يُتوقع أن يشهد الأسبوع الحالي أحداثاً محورية في الأسواق العالمية، يتصدرها انتهاء مهلة تأجيل الرسوم الجمركية العقابية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى جانب نشر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لشهر يونيو، ونتائج أعمال شركة «دلتا إيرلاينز»، وفعاليات «برايم داي» السنوية لشركة «أمازون»، بالإضافة إلى زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن.
أعلن ترامب أن البيت الأبيض سيبدأ في إرسال رسائل إلى الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، تتضمن تفاصيل المعدلات الجديدة للرسوم الجمركية، في حين لا يزال هناك بعض الغموض حول موعد سريان هذه الرسوم.
ومن المفترض أن تنتهي فترة التجميد المؤقت لهذه الرسوم في 9 يوليو، لكن تقارير إعلامية أشارت إلى احتمال تأجيل دخولها حيز التنفيذ حتى الأول من أغسطس.
ورداً على أسئلة الصحفيين بشأن هذه التواريخ، قال ترامب: «أعتقد أننا سننهي الاتفاقات مع معظم الدول بحلول 9 يوليو، سواء برسالة أو باتفاق»، بينما أوضح وزير التجارة هوارد لوتنيك، الذي كان إلى جانب ترامب، أن الرسوم ستُطبق في الأول من أغسطس، لكن الرئيس هو من يحدد المعدلات النهائية وشروط الاتفاقات حالياً.
وخلال فترة التجميد التي امتدت 90 يوماً منذ أبريل الماضي، أجرت إدارة ترامب محادثات فردية مع عدد من الدول، أسفرت حتى الآن عن اتفاقات مبدئية مع المملكة المتحدة وفيتنام، بالإضافة إلى هدنة تجارية مع الصين.
وفي مذكرة تحليلية، قالت «آي إن جي» إن الخيارات لا تزال مفتوحة بين إبرام اتفاقات في اللحظات الأخيرة، أو رفع الرسوم الجمركية بشكل كبير، أو الإعلان عن تمديد جديد. وأضافت: «جميع هذه السيناريوهات تبدو محتملة».
ورغم أن بعض الدول يبدو أنها حصلت على فترة سماح إضافية تمتد لثلاثة أسابيع قبل فرض رسوم إضافية قد تتراوح بين 10% إلى 50%، فإن ترامب ألمح إلى إمكانية رفع المعدلات إلى 60% أو حتى 70%، وهو ما يعمق حالة عدم اليقين التي ترهق الشركات في الأشهر الأخيرة.
من المنتظر أن ينشر مجلس الاحتياطي الفيدرالي، يوم الأربعاء، محضر اجتماعه الأخير، حيث يتطلع المستثمرون للحصول على مؤشرات أوضح بشأن توجهات أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
وكان البنك المركزي الأميركي قد أبقى في اجتماعه بشهر يونيو على أسعار الفائدة دون تغيير في نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5%، مشدداً على أن اتباع سياسة التريث لا يزال مناسباً في ظل الحاجة لمزيد من الوضوح حول تأثير الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب على الاقتصاد الأوسع.
في وقت لاحق، جدد رئيس الفيدرالي جيروم باول هذا التوجه خلال شهادته أمام الكونغرس، لكنه أشار الأسبوع الماضي إلى أن البنك المركزي قد يعاود خفض الفائدة في الاجتماعات المقبلة لهذا العام، بما في ذلك الاجتماع المرتقب في وقت لاحق من هذا الشهر.
وفيما يتعلق بمستقبل باول، أصبح الموضوع محل اهتمام واسع في الأسواق، خاصة مع تكرار انتقادات ترامب له ومطالبته بتسريع خفض الفائدة. وتحدثت تقارير إعلامية عن أن ترامب يدرس الإعلان عن بديل محتمل لباول قبل نهاية العام، وهو ما قد يُحدث حالة من «الازدواجية القيادية» داخل الفيدرالي.
تترقب الأسواق هذا الأسبوع إعلان نتائج أعمال شركة «دلتا إيرلاينز»، إلى جانب شركات أخرى مثل «كوناجرا براندز» و«ليفي شتراوس».
يرغب المستثمرون في معرفة توقعات الشركة بشأن الطلب على السفر خلال الأشهر المقبلة، خصوصاً مع تزايد المخاوف حيال تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي على الخدمات مرتفعة التكلفة مثل السفر الجوي.
وكانت «دلتا» قد سحبت في أبريل توقعاتها المالية لعام 2025 وأعلنت عن توقعات فصلية دون مستوى التقديرات. ورغم ذلك، أظهرت البيانات أن الطلب على الرحلات الدولية لا يزال قوياً في موسم السفر الصيفي، بينما تراجع إقبال المسافرين الأجانب على زيارة الولايات المتحدة بسبب تشديد القيود الحدودية والسياسات الأميركية المثيرة للجدل.
وكانت الشركة قد حذرت في وقت سابق هذا العام من أن الرسوم الجمركية المحتملة التي تعتزم إدارة ترامب فرضها على الطائرات المستوردة وقطع الغيار قد تدفعها إلى وقف شراء الطائرات المصنعة في الخارج وتأجيل بعض الطلبيات، ما قد يؤثر على نحو 10 ملايين راكب سنوياً.
تستعد شركة «أمازون» لإطلاق فعالية «برايم داي» السنوية هذا الأسبوع، والتي تستمر هذه المرة لمدة أربعة أيام من 8 إلى 11 يوليو، مقارنة بيومين فقط في الأعوام الماضية. وأوضحت الشركة أن تمديد مدة الفعالية جاء استجابة لرغبة أعضاء «برايم» الذين أكدوا حاجتهم لمزيد من الوقت للتسوق.
وكان إنفاق المستهلكين الأميركيين خلال فعالية «برايم داي» في يوليو 2024 قد بلغ نحو 14.2 مليار دولار، بزيادة 11% على أساس سنوي، وفقاً لبيانات «أدوبي أناليتيكس».
لكن «أمازون» باتت تواجه منافسة شرسة من فعاليات تخفيضات مماثلة تنظمها شركات مثل «وولمارت» و«تارجت» و«تيك توك شوب» التابعة لشركة «بايت دانس»، خاصة في جذب الشباب الباحثين عن مستلزمات المدارس والجامعات بأسعار مخفضة.
وتسعى «أمازون» أيضاً إلى استقطاب الفئة العمرية بين 18 و24 عاماً من خلال تقديم اشتراكات مخفضة ومزايا إضافية.
من المنتظر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن هذا الأسبوع، وسط تقارير تتحدث عن تقدم محتمل في مباحثات وقف إطلاق النار مع حركة «حماس» الفلسطينية.
وهذه هي الزيارة الثالثة لنتنياهو إلى واشنطن منذ عودته إلى رئاسة الحكومة في يناير. وكان ترامب قد لمح إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال هذا الأسبوع.
وفي تصريحات قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة، قال نتنياهو إن الوفد الإسرائيلي المشارك في محادثات الدوحة خلال عطلة نهاية الأسبوع قد تلقى تعليمات بتحقيق هدنة وفقاً للشروط التي وافقت عليها إسرائيل، مشيراً إلى أن «المحادثات مع الرئيس ترامب يمكن أن تسهم في دفع هذه النتائج إلى الأمام».