أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، أن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من اليابان وكوريا الجنوبية بدءاً من الأول من أغسطس، كاشفاً عن الخطوة الأولى من سلسلة رسائل ينوي إرسالها إلى شركاء واشنطن التجاريين لإبلاغهم بهذه الضرائب الجديدة.
وكتب ترامب في رسائل موجهة إلى قادة البلدين الآسيويين، ونشرها على منصته «تروث سوشال»: «إذا قررتم، لأي سبب كان، رفع رسومكم الجمركية، سيتم إضافة هذه النسبة إلى نسبة الـ 25% التي نطبقها».
وأوضح ترامب أن النسبة المفروضة على كوريا الجنوبية بقيت كما أُعلن عنها في 2 أبريل، بينما ارتفعت النسبة على اليابان بمقدار نقطة واحدة مقارنة بالإعلان السابق. وكان ترامب قد حدّد سقف الرسوم الجمركية الانتقامية عند 10% حتى 9 يوليو لإتاحة المجال للمفاوضات. وحتى الآن، أبرمت واشنطن اتفاقين فقط، مع كل من المملكة المتحدة وفيتنام.
تراجعت أسواق الأسهم الأميركية إثر الإعلان، في أحدث حلقة من سلسلة التقلبات التي يشهدها السوق منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير وإحيائه للحرب التجارية العالمية. وقد اعتاد المستثمرون على التقلبات التي تسببت بها قرارات ترامب، بينما تسارع الحكومات إلى حماية اقتصاداتها.
وتراجعت الأسهم الأميركية لشركات السيارات اليابانية، إذ خسرت أسهم «تويوتا موتور» 4.1% خلال التعاملات، فيما هبطت أسهم «هوندا موتور» بنسبة 3.8%.
من جانبه، قال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، في وقت سابق من يوم الاثنين، إنه يتوقع الإعلان عن عدة اتفاقيات تجارية خلال 48 ساعة، مشيراً إلى أن صندوق بريده الإلكتروني امتلأ بعروض اللحظة الأخيرة من دول تسعى إلى التوصل لاتفاق قبل الموعد النهائي في 9 يوليو.
ولم يتضح ما إذا كانت رسائل أخرى ستُنشر قبل انتهاء المهلة المحددة يوم الأربعاء.
بيسنت لم يوضح أي الدول قد تحصل على اتفاقيات أو ما هي شروطها، بينما يواصل ترامب الإبقاء على الغموض بشأن نتائج مفاوضات استمرت لأشهر مع دول تحاول تجنب الزيادات الجمركية الكبيرة التي يهدد بفرضها.
وقال بيسنت في مقابلة مع «سي إن بي سي»: «الكثير من الدول غيرت موقفها التفاوضي. استقبلت بريدي الليلة الماضية بعروض جديدة واقتراحات جديدة. الأيام المقبلة ستكون مزدحمة للغاية».
في الوقت نفسه، تسعى المفوضية الأوروبية للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة قبل 9 يوليو، بعد ما وصفه متحدث باسم المفوضية بـ«تبادل إيجابي» بين أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية، ودونالد ترامب.
ومع ذلك، لم تتضح بعد إمكانية تحقيق تقدم فعلي لتفادي فرض رسوم جمركية جديدة على الشريك التجاري الرئيسي للولايات المتحدة. ويأتي ذلك في ظل تصاعد الضغط بعدما هدد ترامب الأسبوع الماضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 17% على صادرات الاتحاد الأوروبي من المنتجات الزراعية.
وصرّح ترامب، الأحد، بأن الولايات المتحدة باتت قريبة من إتمام عدة اتفاقيات تجارية، مشيراً إلى أن الإعلان عن الرسوم الجديدة لباقي الدول سيتم قبل 9 يوليو، على أن تدخل حيز التنفيذ في 1 أغسطس، مما يمنح الدول مهلة ثلاثة أسابيع إضافية.
ووجّه ترامب تهديداً مباشراً لدول مجموعة «بريكس»، التي عقدت اجتماعها في البرازيل، معلناً نيته فرض رسوم إضافية بنسبة 10% على أي دولة من المجموعة تنسق سياساتها بما يعتبره «مواقف معادية للولايات المتحدة».
وتضم مجموعة «بريكس» كلاً من البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا، وقد انضمت إليها مؤخراً مصر، وإثيوبيا، وإندونيسيا، وإيران، والإمارات العربية المتحدة.
وقد انعكس هذا التهديد على العملة الجنوب أفريقية، حيث تراجع الراند بعد تصريحات ترامب.