بين ضجيج تسلا وتقدّم وايمو.. من الرائدة فعلاً في الروبوتاكسي؟

في خطوة طال انتظارها، دشّنت شركة «تسلا» خدمة الروبوتاكسي الخاصة بها في مدينة أوستن بولاية تكساس، ما أثار اهتماماً واسعاً في أوساط التكنولوجيا وأسواق المال.

ورغم أن الإطلاق يعكس بداية عملية لطموحات الشركة في مجال القيادة الذاتية، فإنه في الوقت ذاته يُسلّط الضوء على التقدم اللافت الذي أحرزته شركة «وايمو» التابعة لـ«ألفابت»، التي قيمت  اليوم بأقل من قيمتها الحقيقية في السوق.

وبحسب ما أوردته صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن خدمة «تسلا» الجديدة ما تزال في نطاق تجريبي محدود، وتشمل أقل من 20 سيارة من طراز «موديل Y» مزوّدة بأحدث إصدار من نظام «القيادة الذاتية الكاملة».

وتعمل هذه المركبات في منطقة جغرافية صغيرة بين الساعة 6 صباحاً ومنتصف الليل، وتبلغ تكلفة الرحلة الواحدة 4.20 دولار فقط، وهي بالكاد تغطي أجور موظف السلامة البشري الذي يرافق كل مركبة.

رغم هذا الإطلاق المحدود، تواصل «تسلا» الاحتفاظ بتقييم سوقي يتجاوز 1.1 تريليون دولار، ما يفوق القيمة السوقية المجمّعة لأكبر 20 شركة سيارات في العالم، وفق بيانات «إس آند بي غلوبال».

ويتم تداول سهم «تسلا» حالياً عند مضاعف ربحية يقارب 150 مرة للأرباح المتوقعة خلال الأرباع الأربعة المقبلة، في حين يتداول سهم «ألفابت» عند مضاعف 18.5 مرة فقط، ومتوسط مضاعف ربحية شركات السيارات التقليدية عند 7.6 مرة.

ويرى محللون، من بينهم توم نارايان من «آر بي سي كابيتال ماركتس»، أن مشروع الروبوتاكسي يشكل نحو 60% من القيمة العادلة التي يقدّرها لـ«تسلا»، مؤكداً أن مستقبل الشركة الاستثماري يرتكز بشكل كبير على هذا القطاع.

في المقابل، تواصل «وايمو» توسعها بثبات، فقد بدأت هذا الأسبوع تشغيل خدمتها في مدينة أتلانتا، لتنضم إلى أربع مدن أخرى تشمل فينيكس، سان فرانسيسكو، لوس أنجلوس، وأوستن، بأسطول يتجاوز 1,500 مركبة ذاتية القيادة بالكامل.

وتخطط الشركة لمضاعفة هذا الرقم بحلول عام 2026، بدعم من منشأتها الصناعية الجديدة في ولاية أريزونا.

وكانت «وايمو» قد جمعت تمويلاً قدره 5.6 مليار دولار العام الماضي في جولة استثمارية قيّمت الشركة عند 45 مليار دولار، وفق بيانات «بيتش بوك».

غير أن بعض المحللين، مثل جوش بيك من «رايموند جيمس»، قدّروا القيمة العادلة للشركة عند نحو 150 مليار دولار، استناداً إلى شراكتها مع «أوبر» وتوقعات بنمو سنوي في حجوزات الخدمة يتجاوز 129% خلال السنوات الخمس المقبلة.

ورغم أن نموذج «تسلا» الذي يعتمد على تحديثات برمجية لتحويل سياراتها الحالية إلى روبوتاكسي يمنحها إمكانية التوسع السريع، فإن تجاهل الشركة لاستخدام تقنيات «ليدار» واستبدالها بكاميرات فقط يثير مخاوف تقنية، خصوصاً مع تداول مقاطع تظهر مركباتها وهي تخالف قواعد المرور، ما دفع السلطات الرقابية لبدء تحقيقات ميدانية.

في ظل هذه التطورات، وبينما تُسلّط الأضواء على «تسلا» باعتبارها الرائدة السوقية، قد يكون المستثمرون أمام فرصة واعدة غير مستغلة بالكامل في شركة «ألفابت» التي تقود فعلياً سباق القيادة الذاتية عبر «وايمو».