أميركا: لا نريد حرباً مع إيران والأسواق تترقب الرد
حالة من الترقب تخيم على الأسواق خوفًا من اتساع دائرة الصراع في منطقة الشرق الأوسط التي باتت بؤرة ساخنة للأحداث، جنبًا إلى جنب وأهمية المنطقة كونها أحد مصادر الطاقة الرئيسة في العالم بخلاف الممرات البحرية التي تعد شرايين حياة لحركة التجارة الدولية.
وفي غضون ذلك تراقب أسواق الطاقة تحركات واشنطن للرد على الهجوم على قواتها الذي اسفر عن مقتل ثلاثة جنود في سابقة تعد الأولى للويات المتحدة منذ أسست التحالف الدولي لحماية حركة مرور السفن في البحر الأحمر.
ويمثل الهجوم الذي وقع الأحد تصعيدًا كبيرًا، بعد أن شن ما يقرب من 165 هجومًا على القوات الأميركية وقوات التحالف منذ 17 أكتوبر، الأمر الذي زاد المخاوف بشأن اندلاع صراع أوسع في الشرق الأوسط التي تسيطر على ما يقرب من ثلث واردات النفط عالميًا.
تعهد بايدن
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الثلاثاء إنه اتخذ قراره بشأن طبيعة الرد على هجوم بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل جنود أمريكيين في الأردن.
وأضاف الرئيس الأميركي: "ندرس طريقة معاقبة المسلحين المدعومين من إيران من دون إطلاق شرارة حرب أوسع نطاقا".
وقال الجيش الأميركي: "إن الحادثة وقعت في قاعدة قرب الحدود السورية، ووفقًا لتقارير دولية ممن المرجح أن الهجمات قد وجهت إلى البرج 22 في الأردن".
وتتمتع قاعدة البرج 22 بموقع استراتيجي مهم في أقصى نقطة شمال شرق الأردن حيث تلتقي حدود الأردن مع سوريا والعراق.
اقرأ أيضًا- "اللسان الأزرق" يدفع الصين لاتخاذ قرار بشأن العراق
ردًا متعددًا
ولم يخض بايدن، خلال حديثه مع صحفيين لدى مغادرته البيت الأبيض إلى جولة انتخابية في فلوريدا، في تفاصيل عن قراره الذي جاء بعد مشاورات مع كبار المستشارين في البيت الأبيض.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحفيين على متن طائرة الرئاسة إن الرد قد يكون متعددا.
وأصيب ما لا يقل عن 34 جنديا في هجوم الأحد الماضي شمال شرق الأردن، وفقا لبيان صادر عن القيادة المركزية الأميركية.
طريقة مناسبة
وأضاف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "توقعوا أننا سنرد بطريقة مناسبة، ومن المحتمل جدا أن نرد أكثر من مرة، وليس مجرد رد واحد".
وقال الرئيس الأميركي :"إن الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى اتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط".
وأضاف الرئيس الأميركي جو بايدن: " أن الولايات المتحدة لا تريد حربا مع إيران".
اقرأ أيضًا- أول اختبار للحكومة.. الكويت تقلص الإنفاق وتتوقع عجزاً مالياً
خيارات بايدن
توشير التوقعات إلى أن واشنطن تدرس تنفيذ ضربات انتقامية لكن توقيتها غير واضح، وفقًا لتقارير دولية
وفي تصريحات للصحيفين قال الرئيس الأميركي: "لا أعتقد أننا بحاجة إلى اتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط. ليس ذلك ما أسعى إليه".
وأسفر هجوم جماعات مسلحةعلى القاعدة الأميركية على حدود الأردن عن مقتل ثلاثة عسكرين وجرح آخرين.
نفي إيران
ويمثل الهجوم، الذي نفت إيران ضلوعها فيه، تصعيدا كبيرا للتوترات التي تجتاح الشرق الأوسط، وسط مخاوف من اتساع الحرب في غزة.
وقال بايدن في بيان: "في الوقت الذي لا نزال نجمع فيه الحقائق عن هذا الهجوم، نعرف أنه من تنفيذ جماعات مسلحة متشددة مدعومة من إيران تعمل في سوريا والعراق".
وأضاف بايدن مضيفا: "مما لا شك فيه أننا سنحاسب كل المسؤولين في الوقت وبالطريقة التي نختارها".
اقرأ أيضًا- رجل أوروبا المريض منهك رغم "فنجان القهوة"
البحر الأحمر
وأوضحت كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا ريانكا ساشديفا أن احتمالات تصعيد الهجمات على سفن الشحن في ممرات البحر الأحمر من شأنه أن يغذي ارتفاع الأسعار.
وقالت ريانكا ساشديفا: "لا تزال الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة الفلسطيني محركًا رئيسًا لمشاعر أسواق النفط العالمية".
اتساع الصراع
وترى المحللة في آر بي سي كابيتال، هيليما كروفت أن وفاة 3 جنود أميركيين اليوم في الأردن تمثل نقطة انعطاف حاسمة في الصراع الدائر بالشرق الأوسط.
وقالت هيليما كروفت: "الهجمة الأخيرة تثير شبح تورط أميركي أكبر في الحرب حيث أن المواجهة المباشرة مع إيران تثير شبح انقطاع إمدادات الطاقة الإقليمية".
تقيم المخاطر
وقالت شركة ترافيغورا لتجارة السلع الأولية: "إنها تُقيم المخاطر الأمنية لمزيد من الرحلات في البحر الأحمر، بعد أن أخمد رجال الإطفاء حريقًا في ناقلة هاجمتها جماعة الحوثي اليمنية في اليوم السابق".
وفي غضون ذلك يرى محللو إيه إن زد أن تعرُّض ناقلات النفط المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة الآن للتهديد بالهجوم من المرجح أن يدفع الأسواق إلى إعاد تسعير مخاطر الاضطرابات.
وقال محلل الأسواق في آي جي توني سيكامور: "إن جو الرضا عن النفس الذي خيّم على سوق النفط يبدو أنه بدأ في التراجع في ظل التوترات الأخيرة".