أكدت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة التزامهما بالتوصل إلى اتفاق تجاري قبل بدء تطبيق الرسوم الجمركية الأميركية في الأول من أغسطس المقبل التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الصناعة الكورية الجنوبية، اليوم الجمعة.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده وزير الصناعة الكوري كيم جونغ-كوان ووزير التجارة يو هان-كو مع وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك في العاصمة واشنطن، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية، بما يشمل إقامة شراكة صناعية ثنائية.
اتفق الطرفان على تسريع وتيرة المفاوضات لعقد جولة جديدة في أقرب وقت ممكن، بهدف التوصل إلى اتفاق يعود بالنفع على البلدين، وسط تصاعد المخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية المحتملة، التي تصل إلى 25% على الصادرات الكورية إلى السوق الأميركية.
فيما دعا الوزير كيم خلال اللقاء إلى ضرورة خفض الرسوم الجمركية المفروضة على كوريا الجنوبية، بما في ذلك الرسوم القطاعية على السيارات المستوردة ومنتجات الصلب، مشيراً إلى أهمية التعاون في الصناعات الاستراتيجية، مثل بناء السفن، وأشباه الموصلات، والبطاريات.
وقال كيم في تصريح صحفي: «سنبذل أقصى الجهود لضمان عدم تعرض شركاتنا لضرر تنافسي مقارنة بدول أخرى»، مضيفاً أن الوفد الكوري سيحشد كامل إمكاناته للتوصل إلى اتفاق يخدم المصالح الوطنية قبل انتهاء المهلة.
بموازاة الجهود الدبلوماسية، أجرى كيم يوم الأربعاء محادثات مع وزير الطاقة الأميركي كريس رايت بشأن سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة وأمن الإمدادات.
كما تواصل يو هان-كو مع حاكمة ولاية ألاباما كاي آيفي لبحث الاستثمارات الكورية في الولاية.
من المقرر أن يواصل كيم لقاءاته هذا الأسبوع باجتماع مع وزير الداخلية الأميركي دوغ بورغوم، الذي يشغل أيضاً رئاسة المجلس الوطني للطاقة، فيما سيجتمع يو مع الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير، وحاكم ولاية تكساس غريغ أبوت، في إطار المساعي المستمرة لتقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
كان من المقرر عقد جولة مشاورات تجارية رفيعة المستوى بصيغة «2+2» اليوم الجمعة في واشنطن، بمشاركة وزيري المالية والتجارة من الجانبين، لكن الاجتماع أُلغي بسبب تضارب في جدول وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، بحسب ما أفادت وزارة الصناعة الكورية.
أشارت تقارير إعلامية إلى أن الوفد الكوري كان يعتزم خلال هذه الجولة اقتراح حزمة استثمارية كبرى تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار، للمساهمة في خفض الفائض التجاري مع الولايات المتحدة. إلا أن الحكومة الكورية رفضت تأكيد تلك المعلومات، داعيةً إلى توخي الحذر في نشر أي تفاصيل، نظراً إلى حساسية المفاوضات الجارية.