انخفضت مبيعات شركة «تسلا» للسيارات الكهربائية، في أوروبا لمدة 5 أشهر متتالية، على الرغم من إطلاق طراز (Y) الرائد وقرار رئيسها التنفيذي، إيلون ماسك، بالتراجع عن دوره السياسي في الولايات المتحدة.
وباعت شركة صناعة السيارات، التي تسعى إلى إعادة تشغيل أعمالها المتعثرة مع الإطلاق الأخير لخدمة سيارات الأجرة الآلية، 13863 مركبة كهربائية في أوروبا والمملكة المتحدة في مايو، بانخفاض 28% عن العام السابق، وفقاً لجمعية مصنعي السيارات الأوروبية (ACEA).
وانهارت مبيعات وأرباح «تسلا» في وقت سابق من هذا العام على خلفية محفظة المنتجات القديمة والنشاط السياسي لماسك؛ ما دفع رجل الأعمال الملياردير إلى تقليص أنشطته السياسية والتركيز على إدارة شركة السيارات.
وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» أن ضعف مبيعات «تسلا» ساهم في تعزيز الطلب على منتجات العلامات التجارية الأوروبية المنافسة، حيث ارتفعت تسجيلات السيارات الكهربائية الجديدة بنسبة 27.2% في المنطقة في مايو مقارنةً بالعام السابق.
وارتفعت مبيعات مجموعة فولكس فاغن بنسبة 3.4%، بينما زادت تسجيلات «بي إم دبليو» بنسبة 5.6%.
ويتوقع بنك باركليز أن تبلغ تسليمات «تسلا» في الربع الثاني نحو 375 ألف وحدة، بانخفاض 16% على أساس سنوي وأقل من توقعات السوق البالغة نحو 400 ألف مركبة.
بالإضافة إلى ضعف المبيعات في أوروبا، تلقت شركة «تسلا» هذا الأسبوع أمراً من محققي شؤون المستهلك والاحتيال في فرنسا بالتوقف عن الادعاءات «المضللة» بشأن مستوى استقلالية سياراتها أو مواجهة غرامات تصل إلى آلاف اليورو.
كما رفع عدد من سائقي سيارات «تسلا» في فرنسا دعاوى قضائية ضد الشركة لإنهاء عقود الإيجار الخاصة بسياراتهم، زاعمين أن الأنشطة السياسية التي يقوم بها ماسك جعلت سياراتهم «رموزاً يمينية متطرفة».
لكن المحللين يقولون إن سعر سهم «تسلا» انفصل في الغالب عن أداء أعمالها في مجال السيارات الكهربائية مع ارتفاع السهم بنحو 6% منذ إطلاق خدمة نقل الركاب ذاتية القيادة يوم الأحد في موطنها أوستن.
ماسك اعتبر أن سيارات الأجرة الآلية والذكاء الاصطناعي يمثلان مستقبل «تسلا»، وتوقع أن يؤدي تحولها إلى رفع تقييم الشركة إلى 5 تريليونات دولار، أي حوالي خمسة أضعاف قيمتها السوقية الحالية.
وكان الإطلاق متواضعاً، حيث كان هناك حوالي 10 سيارات أجرة آلية فقط على الطرق في مناطق محدودة، وبوجود سائق أمان بشري على متنها وسط التدقيق التنظيمي لتكنولوجيا القيادة الذاتية.
وبدأت خدمة سيارات الأجرة الآلية بدفع العملاء رسوماً ثابتة قدرها 4.20 دولار، حيث تتطلع شركة «تسلا» إلى توليد الإيرادات من الرحلات دون سائق حتى مع انخفاض مبيعات المركبات.
وعلى الرغم من النظرة المتفائلة بين بعض المستثمرين، قال المحلل دان ليفي في باركليز إن هناك عملاً لا يزال ينتظرنا لإطلاق العنان لإمكانات المركبات ذاتية القيادة.
وأضاف: «نعتقد أن السؤال الأفضل الذي ينتظرنا هو مسار التوسع، والذي نعتقد أنه سيكون طويلاً، ونحذر من الإفراط في التفاؤل».