logo
بورصات عالمية

شركة مشروبات الطاقة تهزم عمالقة التكنولوجيا

شركة مشروبات الطاقة تهزم عمالقة التكنولوجيا
تاريخ النشر:28 أغسطس 2023, 03:26 م
في أسواق الأسهم لا تعد العوائد السابقة عادة ضماناً للعوائد المستقبلية، ولكن في حالة شركة " مونستر بيفيريج" Monster Beverage لتصنيع مشروبات الطاقة، فهي كذلك، فبعد توقف مؤقت مؤخراً، يبدو أن السهم مستعد لاستئناف سلسلة مكاسب تستمر 25 عاماً.

لقد كانت شركة "مونستر بيفيريج" Monster، ومقرها كورونا بولاية كاليفورنيا، بمثابة رمز القوة في السوق التي لا يمكن إيقافها خلال ذلك الوقت، إذ تفوقت ليس فقط على صانعي المشروبات مثل "كوكا كولا" Coca-Cola، و" بيبسيكو"PepsiCo، و"بوسطن بير" (Boston Beer)، ولكن أيضاً على عمالقة التكنولوجيا "آبل" (Apple)، و"مايكروسوفت" (Microsoft)، بينما كانت في طريقها إلى تحقيق معدل سنوي قدره 58%، وهو الأفضل بين الأسهم الأميركية خلال تلك الفترة، وإنجاز مذهل لشركة استهلك المراهقون والشباب (الذكور) مشروباتها تاريخياً، التي طعمها يشبه شراب السعال الفوار.

وتوقف زخم "مونستر" عندما تسبب إعلان الأرباح الباهت في انخفاض السهم بنسبة 5% تقريباً في 4 أغسطس. ومع ذلك، فإن قصة نمو الشركة لم تنته بعد، حيث تتفوق "مونستر" في عثورها على مجالات غير مستغلة يمكن أن تحافظ على استمرار مبيعاتها، وهذا يعني في هذه الأيام إضافة المشروبات الكحولية ومشروبات الطاقة التي تستهدف عنصر النساء.



ولكي تحافظ "مونستر" على نمو الأرباح بمعدل مكون من رقمين - وأن يرتفع سهمها كذلك، يجب أن تعود أيضاً إلى طرق تحقيق الهامش المرتفع التي تبرع بها.

كتب مايكل لافيري، محلل بايبر ساندلر، الذي قام بترقية السهم إلى شراء في 6 أغسطس: "كانت نتائج (الربع الثاني من عام 2023) أقل من التوقعات، ولكن لا يوجد ما يدعو للقلق بشأن الأعمال أو زخمها على المدى القريب والطويل"، "نحن نحب العلامة التجارية ومكانة الشركة".

وبدأت شركة مونستر، التي تبلغ قيمتها السوقية 60 مليار دولار، أعمالها باسم شركة هانسن ناتشورال، التي تم شراؤها بعد الإفلاس من قبل شركة كاليفورنيا كو باكرز، التي يرأسها رودني ساكس وهيلتون شلوسبيرغ، في عام 1990. وبعد رؤية النمو الهائل لمشروبات الطاقة ريد بول أطلقت شركتها الخاصة، وأسمتها "مونستر بيفيريج" Monster Beverage.



وكان ساكس وشلوسبيرغ، اللذان يواصلان العمل كرئيسين تنفيذيين مشاركين، حريصين على تسويق مشروبهم كأسلوب حياة، وليس مجرد منتج للمشروبات، كما يوضح المحلل لدى "آر بي سي" (RBC) نيك مودي، وقد نجحوا إلى حد كبير بفضل الصفقات الإعلانية طويلة الأمد مع عروض سباقات شاحنات مونستر جام، وعروض UFC للفنون القتالية المختلطة وناسكار، والدوري الممتاز لكرة القدم، ويضيف مودي: "إنها العلامة التجارية العالمية الكبرى القادمة"، "إنها حقاً قصة أسهم تنجح بالمضي قدماً".

وهي ليست القصة الوحيدة، فعلى الرغم من أن مشروبات الطاقة موجودة منذ فترة، إلا أنه ما زال من المتوقع أن تنمو بنسبة 8.3% سنوياً، من 86 مليار دولار في عام 2021 إلى 176 مليار دولار في عام 2030، وفقًا لشركة Grand View Research، مقارنة بنمو المشروبات الغازية بنسبة 4.7%.

وجاء النمو المبكر على حساب المشروبات الغازية، لكنها استمرت من خلال تقديم إصدارات أخرى صحية من مشروبات الطاقة لتعزيز حصتها في السوق. وتقول بوني هيرزوغ، المحللة في بنك غولدمان ساكس: "إن فئة مشروبات الطاقة تستمد النمو من المشروبات الغازية؛ حيث بدأت في التوسع من خلال الابتكار، مع المنتجات الخالية من السكر ومشروبات الطاقة عالية الأداء".



وعلى الرغم من خيبة أمل "مونستر" الأخيرة، فقد أعلنت عن أرباح قدرها 39 سنتاً للسهم من مبيعات بقيمة 1.86 مليار دولار، مقابل توقعات بـ 39 سنتاً و1.87 مليار دولار- إلا أن توقعاتها ما زالت غامضة كما كانت دائماً. ومن المفترض أن تنمو مبيعات مونستر بنسبة 14% في عام 2023 و12% في عام 2024، بما يتوافق مع معدل نموها التاريخي، وفقاً لـ فاكتسيت، حيث تواصل الدفع نحو قطاعات جديدة.

وقالت الشركة في مؤتمر المستثمرين الذي عقدته في شهر يونيو إنها سعيدة بإطلاق مشروبها للطاقة الخالي من السكر Monster Energy Zero Sugar الذي سيطرح الأسواق في الربع الأول من عام 2023؛ وقد أطلقت للتو مشروباً فواراً قويا، The Beast Unleashed، والذي قالت الشركة عنه في مكالمة أرباح الربع الثاني إنه أصبح بالفعل واحداً من مشروبات "البيرة" الجديدة الأكثر مبيعًا هذا العام.

كما استحوذت "مونستر" أيضاً على شركة CanArchy Craft Brewery، وهي شركة مشروبات غازية، مقابل 330 مليون دولار في يناير من عام 2022. ويتوقع المحللون 324 مليون دولار من إيرادات الكحول في العام المقبل، أو 4% من إجمالي توقعات المبيعات البالغة 7.99 مليارات دولار، وهو رقم يصفه هرتزوغ بأنه "معتدل"، لأنها تتوقع أن تصبح الشركة منافسًا جديًا في سوق الكحول.

كما تتطلع "مونستر" إلى أسواق جديدة لتحقيق النمو، وبدأت تدفع مشروباتها إلى أميركا اللاتينية، التي من المتوقع أن تنمو بنسبة 20% سنوياً، وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث من الممكن أن يصل معدل النمو إلى 10%، كما كتب المحلل في "إتش إس بي سي" HSBC، كارلوس لابوي.

وتتطلع الشركة أيضاً إلى التوسع خارج قاعدة عملائها الذكور عادةً من خلال شراء شركة Bang Energy -التي لديها قاعدة مستهلكين نسائية إلى حد كبير- بعد الإفلاس، كما يقول لابوي، الذي بدأ سهم "مونستر" بتصنيف شراء في 14 أغسطس، وخصص له 72 دولاراً كسعر مستهدف، مرتفعاً بنسبة 26% عن السعر الأخير البالغ 57.32 دولاراً.

وقال لابوي: "لقد توجهت مونستر بشكل كبير نحو المستهلكين الذكور، لكننا نرى الآن الشركة تطور علاماتها التجارية الجديدة وتكتسب علامات تجارية من شأنها أن تدعم توظيف المستهلكين الإناث في أكبر سوق لها، وهو الولايات المتحدة".

وقد يكون الدافع وراء الارتفاع التالي للسهم هو تحسين الهوامش، ففي أعقاب الوباء اختارت "مونستر" عدم رفع الأسعار، على الرغم من ارتفاع التكاليف بنحو 30% في عامي 2021 و2022، مما تسبب في انخفاض إجمالي الهوامش من 60% في عام 2019 إلى 50% في عام 2022. ومن المفترض أن تبدأ الهوامش في التحسن مع تراجع تكاليف الشحن وانخفاض أسعار الألمنيوم، ورفع الشركة للأسعار، وهو ما بدأت القيام به في أبريل. ومن المفترض أن يساعد ذلك على نمو الأرباح بنسبة 37% إلى 1.54 دولاراً أميركياً في 2023، و17% إلى 1.80 دولاراً أميركياً في عام 2024.

وعند 33.7 ضعفاً من الأرباح الآجلة لمدة 12 شهرًا، لا تبدو "موسنتر" متراجعة مقارنة بمتوسطها لمدة خمس سنوات البالغ 30.9 مرة، أو مؤشر إس آند بي 500، الذي يتم تداوله عند 18.7 مرة. لكن هذا لا يعكس نمو أرباحها، التي كانت قوية باستمرار. ومع ذلك، يتم تداول السهم بسعر / أرباح مقسوماً على نمو ربحية السهم، أو "مكرر الأرباح إلى النمو" PEG، بنسبة 1.8 مرة، وهذا أقل من متوسط الخمس سنوات البالغ 2.5 مرة، وتقييم أكثر منطقية بكثير.

وعند هذا السعر، من المفترض أن يوفر سهم "مونستر" دفعة جيدة لأي محفظة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC