اليمنيين على السفن في البحر الأحمر ظلت متواضعة
غولدمان ساكس
توقعات الأسعار

وفي زاوية أخرى يرى محللو غولدمان ساكس، أن علاوة المخاطر الجيوسياسية الناجمة عن هجمات الحوثيين اليمنيين على السفن في البحر الأحمر ظلت متواضعة عند زيادة دولارين فقط للبرميل لخام برنت.

ورفع محللو غولدمان ساكس سعر الذروة في الصيف إلى 87 دولارًا للبرميل، ارتفاعًا من 85 دولارًا، حيث أدت الاضطرابات في البحر الأحمر إلى سحب أكبر من المتوقع من المخزونات التي تحتفظ بها الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

ولا يزال بنك غولدمان ساكس يتوقع نمو الطلب على النفط بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا في عام 2024، لكنه خفض توقعات الصين، في حين رفع توقعات الولايات المتحدة والهند.

وقال محلل البنك الأميركي: "نتوقع أن يواكب النمو القوي للإمدادات من خارج أوبك النمو القوي للطلب العالمي ومع استمرار حرب إسرائيل على قطاع غزة، نتوقع بعضًا من تقلبات الأسواق وفقًا لتسعير شدة الصراع".

اقرأ أيضًا- الفيدرالي يشعل الأسواق.. ويحذر من الخطر الأكبر

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com