النفط يُحير الجميع.. يتجاهل الحرب والتوترات والمحفزات
تعثرت أسعار النفط من جديد رغم تزايد المخاوف من اتساع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، تزامنا مع التوقعات الإيجابية من صندوق النقد الدولي بشأن تعافي الاقتصاد العالمي.
كما تجاهلت الأسعار اليوم الأربعاء، قرار أرامكو الذي جرى الإفصاح عنه أمس الثلاثاء، بشأن وقف زيادة سقف الإنتاج إلى 13 مليون برميل، وهو القرار الذي عزز من ارتفاع الأسواق بنهاية تعاملات أمس الثلاثاء في حدود 1%.
النفط الآن
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء نزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم مارس إلى مستويات 77.45 دولارًا للبرميل.
بينما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أبريل خلال هذه اللحظات بحوالي 0.6 دولار في البرميل، نزولًا إلى مستويات قرب الـ 82 دولارا.
النفط أمس
وبنهاية تعاملات أمس الثلاثاء كانت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي قد ارتفعت بحوالي 0.6%، لتصل إلى مستويات 82.87 دولارًا للبرميل.
وفي غضون ذلك، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم مارس بوتيرة أكبر، بعد زادت بحوالي 1.3% إلى مستويات 77.82 دولارًا للبرميل.
صورة نزولية
وقال توني سيكامور محلل الأسواق لدى آي.جي: "المشكلة الرئيسة في التحول الصعودي الصريح للنفط الخام هنا هي أن الصورة الفنية لا تزال نزولية ولم تواكب الأحداث الأخيرة".
وأضاف توني سيكامور: "الهجوم الدامي بطائرة مسيرة على القوات الأميركية بالقرب من الحدود الأردنية السورية الأسبوع الماضي أمر يثير قلق الأسواق".
رد عسكري
ويرى محللو (إيه.إن.زد) أن ردا عسكريا قويا من الولايات المتحدة على هجوم الطائرة المسيرة من الممكن أن يدفع السوق للارتفاع.
بينما يرى سيكامور أن السوق تشعر بالقلق من أن وقف إطلاق النار في غزة لن يوقف بالضرورة هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، والتي عطلت الشحن العالمي وتجارة النفط.
عوامل نزولية
وقال محلل الأسواق لدى آي.جي: "تشمل العوامل النزولية الأزمة المتفاقمة في قطاع العقارات في الصين بعد تصفية مجموعة تشاينا إيفرغراند العقارية".
وأضاف توني سيكامور محلل الأسواق لدى آي.جي: "الأزمات الصينية تثير مخاوف بشأن الطلب من أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
وأظهر مسح رسمي اليوم الأربعاء انكماش نشاط الصناعات التحويلية في الصين للشهر الرابع على التوالي في يناير.
وقال سيكامورا: "يشير التباطؤ إلى أن القطاع الكبير والاقتصاد الأوسع يواجهان صعوبات في استعادة القوة الدافعة في بداية 2024".
عوامل صعودية
وترى كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا ريانكا ساشديفا أن السوق لا تزال على حافة الهاوية وسط تصاعد المخاوف بشأن إمدادات النفط.
يأتي ذلك بينما تعهدت واشنطن باتخاذ "جميع الإجراءات اللازمة" للدفاع عن قواتها في أعقاب هجوم مميت بطائرة مسيرة في الأردن.
وتترقب الأسواق أيضا صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الصيني اليوم الأربعاء، والتي من المرجح أن تظهر انكماشا للشهر الرابع على التوالي.
ورفع صندوق النقد الدولي في تقرير أمس الثلاثاء توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي خاصة الأميركي والصيني، كما رجح تراجع التضخم بوتيرة أسرع من المتوقع.
إعادة التسعير
وكتب محللو بنك دي بي إس DBS، في مذكرة: "إن تداول أسعار النفط فوق 80 دولارًا للبرميل يؤدي إلى إعادة تسعير علاوة المخاطر الجيوسياسية".
وعزى محللو دي بي إس DBS ذلك إلى استمرار التوترات في منطقة الشرق الأوسط مع تزايد المخاوف بشأن اتساع رقعة الصراع.
بيد أن محللي دي بي إس DBS، لفتوا إلى أن تلك المخاوف قد تتلاشى في غضون أسبوع أو أسبوعين، إذا لم يكن هناك ردّ فعل قوي من الولايات المتحدة.
مستويات 80 إلى 100 دولار
وقال محللو دي بي إس DBS: "إذا تفاقم الأمر وتحول إلى مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران وعقوبات أكثر صرامة سترتفع الأسعار".
وتوقع محللو دي بي إس DBS، أن ترتفع أسعار النفط لتحوم بين مستويات 80 و100 دولار للبرميل لبعض الوقت مع انزلاق واشنطن إلى دائرة الصراع.