حذر المستهلكين يقود لانكماش المبيعات
«تسلا» تفقد حصتها للشهر السادس توالياً
إشارات جديدة تلقتها الأسواق في أوروبا، اليوم الخميس، بشأن مدى الضرر الواقع على قطاعات الاقتصاد المختلفة من التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن بين أبرزها السيارات التي طالتها رسوماً بواقع 25%، إلا أن اتفاقاً بين واشنطن ودول الاتحاد قد يعفي السيارات الأوروبية من رسوم ضخمة على غرار نظيرتها في اليابان.
انخفضت مبيعات السيارات في أوروبا بأكبر وتيرة منذ أغسطس، مع تراجع التسجيلات في الأسواق الرئيسية في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، في ظل استمرار حذر المستهلكين، تزامنا وحالة عدم اليقين التي فرضتها التعريفات الجمركية جنباً إلى جنب وتباطؤ نمو العديد من قطاعات الاقتصاد في القارة العجوز.
في غضون ذلك، قالت رابطة مصنعي السيارات الأوروبية، اليوم الخميس، إن مبيعات السيارات الجديدة في أوروبا انخفضت بأكثر من 5% في يونيو وهو ما يعكس التحديات العالمية التي تواجه شركات صناعة السيارات.
خسرت شركة «تسلا» حصة في السوق للشهر السادس على التوالي على الرغم من ارتفاع المبيعات الإجمالية للسيارات الكهربائية، حسب بيانات رابطة مصنعي السيارات في أوروبا.
في حين باعت المجموعات الأربع الأكثر مبيعاً في أوروبا، «فولكس فاغن» و«ستيلانتس» و«رينو» و«هيونداي»، عدداً أقل من السيارات مقارنة بشهر يونيو 2024.
بحسب بيانات أرباح الأرباع السابقة، سجلت شركات صناعة السيارات الأوروبية خسائر بمليارات الدولارات وأصدرت تحذيرات بشأن الأرباح، وفق بيان «فاكت سيت» لتحليل البيانات.
يأتي ذلك في ظل كفاح عمالقة صناعة السيارات في أوروبا للتعامل مع المنافسة من الصين، والرسوم الجمركية الأميركية بنسبة 25%، واللوائح المحلية التي تهدف إلى تسريع التحول إلى السيارات الكهربائية.
أظهرت بيانات رابطة مصنعي السيارات الأوروبية أن المبيعات في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ورابطة التجارة الحرة الأوروبية انخفضت بنسبة 5.1% في يونيو مقارنة بالعام السابق، إلى 1.24 مليون سيارة.
بينما انخفضت تسجيلات السيارات لدى «فولكس فاغن» و«ستيلانتس» و«رينو» و«هيونداي» بنسبة 6.1% و12.3% و0.6% و8.7% على التوالي، وفق بيانات الرابطة الصادرة اليوم.
قالت رابطة مصنعي السيارات الأوروبية إن مبيعات تسلا انخفضت بنسبة 22.9%، وانكمشت حصتها في السوق إلى 2.8% مقارنة بـ3.4% قبل عام.
في حين تضاعفت حصة العلامات التجارية غير المشمولة في تصنيف رابطة مصنعي السيارات الأوروبية ACEA، بما في ذلك بي واي دي وشركات صناعة السيارات الصينية الأخرى، إلى أكثر من الضعف لتصل إلى 4.5%.
في الاتحاد الأوروبي، انخفضت مبيعات السيارات الإجمالية بنسبة 7.3% على أساس سنوي، حتى مع ارتفاع تسجيلات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية (BEV) والسيارات الكهربائية الهجينة (HEV) والسيارات الهجينة القابلة للشحن (PHEV) بنسبة 7.8% و41.6% و6.1% على التوالي.
شكلت الأنواع الثلاثة من المركبات الكهربائية 59.8% من تسجيلات سيارات الركاب في الاتحاد الأوروبي في يونيو، ارتفاعاً من 50% في العام السابق.
انخفضت المبيعات الإجمالية في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا بنسبة 13.8% و6.7% و17.4% على التوالي، في حين ارتفعت بنسبة 6.7% في بريطانيا و15.2% في إسبانيا.
قال بن نيلمز، مؤسس شركة تحليل بيانات السيارات الكهربائية «نيو أوتوموتيف»: «بينما يطالب السائقون بسيارات أنظف وأرخص، تتدخل العلامات التجارية الجديدة الديناميكية لملء الفجوة التي خلفتها بعض الشركات القائمة التي كانت بطيئة للغاية في منح العملاء ما يريدون».
يرى بن نيلمِز، أن هناك علامات تجارية جديدة تتقدم لسد الفجوة التي خلّفها بعض المصنّعين التقليديين الذين تأخروا في تلبية رغبات العملاء في سيارات أنظف وأرخص تراجع نمو مبيعات السيارات الأوروبية يثير القلق بين الشركات المصنعة، خاصة مع توقعات بتفاقم الوضع بحلول عام 2025.
وفقاً لتقرير «إتش إس بي سي غلوبال ريسرش»، فإن شركتي «فولكس فاغن» و«رينو» قد تتعرضان لضغوط كبيرة بسبب متطلبات الانبعاثات الصارمة في الاتحاد الأوروبي.
إجمالاً يمكن حصر أسبابا انكماش مبيعات السيارات إلى تراجع الطلب على السيارات التقليدية ذات محركات الاحتراق الداخلي بـما يلي: بطء نمو مبيعات السيارات الكهربائية، وارتفاع أسعار الفائدة وتأثيرها على أسعار المركبات، ونقص الطلبات، وانخفاض معدل استغلال الطاقة الإنتاجية.