اﻷثنين 7 يوليو 2025 م
تستعد «وول ستريت» لإطلاق أحدث أدواتها لتفادي الضرائب، وهذه المرة ليست مخبأة في جزر كايمان ولا تعتمد على مشتقات مالية معقدة، بل صُممت لتحويل صندوق متداول في البورصة إلى آلة لتقليل الضرائب تعمل بهدوء وبشكل شبه أوتوماتيكي.
لطالما كانت توزيعات الأرباح سمة أساسية في الاستثمار بالأسهم، باعتبارها دليلاً على انضباط الشركات ومكافأة للمستثمرين. لكن شركة «راوند هيل إنفستمنتس» تعتزم إطلاق صندوق متداول يتتبع مؤشر «إس آند بي 500» بدون توزيعات أرباح تحت الرمز «XDIV» في 10 يوليو الجاري.
هدف الصندوق بسيط لكنه استراتيجي: محاكاة أداء المؤشر الشهير مع تجنب استحقاق توزيعات الأرباح. وسيبيع الصندوق أسهمه قبل تواريخ استحقاق التوزيعات، مما يحوّل الدخل بعيداً عن حملة وحداته وبالتالي يقلل من الأعباء الضريبية عليهم.
ومع ارتفاع مؤشرات الأسهم خلال السنوات الأخيرة وتزايد الفواتير الضريبية بالتوازي، بات مدراء الأصول يطورون منتجات تمنح المستثمرين سيطرة أكبر على توقيت - أو حتى وجود - الالتزامات الضريبية. وتعتمد هذه المنتجات على آليات متقدمة لتقليل الأحداث الخاضعة للضريبة، ما يحوّل بنية الصندوق إلى أداة قابلة للبرمجة حساسة ضريبياً.
تُنفَّذ هذه الاستراتيجيات عبر صناديق متداولة في البورصة تخضع للرقابة الأميركية، مما يتيح للمستثمرين سهولة الوصول إليها ومرونة ضريبية كانت تقتصر سابقاً على المستثمرين الأثرياء فقط.
وقال ديف ماتزا، الرئيس التنفيذي لشركة «راوند هيل»: «هذا الصندوق موجه للمستثمرين الواعين ضريبياً - الذين يريدون التعرض لمؤشر إس آند بي 500 دون التوزيعات التي تخلق عليهم عبئاً ضريبياً. لا يوجد منتج مماثل في السوق يلبي هذه الحاجة حتى الآن».
ورغم أن معظم الصناديق المتداولة تتجنب بالفعل ضرائب الأرباح الرأسمالية باستخدام آلية تُعرف بـ«استرداد العينات العينية»، إلا أن استراتيجية XDIV تستهدف نوعاً مختلفاً من العبء الضريبي: وهو الدخل العادي. وسيفرض الصندوق رسوماً تبلغ 0.0849% عند إطلاقه، وسيستثمر في صناديق أخرى تتتبع «إس آند بي 500» مثل صندوق «فانغارد VOO»، لكنه سيبيع هذه الاستثمارات قبل تواريخ استحقاق التوزيعات، ليدخل في صناديق مماثلة لا تستعد لتوزيع أرباح في الفترة نفسها.
وقد يجذب هذا المنتج مستثمرين لا يعيدون استثمار التوزيعات بشكل منتظم - الأمر الذي قد يؤثر سلباً على الأداء - أو أصحاب الدخل المرتفع الذين يسعون لتقليل الدخل الخاضع للضريبة في حساباتهم الاستثمارية.
التخلي عن التوزيعات ليس خسارة حتمية، إذ عندما تدفع الشركة توزيعات نقدية، عادة ما ينخفض سعر سهمها بالقيمة نفسها، لذا فإن بيع السهم قبل هذا التاريخ يعني التخلي عن التوزيعة، لكنه أيضاً يتجنب انخفاض السعر. بمعنى آخر، من المفترض أن تكون المحصلة محايدة، مع فارق في كيفية وتوقيت استحقاق الضرائب على المستثمر.
ينضم XDIV إلى موجة متزايدة من المنتجات المصممة لتحسين الوضع الضريبي. على سبيل المثال، صندوق «بيرني يو إس فاكتور روتيشن» ينقل محافظ استثمارية كاملة إلى هيكل الصناديق المتداولة دون تحمّل حدث ضريبي. كما أن صندوق «كامبريا تاكس أويير» بنى محفظته من أسهم مرتفعة القيمة تسمح للمستثمرين بتبديل التعرضات دون تحقيق أرباح رأسمالية خاضعة للضريبة.
وتشير التحركات في السوق إلى احتمال ظهور المزيد من هذه المنتجات قريباً. فقد تقدمت شركة «لايون شيرز» بطلب في منتصف يونيو لإطلاق صندوق متداول يستثمر في صناديق أخرى تتتبع الأسهم الأميركية ذات القيمة السوقية الكبيرة، مع التركيز على «تقليل» التوزيعات، بحسب وثائقها.
