logo
سيارات

لماذا تشعرك السيارات الكهربائية بالغثيان؟ العلم يكشف السر

لماذا تشعرك السيارات الكهربائية بالغثيان؟ العلم يكشف السر
بعض سيارات تسلا الكهربائية وشاحنة سايبرترك في منطقة شحن المركبات التجريبية في موقف سيارات أحد مراكز التسوق في سان دييغو، كاليفورنيا.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:28 يوليو 2025, 01:42 م

قد تظن أن سلاسة السيارات الكهربائية وصمتها الساحر يجعلان منها خياراً مثالياً للركاب الذين يعانون من دوار الحركة.. لكن الواقع مختلف تماماً، بل وربما صادم. فبحسب تقارير علمية وتجارب شخصية متزايدة، يبدو أن بعض الناس يخرجون من رحلاتهم بالسيارات الكهربائية وهم يعانون من الغثيان، حتى لو لم يكن ذلك يحدث لهم مع السيارات التقليدية.

والسبب؟ ليس خيالاً.. بل هو نتيجة اصطدام توقعاتنا الحسية المتراكمة عبر عقود من قيادة سيارات الاحتراق الداخلي، بعالم جديد من الحركة الصامتة والسلسة والخالية من الضوضاء والاهتزازات.

أخبار ذات صلة

أرباح «سكودا» النصفية ترتفع 12% بدعم من مبيعات السيارات الكهربائية

أرباح «سكودا» النصفية ترتفع 12% بدعم من مبيعات السيارات الكهربائية

الهدوء القاتل: حين تغيب المؤشرات الحسية

عندما نركب سيارة تعمل بمحرك وقود، يكون لكل صوت وذبذبة معنى: هدير المحرك، صعود دورات العزم، تغيّر النغمات مع كل نقلة في علبة التروس حتى وإن كانت مزيفة كما في بعض نواقل الحركة الـCVT.

هذه المؤثرات تعطينا إشارات مسبقة عمّا سيحدث، وتُمهّد أدمغتنا للحركة، مما يقلل من احتمالات الشعور بالدوار.

لكن في السيارات الكهربائية، تختفي هذه الإشارات تماماً. لا صوت محرك، لا اهتزاز، ولا حتى حاجة حقيقية لاستخدام المكابح في بعض الحالات، بفضل نظام الكبح التجديدي (regenerative braking) وميزة القيادة بدواسة واحدة. هذا الانقطاع في التواصل الحسي يُربك الدماغ، خاصة عند الركاب الذين لا يتحكمون مباشرة بالحركة. وتماماً كما يُصاب البعض بدوار البحر عند ركوب القوارب للمرة الأولى، فإن ركوب سيارة EV لأول مرة يمكن أن يحدث تأثيراً مشابهاً.

سيارة بورشه تايكان الكهربائية في معرض بانكوك الدولي للسيارات
سيارة بورشه تايكان الكهربائية في معرض بانكوك الدولي للسيارات المصدر: (أ ف ب)

الركاب في دائرة الخطر

السائقون نادراً ما يشعرون بدوار الحركة، لأنهم يتوقعون رد فعل السيارة نتيجة تحكمهم المباشر بالمقود والدواسات. الركاب، من ناحية أخرى، لا يملكون تلك «المعاينة الحركية»، ويضطر دماغهم إلى تخمين ما سيحدث. وحين تتناقض التوقعات مع الواقع الحسي الصامت والناعم للسيارات الكهربائية، يظهر الغثيان.

كما أوضح الباحث ويليام إيموند من جامعة التكنولوجيا في بلفور بفرنسا، فإن "الدماغ يفتقر إلى الدقة في تقدير قوى الحركة في السيارات الكهربائية، مقارنة بقدرته على فهم سلوك سيارات الوقود". وأشار إلى أن الدماغ يحتاج إلى فترة تأقلم مع بيئة الحركة الجديدة هذه.

الكبح التجديدي: السلاسة التي قد تُزعج

في قلب المشكلة نجد الكبح التجديدي، الذي يبطئ السيارة بسلاسة بمجرد رفع القدم عن دواسة التسارع، دون الحاجة للضغط الفعلي على الفرامل. هذا النمط المختلف جذرياً عن «الفرملة المفاجئة» المعتادة يؤدي إلى شعور غريب لدى الركاب، خصوصاً مع غياب صوت المحرك أو الاحتكاك.

وقد وجدت دراسة نُشرت عام 2020 أن الصمت في السيارات الكهربائية مرتبط بازدياد حالات دوار الحركة، بينما ربطت دراسة أخرى في 2024 بين اهتزازات المقاعد وتفاقم الأعراض. حتى التسارع السريع الخاطف الذي تقدمه السيارات الكهربائية من السكون، كما هو الحال مع Rimac Nevera قد يربك الجهاز الحسي لدينا، لأنه يحدث بدون تمهيد كما في السيارات التقليدية.

أخبار ذات صلة

عطل تجاري يصيب سيارات أوروبا.. هل يصلحه ترامب؟

عطل تجاري يصيب سيارات أوروبا.. هل يصلحه ترامب؟

هل الحل في العودة إلى الضجيج؟

اقترحت بعض الدراسات إضافة «مؤثرات سمعية» لمحاكاة صوت المحرك كوسيلة للتقليل من دوار الحركة. وعلى الرغم من أن عشاق السيارات يرون أن الأصوات الاصطناعية لا تنتمي لعالم EV النقي، إلا أن هذه قد تكون حالة استثنائية مبررة، بشرط أن تبقى اختيارية ويمكن إيقافها.

هل سيتغير كل هذا مع مرور الزمن؟

من يدري، ربما ستصبح هذه المشكلة من الماضي. فالأجيال القادمة التي ستنشأ في بيئة لا تعرف شيئاً عن سيارات البنزين، قد تتكيّف مع الإحساس المختلف للسيارات الكهربائية بسهولة. لكن في الوقت الراهن، يبقى الأمر تحدياً حقيقياً يواجه كثيرين عند التحول نحو المستقبل الكهربائي.

قد تكون القيادة الكهربائية صامتة وسلسة، لكنها بالتأكيد ليست خالية من المفاجآت.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC