logo
تكنولوجيا

حريق سنترال رمسيس.. «اختبار صعب» للبنية الرقمية في مصر

حريق سنترال رمسيس.. «اختبار صعب» للبنية الرقمية في مصر
عمليات إخماد الحريق الذي اندلع في سنترال رمسيس، وتسبب في انقطاع خدمات الاتصال في أنحاء العاصمة المصرية، وفقًا لوسائل إعلام محلية — القاهرة، مصر، 7 يوليو 2025.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:7 يوليو 2025, 11:01 م

حريق هائل في سنترال رمسيس وسط العاصمة المصرية القاهرة، الذي يعد قلب الاتصالات بالبلاد، امتدت آثاره إلى شرايين حيوية عديدة في قطاعات الاتصالات والإنترنت والمصارف والطيران والخدمات الرقمية في مختلف أنحاء البلاد.

خبراء اتصالات تحدثوا لـ«إرم بزنس» عدوا الحريق الذي طال السنترال الرئيسي بالبلاد، بمثابة «اختبار صعب للبنية التحتية الرقمية في مصر»، داعين إلى «تطوير تصميم الشبكات وتفعيل وتعزيز خطط الطوارئ ودعم تلك البنية بشكل كامل سريع لتفادي عطل أكبر ستكون نتائجه أوسع وأعمق، خاصة والحادث الحالي رغم محدوديته لكن آثاره كانت كبيرة وملموسة لقطاعات واسعة».

بينما أكد مسؤولون مصريون لـ«إرم بزنس» أن الجهود متواصلة لحل الأزمة في أسرع وقت، مؤكدين أنه «يتم التعامل مع الحادث باعتباره طارئًا قوميًا يمس أمن البنية الرقمية في مصر، ونعمل حاليًا على مراجعة شاملة للبنية التحتية لضمان عدم تكرار الحادث مستقبلا».

أخبار ذات صلة

حريق في مبنى سنترال رمسيس وسط القاهرة يُعطّل خدمات الاتصالات

حريق في مبنى سنترال رمسيس وسط القاهرة يُعطّل خدمات الاتصالات

نقطة ارتكاز حيوية

وفي توضيح تقني لتفاصيل حريق السنترال، قال استشاري تأمين البيانات والمنشآت، محمد مغربي، إن «حريق سنترال رمسيس ليس حادثا بسيطا لكون المكان واحدا من أهم مراكز الاتصالات الحيوية في مصر».

ونبه مغربي، في تدوينة على صفحته بفيسبوك، أن سنترال رمسيس «ليس سنترالا صوتيا  تقليديا فقط لكنه يضم نقطة ارتكاز رئيسية لشبكة المصرية للاتصالات، ومركز بيانات ضخم يستضيف أنظمة تشغيلية وبنية تحتية مشتركة لعدد من مشغلي الاتصالات، ونقاط ربط بينية بين شركات المحمول وبعضها وبينها وبين الشبكة الأرضية والتوجيه الدولي للمكالمات وخدمات الترانزيت»، مشيرا إلى أن خروج السنترال من الخدمة حتى ولو بشكل مؤقت أدى لما رأيناه من تعطل خدمات عديدة.

ورغم إن كل شركة هاتف محمول لديها شبكة مستقلة إلا إن شركات المحمول الأربعة (فودافون، أورنج، اتصالات، WE) تستخدم جزءا من شبكة المصرية للاتصالات كعمود فقري  سواء عبر كابلات فايبر أو سويتشات تجميع رئيسية، وفقا لمغربي.

وبشأن تطورات الأزمة، قال محمد إبراهيم، رئيس قطاع التفاعل المجتمعي بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، إن فرق الدعم الفني تعمل على مدار الساعة لإعادة الخدمات تدريجيًا، مشيرًا إلى أن الحريق تسبب في عطل تقني معقد أثّر بشكل مباشر على خدمات الإنترنت، والمكالمات، وتطبيقات التحويل المالي مثل «إنستاباي»، ما أدى إلى توقف مفاجئ في خدمات التحويل الإلكتروني لمئات الآلاف من المستخدمين.

وأكد إبراهيم في تصريحات لـ«إرم بزنس» أن الجهاز يعمل على حصر شامل للخدمات والعملاء المتأثرين تمهيدًا لتعويضهم، مضيفًا: «نتعامل مع الحادث باعتباره طارئًا قوميًا يمس أمن البنية الرقمية في مصر، ونعمل حاليًا على مراجعة شاملة للبنية التحتية لضمان عدم تكرار الحادث مستقبلا».

وعن الأضرار، أكد الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، في تصريحات خاصة لـ«إرم بزنس»، أن الحادث لم يسفر عن خسائر بشرية، لكنه خلف أضرارًا مادية وتقنية جسيمة داخل السنترال، ما استدعى تشكيل لجنة هندسية وفنية لرفع تقرير عاجل لرئاسة مجلس الوزراء حول حجم التلفيات.

وأوضح صابر أن هناك تنسيقًا مباشرًا مع وزارة الاتصالات المصرية وشركات البنية التحتية الرقمية لتحديد الأثر الاقتصادي الكامل، مشيرًا إلى أن المحافظة تتابع بشكل متواصل جهود الإصلاح وتقديم الدعم للمناطق المتضررة.

أخبار ذات صلة

مصر.. استمرار تدهور القطاع الخاص مع تسارع انكماش الإنتاج والطلبات

مصر.. استمرار تدهور القطاع الخاص مع تسارع انكماش الإنتاج والطلبات

اختبار صعب

بدوره، قال مؤسس المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي وخبير الاتصالات والتحول الرقمي المهندس أحمد العطيفي، لـ«إرم بزنس»: «السنترال بمثابة القلب النابض للدولة وتمتد منه شبكة الاتصالات كوريد من أوردتها وهو السنترال الرئيسي بالبلاد ثم هناك سنترالات مركزية أخرى تتقاطع معه ويعد محوريا في البلاد».

وأضاف العطيفي الذي كان مستشار رقميا سابقا بالبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة: «لن نعرف بعد أبعاد الحريق وتأثيراتها لكن كما رأينا هناك تعطل في شبكة الاتصالات وهذا يقودنا لما كنا نحذر منه من زمن من أن السنترال بحاجة لمزيد من الدعم والتطوير».

وشدد الخبير المصري في التحول الرقمي، أن حادث الحريق يعد اختبارا صعبا للبنية التحتية الرقمية بمصر يدعو لجودة تصميم الشبكات لاسيما في تلك النقاط الحيوية لمواجهة طوارئ محتملة، وتخفيف الأعباء عن سنترال رمسيس والسنترالات الرئيسية بالبلاد.

وأكد أهمية النظر في توفير خبرات تقنية كافية ودعم البنية التحتية للاتصالات بشكل قوي ومتواصل خاصة وتلك البنية باتت مسوؤلة عن كل شيء في مصر، لافتا إلى أن الحريق مع الحديث الرسمي عن محدوديته إلا أنه تسبب في أعطال كبيرة ملموسة للجميع.

من جانبه، يرى خبير تكنولوجيات المعلومات الدكتور أسامة مصطفى، في حديث لـ«إرم بزنس» أن « الأحداث الطارئة يمكن أن تتعرض لها دول متقدمة كما رأينا أعطال كهرباء في أوروبا مؤخرا»، مشيرا إلى أن «حادث اليوم وقع في سنترال رئيسي وحيوي ولو كان حدث في سنترال مرتبط بمنطقة كان سيكون ضرره طفيفا».

وشدد على أهمية إعادة النظر لحوادث الطوارئ وما تعكس من احتياجات لتطوير البنية التحتية الرقمية، ونأخذ في الاعتبار أن مثل هذه الحوادث تؤثر على الخدمات المقدمة للجمهور ويجب أن تكون هناك احتياطات سريعة للطوارئ.

ولفت إلى أن الدولة المصرية قامت بدعم البنية التحتية الرقمية بشكل كبير ومستمرة في ذلك، لكن في تلك الحوادث العرضية ومنها حادث سنترال رمسيس نحتاج لمزيد من الاستفادة منها في كيفية إنجاز الأزمات في وقت أقل عبر حلول سريعة.

وأكد أن حادث سنترال رمسيس وما نتج عنه من قطع في الاتصالات والخدمات الرقمية، «مؤشر خطير ينبنها إلى أهمية تأمين وإبعاد تلك الشبكات لاسيما المرتبطة بخدمات الدفع والاتصالات والانترنت عن مخاطر تلك الحوادث».

ماذا حدث؟

وأعلن جهاز تنظيم الاتصالات المصري، في بيان، أن حريقا حدث الاثنين بإحدى غرف الأجهزة بسنترال رمسيس، مما أدى إلى تعطل مؤقت لخدمات الاتصالات، لافتا إلى أنه تم «اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو فصل التيار الكهربي عن كامل السنترال، وجار العمل على استعادة الخدمة تدريجيًا خلال الساعات القليلة القادمة مع حصر العملاء المتضررين».

وفي بيان ثان، أوضح الجهاز أن «خدمات الإنترنت الثابت وخدمات المحمول (صوت/ نقل بيانات) قد تأثرت لدى شركات المحمول الثلاث نسبيًا نتيجة تعطل بعض دوائر الربط بسبب الحريق».

ولفت إلى أنه «جار التنسيق بين الفرق الفنية بالشركة المصرية للاتصالات وشركات المحمول لاستعادة دوائر الربط المتأثرة بحريق سنترال رمسيس واستبدالها على اتجاهات أخرى على باقي سنترالات الشركة المصرية للاتصالات ومن المتوقع استعادة دوائر الربط خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة»، مؤكدا أن «جميع خدمات الطوارئ تعمل بشكلٍ جيد وأن تأثير الحريق محدود على الخدمات، كما تم توفير أرقام اتصال بديلة للأماكن المتأثرة».

ونبه الجهاز إلى «وجود تأثير بسيط على خدمات التليفون الأرضي والمحمول بمحيط منطقة سنترال رمسيس ويؤكد على عودة الخدمة بشكلٍ تدريجي» وأعلن «اعتذارا عن تأثر بعض الخدمات واعتزامه تعويض العملاء المتضررين».

قطاعات متضررة

وأكد مصدر بأحد البنوك، لـ«إرم بزنس» أن التعطل امتد لبعض ماكينات صرف الأموال الآلية التابعة للبنك، مع تعطل شبكة الإنترنت وخروج بعضها عن الخدمة، فيما قدم بنك مصر، عبر صفحته بفيسبوك اعتذارا للعملاء بسبب تعذر تقديم بعض خدمات في الفترة الحالية مشيرا إلى عطل في الإنترنت.

كما أفادت وزارة الطيران المدني، في بيان، بأنه «نتيجة لحدوث عطل مفاجئ ومؤقت في شبكات الاتصالات والإنترنت.. شهدت حركة الطيران تأخيرات محدودة في مواعيد إقلاع بعض الرحلات»، لافتة إلى أنه «جار ترحيل معظم الرحلات الجوية بالطرق البديلة باستثناء عدد محدود من الرحلات الدولية التي يُجرى حاليًا التنسيق بشأنها لتفعيل الإجراءات التشغيلية البديلة المماثلة في مطاراتهم».

وأعلنت شركة مصر للتأمين في بيان: «نعتذر لجميع عملائنا الكرام عن عدم قدرتنا على استقبال أي مكالمات عبر الخطوط الساخنة في الوقت الحالي، نتيجة انقطاع الخدمة بشكل مفاجئ بسبب الحريق المؤسف الذي لحق بمبنى سنترال رمسيس بالقاهرة».

وأعلن عدد من محافظات من مصر بينها الجيزة، والغربية والقليوبية عن وجود عطل تقني في الخطوط الساخنة ببعض الخدمات ومنها خدمات الإسعاف وخصصت أرقاما بديلة، وفق بيانات رسمية اطلعت عليها «إرم بزنس».

واعتذرت الهيئة القومية لسكك حديد مصر، في بيان عن عدم انتظام منظومة حجز التذاكر على مستوى البلاد، مرجعة ذلك إلى «ظروف طارئة خارجة عن إرادتها؛ نتيجة لأعطال شبكة الإنترنت».

فبما أفادت البورصة في بيان بأن قاعة التداول بالبورصة المصرية بمقر  القرية الذكية متاحة الثلاثاء لمن يرغب في الحضور من ممثلي شركات السمسرة، وقالت وكالة الأنباء المصرية (أ ش أ) إن هذا «إجراء احترازيا لضمان انتظام التداولات الثلاثاء على خلفية تأثر بعض خدمات الاتصالات والإنترنت في مصر بحريق سنترال رمسيس».

كما أكدت مدينة الإنتاج الإعلامي في بيان لها أن حريق سنترال رمسيس الذي حدث مساء الإثنين ، لم ولن يؤثر علي البث الهوائي لبرامج التوك شو  والبرامج التي تبث مباشرة علي الهواء ، في كافة القنوات الفضائية العاملة داخل مدينة الإنتاج الإعلامي.

ولفتت إلى أن «التأثير اقتصر فقط علي خطوط الإنترنت وخطوط الهاتف الارضي والمحمول ، مما أثر على قدرة معدي البرامج من التواصل مع المصادر والمسؤولين وضيوف برامج الهواء، بالصورة الكاملة نتيجة للعطل الذي ضرب شبكات المحمول والإنترنت الارضي و الخطوط الأرضية في بعض المناطق بسبب الحريق».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC