في مدينة تتربع على عرش الرفاهية مثل دبي، لم يكن غريباً أن تنشأ شركة متخصصة في بيع كلاب الزينة الفاخرة وتتحول إلى علامة تجارية عالمية خلال أقل من عقد.
لكن ما يُميّز قصة «فوفو بابيز» ليس السوق الذي تعمل فيه فحسب، بل المسار الذي سلكه مؤسسها، سامي جمال، من عامل في قطاع البناء إلى صاحب شركة تقدر قيمتها اليوم بنحو 5 ملايين دولار.
اختار سامي دبي لانطلاقة متجره الأول، رغم أن شركته بدأت في كندا، فبالنسبة له، لا توجد مدينة تحتضن مفهوم الفخامة كما تفعل دبي، حيث يجتمع الأثرياء من كل أنحاء العالم، «دبي ليست فقط سوقاً، بل هي منصة عالمية للترف»، يقول سامي.
بدأت القصة في عام 2015، حين راودت سامي فكرة غريبة، حينها قد لاحظ إقبالاً عالمياً متزايداً على كلاب الزينة صغيرة الحجم، خاصة بعد أن ظهرت باريس هيلتون وهي تحمل كلباً صغيراً على شاشة برنامج جيمي كيميل، هذه اللحظة، كما يقول سامي، كانت الشرارة.
بدأ العمل على نطاق ضيق، باستخدام مترجم للبحث عن مربي كلاب متخصصين في آسيا، وسافر إلى كوريا الجنوبية لعقد شراكة مباشرة مع مربي كلاب معروفين بجودة إنتاجهم، ومع التأكد من المعايير الأخلاقية في التبني والعناية، وُضعت الأسس الأولى لشركة «فوفو بابيز».
قبل تأسيس الشركة، كان سامي يعمل في قطاع البناء ويحمل الرفش بنفسه، يتذكر مكالمة تلقاها من أحد العملاء بينما كان الضجيج يملأ المكان، فاضطر ليدعي أنه يعمل على تصميم ديكورات جديدة، «لم أردهم أن يظنوا أنني لا أليق بعالم الفخامة الذي كنت أحاول دخوله»، يروي سامي.
في عام 2017، تلقى اتصالاً من وكالة علاقات عامة في كاليفورنيا دعته للمشاركة في حفلات الأوسكار، كانت تلك لحظة مفصلية، بعد الحدث، بدأ اسمه ينتشر في الأوساط الراقية، لدرجة أن مساعد روبرت دي نيرو تواصل معه لاقتناء كلب فاخر.
«فوفو بابيز» لا تبيع كلاباً فحسب، بل تبيع تجربة، كل كلب يُعطى غرفة خاصة، ويعامل كأحد أفراد العائلة، تقدم الشركة ضماناً صحياً لمدة عام، وتوفر لزبائنها كل ما يمكن تخيله من أكسسوارات فاخرة، ومن قمصان حرير بتوقيع «زامبا كوتور» إلى عطور مخصصة للكلاب.
تتراوح أسعار الكلاب بين 15 ألف درهم وتصل في بعض الحالات إلى 200 ألف درهم، حسب السلالة والشكل واللون، ويعمل أحد الكلاب الشهيرة في الشركة، «باد بوي»، كعارض أزياء في حملات لماركات فاخرة مثل مازيراتي، ويتقاضى أجراً يبلغ نحو ألف درهم عن كل جلسة تصوير.