فرحة لم تكتمل.. أرقام غير متوقعة تعصف بثاني أكبر اقتصاد أوروبي

تلقى الاقتصاد البريطاني، ثاني أكبر اقتصاد أوروبي، حزمة من البيانات غير المتوقعة الصادمة التي طغت على الأرقام الإيجابية التي صدرت، اليوم، بشأن تعافي الناتج المحلي والخروج من دائرة الانكماش.

ورغم تعافي الناتج الإجمالي المحلي، لا يزال الإنتاج الصناعي والميزان التجاري وإنتاج قطاع الإنشاءات وبيانات البنية التحتية البريطانية لا تزال سلبية للغاية.

ورغم سلبية البيانات لا يزال صانعو القرار في بنك إنجلترا يؤكدون على ضرورة بذل مزيد من التشديد النقدي لمواجهة التضخم الذي يبدو أكثر رسوخًا، وربما يستغرق وقتًا أطول من التوقعات للعودة إلى مستهدفات البنك عند 2%.

مزيد من الانكماش

وكشفت بيانات إنتاج قطاع الإنشاءات على أساس شهري انكماشًا بحوالي 0.5% مقابل بتوقعات بارتفاع 0.2% ومقابل انكماش فعلي في يوليو بنسبة 0.4%.

بينما انخفضت بيانات البنية التحتية البريطانية إلى 2.3% مقابل توقعات بتسجيل 2.6% ومقابل نمو فعلي في يوليو الماضي بنسبة 3.2%.

اقرأ أيضًا- إسرائيل تقطع المياه والكهرباء والوقود والمساعدات عن غزة

الناتج المحلي

وفي غضون ذلك، كشفت بيانات مكتب الإحصاء البريطاني عن ارتفاع الناتج الإجمالي المحلي خلال أغسطس بنسبة 0.2% مقابل التوقعات ذاتها ومقابل انكماش في يوليو بنسبة -0.6%.

وعلى أساس سنوي، ارتفع الناتج الإجمالي المحلي بنسبة 0.5% متفقًا مع التوقعات أعلى من قراءة أغسطس 2022 التي شهدت تسجيل 0.3%.

وفي الوقت ذاته، ارتفع مؤشر الخدمات بنسبة 0.1% مقابل التوقعات ذاتها ومقابل انكماش فعلي بنسبة 0.1% في الشهر الماضي.

الإنتاج الصناعي

وانكمش الإنتاج الصناعي بنسبة 0.7% خلال أغسطس على أساس شهري مقابل توقعات بانكماش 0.2% ومقابل انكماش فعلي 1.1%.

وعلى أساس سنوى، سجل الإنتاج الصناعي نموًا بنسبة 1.3% مقابل توقعات بتسجيل نمو 1.7% ومقابل ارتفاع فعلي بنسبة 1% في أغسطس 2022.

وفي الوقت ذاته، انكمش الإنتاج التصنيعي 0.8% على أساس شهر في أغسطس مقابل توقعات بانكماش 0.4% ومقابل انكماش فعلي 1.2%.

وعلى أساس سنوي، ارتفع الإنتاج التصنيعي بأقل من التوقعات ليسجل 2.8% مقابل توقعات بنمو 3.4% ومقابل نمو فعلي بنسبة 3.1%.

اقرا أيضًا- مشروعات البناء بالإمارات تتخطى الـ23 مليار دولار

العجز يتفاقم

وفي غضون ذلك، كشفت بيانات مكتب الإحصاء البريطاني عن ارتفاع العجز في الناتج الإجمالي المحلي على أساس سنوي خلال أغسطس ليسجل 15.95 مليار إسترليني.

يأتي العجز الحالي أعلى من التوقعات بتسجيل عجز في حدود 14.7 مليار إسترليني وأعلى من العجز المسجل في أغسطس 2022 الذي بلغ 13.9 مليار دولار.

وفي غضون ذلك، ارتفع عجز الميزان التجاري خارج الإتحاد الأوروبي إلى 4.9 مليار استرليني مقابل عجز فعلي بقيمة 2.65 مليار إسترليني.

رسوخ التضخم

وفي غضون ذلك، أشارت صانعة السياسة النقدية في بنك انجلترا كاثرين مان إلى أن تضخم الأجور ومستويات الأسعار في بريطانيا يبدي مقاومة شديدة كي ينخفض بوتيرة واضحة.

ولفتت مان إلى أن طول الفترة الزمنية التي يظل فيها التضخم أعلى من هدف بنك إنجلترا البالغ 2% أمرا مهما نظرا لأن توقعات التضخم داخل بريطانيا تميل إلى التغيير.

أكثر تشددًا

وقالت مان: "من المتوقع أن تستمر ضغوط الأسعار في ظل مرونة الطلب المحلي، وهو ما يتطلب موقف أكثر تقييدا لسياسة بنك إنجلترا النقدية".

وأضافت مان: "التضخم المرتفع في بريطانيا من المرجح أن يستمر في الارتفاع بخلاف توقعات بنك إنجلترا".

وفي إشارة إلى إمكانية تصحيح خطا الإفراط في رفع الفائدة قالت مان : " إذا ثبت أن بنك إنجلترا قد أفرط في التشديد، فسيكون من الأسهل تصحيح الآثار السلبية على الاقتصاد مقارنة بتداعيات عدم مكافحة التضخم".

تأثير ضعيف

وفي إشارة إلى رغبة صناع القرار في بنك إنجلترا لرفع أسعار الفائدة، قال صانع السياسة النقدية في البنك بن برودبنت: " ربما يكون تأثير الفائدة أضعف مما كان عليه في الماضي أو لا يزال متأخرا".

وأضاف بن برودبنت: "هناك دلائل واضحة على أن رفع أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا له تأثير، مشيرًا إلى أنه يرى أن التضخم داخل المملكة المتحدة قد يصل إلى هدف بنك إنجلترا في غضون عامين على الأرجح".

اقرأ أيضًا- الدولار يترنح.. الفيدرالي لم يحسم الأمر والخسائر تتسع