ورغم التوقف الأخير لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن رفع أسعار الفائدة، إلا أن الأسواق لم تطمئن بشأن نهاية رحلة التشديد النقدي التي بدأها صانعو السياسة النقدية في الولايات المتحدة الأميركية، والتي ارتفعت بأسعار الفائدة بأعلى مستوياتها منذ مطلع القرن الجاري.
وفي غضون ذلك وخلال أقل من يومين، أكد 4 من صناع السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أن الفيدرالي لن يتوقف عن رفع أسعار الفائدة عندما تنكسر معدلات التضخم.
أوضحت شركة إدارة الأصول فانغارد Vanguard Investment Strategy Group أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة قد تحتاج إلى رفع أسعار الفائدة 3 مرات أخرى.
وأشار المحللون الاستراتيجيون لدى فانغارد إلى أنهم يعتقدون أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لا يزال لم يصل لنهاية دورة التشديد النقدي بعد، في ظل بيانات النمو وسوق العمل التي رغم تباطؤها إلا أنها لا تزال قوية.
ولفت محللو فانغارد إلى أن معدل الفائدة النهائي الضمني على المدى القريب قد لا يتغير مقارنة بشهر يونيو، غير أن تلميحات الفيدرالي الأميركي تعزز احتمالات تأجيل موعد خفض الفائدة المحتمل في 2024.
وأكد محللو فانغارد أنه يجب أن تتوقع الأسواق زيادة أخرى بأسعار الفائدة على الأقل قبل نهاية العام، ومن المفترض أن تكون هناك حاجة إلى بعض الأدلة قبل أن يقرر خفض أسعار الفائدة.
بينما أكدت عضو الفيدرالي الأميركي، ميشيل بومان، على أنه من المرجح أن تكون الزيادات الإضافية في أسعار الفائدة مناسبة مع استمرار التضخم مرتفعا للغاية.
قالت بومان: "يجب أن تظل سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عند مستوى مقيد لبعض الوقت لإعادة التضخم إلى 2% في الوقت المناسب".
وحذرت بومان من استمرار خطر حدوث المزيد من الارتفاع في أسعار الطاقة، والذي قد ينعكس على ارتفاع معدلات التضخم وهو ما قد يستدعي تشديدًا إضافياً.
وتوقعت عضو الفيدرالي الأميركي ميشيل بومان أن يكون التقدم بشأن التضخم بطيئا على الأرجح في ظل الظروف الحالية.
بيد أن بومان أكدت على الحاجة إلى سياسة نقدية أكثر صرامة من قبل الفيدرالي الأميركي، حيث إن أي تهاون قد يدفع البنك إلى اتخاذ قرارات أكثر صرامة لم تكن متوقعة.
وفي غضون ذلك، أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في ولاية مينيابوليس نيل كاشكاري إلى أن الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة يفوق التوقعات.
ولفت كاشكاري إلى أن زيادات أسعار الفائدة التي تمت لم تنجح في كبح حجم الإنفاق في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
وأشار كاشكاري إلى أنه كان هناك اعتقاد أن الفيدرالي ربما يتوقف عن رفع الفائدة بعد رفع سعر الفائدة الفيدرالية بمقدار 500 نقطة أساس أو 525 نقطة.
بيد أن ما حدث أن الإنفاق الاستهلاكي بالبلاد ارتفع إلى مستويات قياسية تتجاوز التوقعات وهو ما يؤكد ضرورة استمرار سياسة البنك المتشددة قبل التوقف عن رفع الفائدة.
وفي غضون ذلك ومنذ ساعات، أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في شيكاغو، أوستان غولسبي إلى أنه يبدو أن أسعار الفائدة يجب أن تظل أعلى لفترة أطول مما توقعته الأسواق.
وفي إشارة إلى عدم اليقين بشأن نهاية دورة التشديد، قال غولسبي: " في مرحلة ما سيتحول السؤال من مدى وتيرة رفع أسعار الفائدة إلى المدة التي سيبقي فيها الفيدرالي الأميركي على أسعار الفائدة المرتفعة".
وأشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في شيكاغو إلى أن خطر بقاء التضخم أعلى من الهدف لا يزال هو الخطر الأكبر.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي: "يجب أن يكون لدى الفيدرالي الأميركي التزام بنسبة 100% بإعادة التضخم إلى 2%، والهدف لن يتغير".
وفي غضون ذلك، أكدت رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، سوزان كولينز في مؤتمر مالي بولاية مين دعمها لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة مع استمرار المعركة ضد التضخم المرتفع للغاية.
وأشارت رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن إلى أنه لا يزال هناك احتمال أن يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة أكثر إذا لم تأت البيانات الاقتصادية كما هو مأمول.
وأكدت رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، خلال تصريحات معدة مسبقًا، أنها تتوقع أن تظل الفائدة أعلى ولفترة أطول مما اقترحته التوقعات السابقة.
ولفتت سوزان كولينز إلى أن المزيد من التشديد النقدي ما زال ممكنًا، للتأكد من انكسار معدلات التضخم وعودة الأسعار صوب مستهدفات البنك عند 2%.
وأكدت كولينز التي يحق لها التصويت في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هذا العام، أنه من المبكر إعلان النصر في معركة الفيدرالي مع التضخم.
ولفتت كولينز إلى أنه أثناء اختيار عدم رفع الأسعار، أشار المسؤولون إلى أنهم ما زالوا يرون زيادة أخرى قادمة هذا العام، ثم تخفيضين محتملين في عام 2024، بافتراض تحركات بنسبة 0.25 نقطة مئوية في كل مرة.
وقال رئيس الفيدرالي: "مستعدون لرفع الفائدة بشكل أكبر إذا اقتضت الضرورة، وتشديد السياسة النقدية أكثر للسيطرة على التضخم المرتفع وإعادته للهدف المحدد له بشكل مستدام".
وقال رئيس الفيدرالي: "سوف نرى ما إذا كان الفيدرالي الأميركي سيرفع الفائدة مجددا خلال اجتماعاته المتبقية هذا العام ولكن سيعتمد ذلك على البيانات الاقتصادية".
ولفت باول إلى أن الوقت الحالي يتطلب الحذر قبل اتخاذ قرارات السياسة النقدية، مشيرًا إلى أن البيانات الاقتصادية هي التي ستحدد قرارات السياسة النقدية.