الأسواق تتراجع والدولار يرتفع بعد فرض ترامب رسوماً جمركية على اليابان

شهدت الأسواق المالية العالمية تراجعاً اليوم الاثنين، فيما سجل الدولار الأميركي مكاسب أمام معظم العملات الرئيسية، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من اليابان وكوريا الجنوبية، في خطوة زادت من حالة القلق في أوساط المستثمرين بشأن مستقبل المفاوضات التجارية التي تقودها واشنطن.

كما سجلت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات ارتفاعاً طفيفاً مع اتجاه المستثمرين إلى إعادة تسعير المخاطر في ظل المستجدات.

 تصعيد تجاري مفاجئ

أعلن ترامب أن الرسوم الجمركية الجديدة ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من أغسطس، موضحاً أن اليابان وكوريا الجنوبية ستكونان أول دولتين مشمولتين ضمن سلسلة من الرسوم التي سيجري الإعلان عنها تباعاً خلال الأيام المقبلة. وقال ترامب إنه بدأ بإرسال رسائل رسمية إلى قادة الدول المستهدفة تتضمن تفاصيل هذه الإجراءات.

وفي أعقاب الإعلان، سجلت أسهم شركات صناعة السيارات اليابانية المدرجة في الولايات المتحدة تراجعاً ملحوظاً، حيث هبط سهم «تويوتا» بنسبة 4.1%، وانخفض سهم «هوندا» بنسبة 3.8%.

وأشار وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في وقت سابق يوم الاثنين إلى أن الولايات المتحدة ستعلن عن سلسلة من القرارات التجارية الجديدة خلال الـ 48 ساعة القادمة، في ظل اقتراب المهلة النهائية للمفاوضات المقررة يوم الأربعاء.

مخاوف من تباطؤ النمو

يتوقع خبراء أن تؤدي الرسوم الجديدة إلى رفع الأسعار وتقليص وتيرة النمو الاقتصادي، إلا أن حالة عدم اليقين المستمرة بشأن السياسات التجارية قد تلحق ضرراً أكبر عبر دفع الشركات إلى تأجيل قراراتها الاستثمارية. وتستعد شركات مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» للإعلان عن نتائجها المالية للربع الثاني من العام خلال الأيام المقبلة.

وكان ترامب قد أعلن في أبريل الماضي عن رسوم جمركية أساسية بنسبة 10% على معظم الدول، مع إمكانية رفعها إلى 50% بموجب ما سماه «الرسوم المتبادلة»، وحدد آنذاك تاريخ 9 يوليو كمهلة أولى قبل بدء تنفيذ هذه السياسات.

كما هدد بفرض رسوم قد تصل إلى 60% أو 70%، بالإضافة إلى فرض ضريبة إضافية بنسبة 10% على الدول التي تنتهج سياسات «معادية لأميركا» وفق تعبيره، في إشارة إلى دول مجموعة «بريكس» (البرازيل، روسيا، الهند، الصين).

أداء المؤشرات

وخسر مؤشر «داو جونز» 515.77 نقطة أو 1.15% ليصل إلى 44,314.92 نقطة. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.90% إلى 6,222.20 نقطة بحلول منتصف الجلسة. كما هبط مؤشر «ناسداك» بنسبة 0.97% إلى 20,404.31 نقطة.

وفي سياق متصل، هبط سهم «تسلا» بنسبة 7.4% بعد أن أعلن الرئيس التنفيذي إيلون ماسك عن تأسيس حزب سياسي جديد تحت اسم «الحزب الأميركي».

أما مؤشر «إم إس سي آي» للأسهم العالمية فقد تراجع بنسبة 0.76% إلى 918.65 نقطة، في حين أغلق مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي على ارتفاع بنسبة 0.44%.

وبالنسبة للسندات الأميركية، ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات بنحو 5.1 نقاط أساس إلى 4.391%.

وفي سوق العملات، صعد مؤشر الدولار بنسبة 0.58% إلى 97.53 نقطة، بينما تراجع اليورو بنسبة 0.59% إلى 1.1709 دولار. وارتفع الدولار أمام الين بنسبة 1.04% ليصل إلى 146.02 ين.

يترقب المستثمرون خلال الأسبوع محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي للحصول على مؤشرات إضافية بشأن توقعات أسعار الفائدة، خاصة بعد صدور بيانات التوظيف في يونيو والتي جاءت أفضل من التوقعات.

وفي أستراليا، يتوقع أن يخفض البنك المركزي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.60% خلال اجتماعه يوم الثلاثاء.

وفي أسواق الطاقة، ارتفع سعر الخام الأميركي بنسبة 0.7% إلى 67.47 دولار للبرميل، بينما صعد خام برنت بنسبة 1.33% ليبلغ 69.21 دولار للبرميل.