logo
سيارات

أزمة وزن السيارات الحديثة.. تكنولوجيا ضرورية أم عبء خفي؟

أزمة وزن السيارات الحديثة.. تكنولوجيا ضرورية أم عبء خفي؟
يشاهد زوار معرض سنغافورة للسيارات، سيارة BYD Yangwang U9 الكهربائية التي يبلغ وزنها حوالي 2500 كغالمصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:1 أغسطس 2025, 02:23 م

أحد أبرز الأسباب وراء تضخم وزن السيارات في السنوات الأخيرة هو التحول نحو الكهرباء، بطاريات الليثيوم إيون التي تُزوّد السيارات بالطاقة قد تزن ما بين 300 إلى 700 كغ بمفردها، هذا ما يجعل بعض السيارات الكهربائية الحديثة مثل Tesla Model X أو BMW iX تصل لأوزان تتجاوز 2500 كغ، وهو رقم لم يكن مقبولاً في سيارات الركاب قبل عقد من الزمن.

يُضاف إلى ذلك تعقيد المقصورة الداخلية، وأنظمة المعلومات والترفيه، والشاشات العملاقة، وأنظمة الصوت المتقدمة، وأنظمة السلامة مثل الرادارات والكاميرات، كلها تضيف عشرات الكيلوغرامات، حتى العزل الصوتي أصبح أثقل، تلبيةً لمعايير الراحة الفائقة التي يطلبها العملاء اليوم.

أخبار ذات صلة

صيانة السيارات الكهربائية.. تهديد أم فرصة للورش التقليدية؟

صيانة السيارات الكهربائية.. تهديد أم فرصة للورش التقليدية؟

التأثير على الأداء واستهلاك الطاقة

زيادة الوزن لا تمر دون أثر، فالسيارة الأثقل تحتاج إلى محركات أقوى لتوفير تسارع مقبول، ما يعني استهلاك طاقة أكبر، سواء كانت كهربائية أم تقليدية، في السيارات الكهربائية تحديداً، يؤثر الوزن الزائد على مدى البطارية، ويجعل القيادة الرياضية أكثر تحدياً، خاصة في المنعطفات والفرملة.

في حالات الطوارئ، المسافة المطلوبة لتوقّف السيارة الثقيلة تكون أطول، ما يُقلل من فاعلية أنظمة الفرملة رغم تطورها.

عرض سيارة مرسيدس بنز EQE الكهربائية في باريس وهي SUV مرتفعة الوزن
عرض سيارة مرسيدس بنز EQE الكهربائية في باريس وهي SUV مرتفعة الوزن المصدر: (أ ف ب)

الأمان.. ليس دائماً لصالح الوزن

يظن بعضهم أن السيارة الأثقل أكثر أماناً، وهذا صحيح جزئياً فقط، في التصادم مع سيارة أخف، قد تكون السيارة الثقيلة في موقف أفضل، لكن هذا يأتي على حساب مشاة الطريق والدراجات، الذين يُواجهون خطراً أكبر من طرازات SUV أو البيك أب الضخمة.

أما في التصادمات ذات السرعة العالية، فإن الوزن الزائد لا يكون حليفاً دائماً، بل قد يؤدي إلى اختلال توزيع القوة داخل هيكل السيارة، ما ينعكس سلباً على نتائج اختبارات التصادم.

البنية التحتية تحت الضغط

الأرصفة، والجسور، ومواقف السيارات، وحتى الإطارات والأسفلت، كلها بُنيت على أساس معايير وزن محددة، لكن تضخم أوزان السيارات يعني ضغطاً إضافياً على هذه البنية، هذا يترجم إلى تآكل أسرع للطرقات، وتكاليف صيانة أعلى تتحمّلها الحكومات أو المواطنون عبر الضرائب.

في بعض المدن الأوروبية، بدأت البلديات بفرض ضرائب إضافية على السيارات التي يتجاوز وزنها حداً معيناً، لمواجهة هذا العبء الخفي.

أخبار ذات صلة

لماذا تشعرك السيارات الكهربائية بالغثيان؟ العلم يكشف السر

لماذا تشعرك السيارات الكهربائية بالغثيان؟ العلم يكشف السر

الكلفة الاقتصادية: الدفع أكثر من أجل حمل أكبر

السيارة الأثقل تعني:

  • كلفة تصنيع أعلى (خاصة في البطاريات والمعادن)
  • كلفة نقل وشحن أعلى.
  • استهلاك طاقة أكبر.
  • صيانة مكابح وتعليق أسرع اهتراءً.
  • ضرائب وتأمينات أعلى في بعض الدول.
  • وهذه الكلفة لا يتحملها المصنّع فقط، بل تُنقَل تدريجياً إلى المستهلك.

 إيجابيات الوزن الزائد (نسبياً)

  • راحة أكبر داخل المقصورة، بفضل العزل والأنظمة المساعدة.
  • شعور بالثبات على السرعات العالية، خاصة في الطرق السريعة.
  • سعة بطارية أكبر تعني مدى أطول في بعض الطرازات الكهربائية.

سلبيات يصعب تجاهلها

  • استهلاك طاقة أعلى وتأثير بيئي غير مباشر.
  • صعوبة المناورة في المدن والمواقف الضيقة.
  • تقليل عمر المكوّنات المرتبطة بالاحتكاك (مثل المكابح والإطارات).
  • أضرار مضاعفة في حال الحوادث. 

خلاصة

أصبحت السيارات الحديثة أثقل ليس ترفاً، بل استجابةً لتطورات السوق: التحول الكهربائي، ومعايير الراحة والسلامة، وتوقعات المستخدمين، لكن هذا التحول يحمل في طياته أعباء خفية على الأداء والبيئة والاقتصاد.

ربما حان الوقت لإعادة التفكير في الأولويات: هل نحتاج سيارة بكل هذه الأنظمة؟ أم أن البساطة أخف وأكثر استدامة؟

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC