الثلاثاء 8 يوليو 2025 م
قالت كوريا الجنوبية، اليوم الثلاثاء، إنها ستعمل على تسريع المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية، بهدف التوصل إلى اتفاق «مفيد للطرفين»، وذلك بعد أن قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأجيل فرض الرسوم حتى مطلع أغسطس المقبل.
وبحسب ما نقلته وكالة يونهاب للأنباء، ذكرت وزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية في بيان صحافي أنها تعمل حالياً على تسريع التفاوض مع الجانب الأميركي لحل القضايا التجارية في أسرع وقت ممكن.
كما تعهدت الحكومة الكورية بتنفيذ إصلاحات داخلية لتحسين بيئة الأعمال ومعالجة الخلل في الميزان التجاري مع الولايات المتحدة، إلى جانب تعزيز الشراكة في قطاع التصنيع، بما يواكب أهداف البلدين في تحقيق نمو اقتصادي مشترك.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن بعث ترامب برسائل إلى قادة 14 دولة، من بينها كوريا الجنوبية واليابان، حثهم فيها على العمل من أجل علاقات تجارية أكثر توازناً وعدلاً مع أميركا.
وأوضح ترامب في رسالته إلى الرئيس الكوري لي جيه ميونغ أن واشنطن ستفرض رسوماً بنسبة 25% على المنتجات الكورية بدءاً من أغسطس، ما لم تتراجع سيئول عن بعض السياسات والقيود التجارية.
وكانت إدارة ترامب قد حدّدت سابقاً 8 يوليو موعداً نهائياً لفرض الرسوم، لكنها قررت تأجيله لثلاثة أسابيع إضافية، ما يمنح المجال لمزيد من التفاوض، وفقاً لما صرح به جو سيونغ-ديه من معهد التجارة الدولية، والذي أكد أن "هذا ليس أسوأ سيناريو، لكن الإبقاء على الرسوم المرتفعة تجاه كوريا مع تخفيفها لدول أخرى مقلق.
وأضاف هوه يون، رئيس المجلس الاستشاري الوطني للسياسة التجارية، أن اختيار واشنطن الكشف أولاً عن الرسوم المفروضة على كوريا واليابان يُظهر نبرة تفاوضية صارمة تجاه أقرب حلفائها.
وقال وزير التجارة الكوري، يو هان-كو، الذي يُجري حالياً محادثات في واشنطن، إن المطالب الأميركية تشمل فتح الأسواق الكورية في قطاعات الزراعة، والسيارات، والخدمات، والقطاع الرقمي.
وكان تقرير سابق صادر عن مكتب الممثل التجاري الأميركي قد أشار إلى عدة عقبات تجارية غير جمركية في كوريا، من بينها قيود على استيراد لحوم البقر الأميركية، ومتطلبات السلامة البيئية على السيارات، ولوائح تخص المنصات الرقمية، ومنع تصدير بيانات حساسة.
وأشار هوه إلى أنه لا مفر من قبول بعض المطالب الأميركية، لكنه شدد على ضرورة مراجعة القضايا التي يمكن أن تفيد اقتصاد كوريا على المدى البعيد، مثل التعاون في المنصات الإلكترونية وتعزيز الصناعات عالية التقنية.
وشدد هوه على أن مقترح كوريا بشراكة صناعية مع الولايات المتحدة سيكون حاسماً، خاصة في ظل سعي واشنطن لتقليل الاعتماد على الصين وتعزيز سلاسل التوريد الأميركية، مشيراً إلى أن كوريا تملك ميزة تنافسية في قطاعات مثل بناء السفن والطاقة النووية، ما يجعلها شريكاً مثالياً لأميركا في المرحلة المقبلة.
