أحد أبرز الأسباب وراء تضخم وزن السيارات في السنوات الأخيرة هو التحول نحو الكهرباء، بطاريات الليثيوم إيون التي تُزوّد السيارات بالطاقة قد تزن ما بين 300 إلى 700 كغ بمفردها، هذا ما يجعل بعض السيارات الكهربائية الحديثة مثل Tesla Model X أو BMW iX تصل لأوزان تتجاوز 2500 كغ، وهو رقم لم يكن مقبولاً في سيارات الركاب قبل عقد من الزمن.
يُضاف إلى ذلك تعقيد المقصورة الداخلية، وأنظمة المعلومات والترفيه، والشاشات العملاقة، وأنظمة الصوت المتقدمة، وأنظمة السلامة مثل الرادارات والكاميرات، كلها تضيف عشرات الكيلوغرامات، حتى العزل الصوتي أصبح أثقل، تلبيةً لمعايير الراحة الفائقة التي يطلبها العملاء اليوم.
زيادة الوزن لا تمر دون أثر، فالسيارة الأثقل تحتاج إلى محركات أقوى لتوفير تسارع مقبول، ما يعني استهلاك طاقة أكبر، سواء كانت كهربائية أم تقليدية، في السيارات الكهربائية تحديداً، يؤثر الوزن الزائد على مدى البطارية، ويجعل القيادة الرياضية أكثر تحدياً، خاصة في المنعطفات والفرملة.
في حالات الطوارئ، المسافة المطلوبة لتوقّف السيارة الثقيلة تكون أطول، ما يُقلل من فاعلية أنظمة الفرملة رغم تطورها.
يظن بعضهم أن السيارة الأثقل أكثر أماناً، وهذا صحيح جزئياً فقط، في التصادم مع سيارة أخف، قد تكون السيارة الثقيلة في موقف أفضل، لكن هذا يأتي على حساب مشاة الطريق والدراجات، الذين يُواجهون خطراً أكبر من طرازات SUV أو البيك أب الضخمة.
أما في التصادمات ذات السرعة العالية، فإن الوزن الزائد لا يكون حليفاً دائماً، بل قد يؤدي إلى اختلال توزيع القوة داخل هيكل السيارة، ما ينعكس سلباً على نتائج اختبارات التصادم.
الأرصفة، والجسور، ومواقف السيارات، وحتى الإطارات والأسفلت، كلها بُنيت على أساس معايير وزن محددة، لكن تضخم أوزان السيارات يعني ضغطاً إضافياً على هذه البنية، هذا يترجم إلى تآكل أسرع للطرقات، وتكاليف صيانة أعلى تتحمّلها الحكومات أو المواطنون عبر الضرائب.
في بعض المدن الأوروبية، بدأت البلديات بفرض ضرائب إضافية على السيارات التي يتجاوز وزنها حداً معيناً، لمواجهة هذا العبء الخفي.
السيارة الأثقل تعني:
إيجابيات الوزن الزائد (نسبياً)
سلبيات يصعب تجاهلها
أصبحت السيارات الحديثة أثقل ليس ترفاً، بل استجابةً لتطورات السوق: التحول الكهربائي، ومعايير الراحة والسلامة، وتوقعات المستخدمين، لكن هذا التحول يحمل في طياته أعباء خفية على الأداء والبيئة والاقتصاد.
ربما حان الوقت لإعادة التفكير في الأولويات: هل نحتاج سيارة بكل هذه الأنظمة؟ أم أن البساطة أخف وأكثر استدامة؟