وفي غضون ذلك، تخلى النفط الخام عن مكاسبه الصباحية التي جاءت بدعم من أنباء تمديد خفض الإنتاج السعودي في الأسبوع الماضي، إضافة إلى قرار روسيا بتمديد خفض الصادرات.
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء انخفض الخام الأميركي الخفيف نايمكس بحوالي 0.9% أو ما يعادل 0.75 دولار لتنخفض العقود الآجلة تسليم سبتمبر إلى مستويات قرب الـ81.2 دولار للبرميل.
بينما انخفضت العقود الآجلة تسليم أكتوبر لخام برنت القياسي بحوالي 1% إلى مستويات قرب الـ 84.6 دولار للبرميل بخسائر في حدود 0.9 دولار.
وكشفت بيانات الجمارك اليوم الثلاثاء، أن واردات الصين من النفط الخام انخفضت 18.8% على أساس شهري في يوليو وهو أدنى مستوياتها منذ يناير الماضي.
وبحسب بيانات الإدارة العامة للجمارك فإن إجمالي شحنات النفط الخام الواردة إلى الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، بلغ 43.69 مليون طن في يوليو بما يعادل 10.29 مليون برميل يوميا.
وكانت الواردات بلغت 12.67 مليون برميل يوميا في يونيو وهو ثاني أعلى مستوى مسجل على الإطلاق، جاء ذلك بعدما خفضت كبرى الدول المصدرة صادراتها واستمرت المخزونات المحلية في الارتفاع.
وفي المقابل، زادت الواردات 17% مقارنة مع 8.79 مليون برميل يوميا سجلتها قبل عام مع تضرر الاقتصاد الصيني من جائحة كوفيد وعمليات الإغلاق الواسعة.
وقالت إيما لي محللة الشؤون النفطية الصينية لدى فورتيكسا في سنغافورة: "التراجع الشهري للواردات الصينية كان مدفوعا بتراجع الواردات من أكبر ثلاثة مصدرين للخام".
ولفتت إيما لي إلى تراجع إنتاج وصادرات السعودية وروسيا حيث خفضتا الصادرات في ظل خفض لمستويات الإنتاج المستهدفة وزيادة الطلب المحلي أو أحدهما.
وأشارت محللة الشؤون النفطية الصينية لدى فورتيكسا إلى أن مخزونات النفط الخام البرية للصين تجاوزت 1.02 مليار برميل في نهاية يوليو.
وقالت إيما لي: "الارتفاع المستمر لتلك المخزونات قد يتيح لشركات التكرير الصينية تقليل مشترياتها في الشهور المقبلة".
وفي وقت سابق من تعاملات اليوم الثلاثاء، ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة، بفعل مخاوف بشأن الإمدادات تسببت فيها تخفيضات إنتاج من السعودية وروسيا.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 37 سنتا بما يعادل نسبة 0.4% لتصل إلى مستوى 85.71 دولار للبرميل.
وفي غضون ذلك، ارتفع الخام الأميركي الخفيف في التعاملات المبكرة إلى 82.37 دولار للبرميل، بارتفاع قدره 43 سنتا أو ما يعادل 0.5%.
وبنهاية تعاملات أمس الاثنين أغلق كلا العقدين على انخفاض بنحو 1% مع تأهب المستثمرين لضعف في الطلب من أكبر اقتصادين في العالم الصين والولايات المتحدة.
وقالت تينا تنج المحللة في سي.إم.سي ماركتس في مذكرة: " إن خفض الإنتاج السعودي والروسي قد يظل باعثا على التفاؤل في أسواق النفط".
وأعلنت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أنها ستمدد خفضا طوعيا لإنتاج النفط بمليون برميل يوميا لشهر آخر ليشمل سبتمبر.
وأوضحت وزراة الطاقة السعودية أنها قد تمدد الخفض إلى ما بعد ذلك أو إجراء خفض أكبر للإنتاج بعد سبتمبر.
وفي غضون ذلك أعلنت روسيا أيضا إنها ستخفض صادراتها النفطية 300 ألف برميل يوميا في سبتمبر.
ولا تزال الأسواق تتمسك بتعافي الطلب، حيث يرى محلل سي إم سي ماركتس ليون لي أن موسم الذروة لأنشطة البناء والتصنيع الذي يبدأ في سبتمبر سينعش الطلب على النفط.
وأشار ليون لي إلى أنه يجب أن يستفيد استهلاك البنزين من الطلب على السفر الصيفي، وبيد أنه من المتوقع أن ينخفض الطلب تدريجيًا بعد أكتوبر.
وفي غضون ذلك، يرى محلل سلع التعدين والطاقة في بنك الكومنولث فيفيك دار، أن القرار السعودي بتمديد تخفيضات الإنتاج إلى سبتمبر دعم من تماسك الأسعار.